نحو 17 شخصاً أغلبهم نساء وأطفال، كانوا على متن سيارة هايلوكس، أثناء عودتهم إلى قريتهم شرق الخوخة من زفاف أحد أقاربهم من عرس في التحيتا ، في الطريق انفجر بهم لغم زرعته مليشيا الحوثي سقطوا جميعا بين قتيل وجريح. في لمحة عين تمزقت أجساد الضحايا بين جريح ومعاق وسط حالة عجز عن مداواتهم إلا بما توفر من إسعافات، وتحولت السيارة إلى خردة بالية، هكذا وصف الحادث أحد أبناء المنطقة.
مأساة ضحايا الألغام لا تنتهي، قصص يومية من تلك المآسي تكتبها الألغام وتصدر الضحايا من الأطفال والنساء، في صمت المنظمات المعنية عن الإدانة والتضامن، حتى القلق المعتاد لمسؤولي تلك المنظمات من حُرم منه ضحايا الألغام الحوثية. بحسب تقارير محلية ودولية منها، البرنامج الوطني لنزع الألغام، و مشروع مسام لنزع الألغام، و تقرير لجنة الخبراء الدولي إلى اليمن 2020، فإن عدد ضحايا الألغام التي زرعتهم مليشيا الحوثي أكثر من 8 آلاف مدني معظمهم من النساء والأطفال منذ 2015. وأصيب نتيجة تلك الألغام آلاف المدنيين بإعاقات دائمة وبترت أطرافهم، وتسببت في عدم تمكن المزارعين والصيادين والطلاب والنازحين من العودة إلى مناطقهم ومنازلهم وممارسة أعمالهم ودراستهم ما تسبب لهم بأنهم حرموا من مصادر رزقهم ويتعرضون للمجاعة.
حصيلة جديدة لمشروع مسام التابع لمركز الملك سلمان للأعمال الاغاثية والانسانية، يؤكد أن الفرق التابعة للمشروع انتزعت منذ انطلاق عمل المشروع منتصف 2018، وحتى نهاية اغسطس الماضي، نحو 274 ألف لغم في المناطق المحررة. من بين تلك الألغام أكثر من 89 ألف لغم مضاد للدبابات ونحو 4 آلاف لغم فردي، و أكثر من 6 آلاف عبوة ناسفة، ونحو 174 ألف ذخيرة غير منفجرة. منذ سيطرتها على العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر2014، حولت مليشيا الحوثي اليمن إلى أكبر دولة في العالم مزروعة بالألغام، وأن اليمن أصبحت اكثر دولة في العالم ملوثة بالألغام منذ الحرب العالمية الثانية تقول منظمات محلية إن أكثر من مليوني لغم بأحجام وأنواع مختلفة زرعتها مليشيا الحوثي في 17 محافظة.
وبحسب مراقبين فإن مليشيا الحوثي استفادت من الخبراء الايرانيين وحزب الله الارهابي في صناعة وزراعة الألغام بأشكال وأحجام متعددة ومموهة لإيقاع أكبر قدر ممكن من الضحايا في انتهاك القانون الإنساني الدولي.
عمدت المليشيات إلى زرع الألغام في بطرق عشوائية في الطرقات والمزارع والمدارس بشكل معتمد ما يؤكد حقد تلك المليشيات وجرمها على المدنيين الأبرياء وتعمد الانتقام منهم وقتلهم دون أي حرج من أي ادانة.
ما يثير دهشة المتابعين الدعم السخي التي تتلقاه المليشيات من منظمات أممية تحت مسمى نزع الألغام، دعم بسيارات دفع رباعي على الرغم من علمها بأن المليشيات هي الجهة الوحيدة المسؤولة عن زراعة الألغام.
تنتشر زراعة الألغام في كل المناطق التي تصلها المليشيات الحوثية، لا يقتصر الأمر على مناطق التماس وجبهات القتال، إنما وصل الأمر أبعد من ذلك، فقد فخخت المليشيات مدارس ومنازل مواطنين ومزارع وطرقات في مارب، والبيضاء والجوف وحجة وتعز والضالع والحديدة. تضاعفت في الفترة الأخيرة ضحايا الألغام الحوثية في مناطق جنوبالحديدة، المناطق المحررة في التحيتا وحيس وغيرها من المناطق المجاورة. ستة أعوام منذ سيطرة مليشيا الحوثي على صنعاء والحرب التي تشنها على اليمنيين على كافة الجوانب، ستة أعوام تزرع الموت في كل مكان تصل إليه عبر ألغامها وعبواتها الناسفة ومخلفات الحرب، سيحتاج اليمن إلى سنوات للتعافي من هذه الجريمة الوحشية لوحدها وسنوات وسنوات للتعافي من كل ما ستخلفه المليشيات في كل شؤون الحياة. | الصحوة نت