[email protected] من الخطاء أن يتحول موضوع الحصانة إلى الموضوع الرئيسي للثوار والهدف الأول للثورة. بينما هم لم يحققوا بعد الهدف الذي خرجوا من أجله والذي استشهد الشهداء الإبرار فى سبيل تحقيقه وهو (الرحيل وإسقاط النظام .). فالشهداء لم يقدموا دماءهم ويذهبوا إلى فوهة الموت لكي يصنعوا قضية اسمها المحاكمة و القصاص من قاتليهم ليتحول كهدف يزاحم الهدف الذي استشهدوا من أجله ..اجزم بأن الشهداء في ثورتنا وكل الثورات لم يفكروا يوما وهم يسكبون دماء هم من أجل هدف سام ..نعم لم يفكروا بقضية القصاص من قاتليهم وإلا لما خرجوا أصلا ليستشهدوا من أجل أهداف واضحة أولها إسقاط النظام ورحيل الطاغية . . وهذا الهدف وحده الذي سوف يجعل الشهداء ينامون مطمئنين في قبورهم, في وسط المعركة وقلب الثورة الواجب إن تتركز الجهود إلى الهدف الرئيسي للثورة . ارحل والشعب يريد إسقاط النظام من أجله تكون التضحيات ومن أجله تؤجل كل المطالب الأخرى لأنها تكون بلا معنى قبل تحقيق الرحيل .. أعني إذا لم يتحقق الرحيل فمن باب أولى أن لا تتحقق المحاكمة العادلة وإذا تحقق الرحيل فكل الأهداف سوف تحقق منها المحاكمة العادلة والقصاص لدماء الشهداء من القتلة وسيبقى الشعب يهتف لهذا المطلب في وقت أصبح هو الحاكم والمنتصر ودعك من الحديث عن المبادرات والتوقيع ومجلس النواب و الحصانة, فكل ما يتعلق بإعفاء القتلة لا معنى له ولا يعنى الشعب وهو شرعا وقانونا وواقعا بحكم العدم .فالحصانة من عدمها تفرضها قوة البقاء في السلطة , ونحن نعلم جيدا أن ( صالح)وأقاربه (محصنين ) بلا مباردة ولا تصويت بحكم واقع قوة السلطة من أي مساءلة طيلة العقود الماضية لا فيما يتعلق بالثروة ولا في ما يتعلق بقتل المواطنين وسفك دمائهم 0.(.الحامدى صاحب حبيش مثالا ) و الأمثلة كثيرة حيث كان القاتل من أقرباء صالح يقتل المواطن دون أن تهتز له شعرة فلديه (حصانة) ولا يجرؤ أحد أن يعطيه طلب إلى قسم الشرطة بل لا يجرو قسم الشرطة نفسه وربما سجن الشاكي والأكثر ألما استخدام الوزراء وأعضاء مجلس النواب والموظفين الكبار في وظيفه (قيادة الأثوار والأبقار) مع أخذ ثمن رأس المواطن القتيل من الخزينة العامة لأولياء دمه أعجبهم وإلا عود في عيونهم , فالخبرة (محصنون) بحكم بقائهم في السلطة و لم يكن هناك أي حل لإعادة الاعتبار لدماء اليمنيين إلا الثورة بشعارها وهدفها المختصر والجبار ( ارحل ...الشعب يريد إسقاط النظام) الذي أرى انه مازال شعار الساعة وتجاوره إلى شعارات أخرى خطأ فادح, فتحقيق (الرحيل) يحقق في مضمونه سحب الحصانة و الضمانة و تحقيق المحاكمة العادلة. ولهذا فالواجب أن يبقى شعار ارحل وإسقاط النظام حتى يتحقق هذا الهدف على الواقع ولا شأن للثورة بأى مفاوضات أو مبادرات و مع هذا فأي جهد سياسي يحقق هذا الهدف هو رديف للثورة ومن الخطورة بل والسذاجة أن يتحول هذا الجهد إلى خصم نفتح معه معركة جانبية، لأننا حينها نعارك أنفسنا وسيضيع الجمل بما حمل و نصبح مضرب المثل في الغباء بعد أن تصدرنا العالم في الثورة والوعي والحصافة ..