"قضيت هنا أجمل أيام حياتي، كنت أنا والشباب نحلم ببناء الوطن ورفعه إلى مصافي الدول المتقدمة، كنا في الطريق الصحيح ولا نزال". بهذه الكلمات يسترجع "فؤاد" أحد شباب ثورة 11 فبراير ذكرياته في ساحة التغيير بصنعاء قبل أحد عشر عاماً، وفؤاد كغيره من الشباب الذين خرجوا في فبراير 2011 لم يكن يعلم بأن الثورة التي أرادوا فيها تصحيح المسار ستسمر لأكثر من عشر سنوات وستتحول إلى ثورة ضد الهيمنة الفارسية الإيرانية على المنطقة العربية باسرها. وأضاف "الذين حاولوا ان يعملوا شيء لليمن ثورتنا السلمية اوصلت مجموعة رجال اليمن إلى السلطة، هذه الأسماء يشتاق إليها المواطن اليمني اليوم ويتمنى أن تعود تلك الفترة التي كانت رغم قصرها بمثابة العصر الذهبي للأجور والمرتبات والانتعاش الاقتصادي وكذلك الحريات وحقوق الإنسان". اليوم شباب 11 فبراير يصطفون مع القوى الوطنية لخوض المعركة الوطنية ضد مليشيا إيران الحوثية التي تحاول أن تخرج اليمن من محيطه العربي.
الثورة المضادة بحسب الباحث المتطوع زكريا الأهدل، فإن الغالبية العظمى من شباب الثورة يشعرون بالرضا عن أنفسهم تجاه مشاركتهم في الاعتصامات والمظاهرات التي ادت إلى قيام نظام جديد 2012، وأن نسبة كبيرة جدا منهم تفسر التدهور الحاصل في البلاد بقيام " الثورة المضادة" التي تزعمها الحوثي مع قيادات من النظام السابق. ويقول أمجد، من شباب الثورة، أنه يشعر بالفخر لأنه كان واحدا من الشباب الذين "غيروا النظرة العالمية لليمنيين كشعب مسلح وغير متعلم" ولكنه في نفس الوقت يحس بالألم من الحال التي وصل إليها الشعب من الجوع والفقر والمرض والخوف، ويعلن براءة ثورة فبراير من هذا الواقع. قال أمجد " نشعر بمعاناة هذا الشعب فنحن جزء منه ولكن لا علاقة لفبراير بما يحصل الآن، يجب أن يعرف الجميع هذا، مانحن فيه الآن هو بسبب الانقلاب الذي تم ضد ثورة فبراير ومخرجات الحوار الوطني التي تعد من أبرز منجزات ثورة الشباب".
لعنة 21 سبتمبر عقب توقيع المبادرة الخليجية التي قضت بقيام نظام جديد، ولد تحالف سري بين جماعة الحوثي التي انضمت للثورة في وقت متأخر، وبين أعداء الثورة، هذا التحالف كان من أبرز أهدافه افشال مكتسبات ثورة الشباب وابرزها مؤتمر الحوار الوطني والنظام الاتحادي. ترى "سمية جمال"، وهي من أوائل المشاركات في الثورة، بأن هذا التحالف المؤقت كان صادما على الثورة الشبابية وعلى اليمنيين بمختلف فئاتهم وحتى على المحيط الإقليمي بأكمله، وذلك عندنا وصل الحلف إلى ذروته في سبتمبر 2014 يوم الانقلاب على الدولة، وعلى ثورة فبراير أيضا".
أم الثورات وبالنسبة لمختار الذي يصف ثورة فبراير ب" أم الثورات "، فإن المقومات الثورية كلها اجتمعت فيها ومن المبكر - حسب رأيه- الحكم على نجاحها أو فشلها، لأنه يرى انه لا يوجد" ثورات فاشلة ابدا". يقول مختار "كل مصائب اليمن التي نعانيها هي في الأول والأخير بسبب نكبة سبتمبر " الثورة المضادة" والتي لولاها لكانت اليمن الآن في وضع ومكانة مختلفة تماما، وكان المواطن قدو بدء يعيش حياة الرفاهية التي حلم بها طوال عمره، الشعب يعرف هذا جيدا ولكنه يفضل لوم ثورة فبراير لأنه لا يجرؤ على قول الحقيقة فيهاجم البريء بدلا عن ذلك".
الثورة مستمرة يقاتل في صفوف الجيش الوطني اليوم العديد ممن كانوا ضمن شباب ثورة فبراير والذين حملوا السلاح للدفاع عن الوطن من الخطر الفارسي المتمثل في الانقلاب. ويرى عبدالحكيم وهو احد هؤلاء، أن مقاومة الانقلاب الحوثي هو امتداد لثورة فبراير ولكن بدون سلمية، لأن الحوثيين حسب تعبيره لا ينفع معهم الا الرصاص. ويضيف قائلا :"هذه ثورة فبراير لا زالت مستمرة، عندما كانت هناك دولة فجرنا ثورة سلمية لتصحيح الوضع، أما الآن فهناك انقلاب خطير يهدد أمن وسلامة المنطقة العربية بأكملها وليس اليمن فقط، لذلك كان لابد من حمل السلاح والمضي في درب التحرير إلى آخره مهما كانت التضحيات، نحن شباب فبراير مثلما نجحنا في تغيير النظام سننجح بالإطاحة بالانقلاب بإذن الله ونحن فداء الوطن والشعب، هذا الشعب الذي سيعرف قيمة تضحياتنا ولو بعد حين".