شكل ارتفاع الأسعار حملاً جديداً أثقل كاهل المواطن اليمني في مواجهة التحديات خاصة بعد الانقلاب، الذي أثر على اليمن أجمع. وتسبب الانقلاب الذي قادته ميليشيا الحوثي في سبتمبر 2014 في زيادة التضخم اليمني وانهيار الاقتصاد وتوقف صرف الرواتب الذي انعكست عواقبه الوخيمة على حياة المواطن اليمني في مختلف أنحاء البلاد. ومع اقتراب شهر رمضان المبارك زادت المعاناة ليشعر بعضهم بضنك العيش مع انعدام شبه كلي للسيولة النقدية والمحروقات، وارتفاع أسعار المواد الأساسية وانعدام جزء منها. واشتكى المواطنون في صنعاء من ارتفاع الأسعار في السلع الأساسية والحياتية الذي عجز عن توفيرها أصحاب الدخل المحدود والموظفين الحكوميين نظرا لانقطاع الرواتب. وقال الناشط المدني محمد الأسودي إن هناك ارتفاعا كبيرا في الأسعار وجملة من الضرائب والإتاوات تفرض على اليمنيين في العاصمة ومناطق سيطرة الحوثيين مع تأخر المرتبات لمدة سبع سنوات. وأكد الاسودي في تصريحه "للصحوة نت" أن سعر كيس الدقيق وصل إلى ما يقارب من 22 الف ريال، وكذلك ارتفاع اسعار المواد الغذائية وانعدام المحروقات كليا ماعدا السوق السوداء التي تمتلكها جماعة الحوثي مؤكدا غياب الرقابة على ارتفاع الأسعار رغم تصريحات الانقلابيين المنافية للواقع تماما. جحيم الانقلاب بدوره أكد أحد المواطنين بصنعاء علي ناجي، أن الشعب يعاني من غلاء الأسعار وانعدام المشتقات النفطية بطريقة كبيرة. وقال علي للصحوة نت " ان ارتفاع الأسعار قبل رمضان واثناء رمضان لا يعكس فشل حكومة الانقلاب في ادارة البلاد فقط بل أيضا يكشف ان الانقلابيين مشاركين في صنع الازمة وتضييق حياة المواطن بدافع الانتقام والمتاجرة بمعاناتهم، وطالب بتحرك سريع من الحكومة الشرعية لإنقاذ اليمنيين مما اسماه " جحيم الانقلاب. أم شهاب ربة بيت قالت: ارتفاع أسعار المواد الأساسية يلوح بكارثة في الأفق القريب، خاصة مع اقتراب شهر رمضان الكريم. فظاهرة ارتفاع الأسعار في شهر رمضان كانت وما زالت تلقي بآثارها على المواطن البسيط والكادح، فارتفاع سعر المواد الغذائية الى أكثر من سعرها الحقيقي وانعدام الغاز المنزلي والمحروقات أدى الى زيادة الأعباء على المواطن الفقير المقتول. وأضافت :المسؤول الوحيد عن ما وصل اليه الحال هو الحوثي وانصاره الذين تسببوا بأكبر كارثة في التاريخ، هم الان يقتلون المواطن عمدا ولا يكتفون بذلك بل يفرضون عليه الجبايات ومن ثم يأتي ويحدثك عن "يوم الصمود" يجب ان لا يقبل العالم باي حوار مع هؤلاء الشياطين لأنه لن تهدئ اليمن الا بانتهاء الحوثي وجماعته الظالمة".
جشع طمع التجار الموالين للحوثيين ومسعاهم للحصول على أرباح إضافية مستغلين حاجة المواطن، كان أيضا من ضمن الأسباب التي ذكرتها " وئام" للأزمة، الى جانب الانقلاب. وتعزو وئام السبب في تزايد الازمات وعدم انفراجها الى تعاون التجار مع الحوثيين لحلب المواطن الفقير وبناء امبراطوريات فاحشة الثراء على اكتاف اليمنيين الجوعى، إضافة الى ان الانقلاب تسبب في عدم وجود الإنتاج المحلي الذي من شأنه أن يقلل من الارتفاع العام للأسعار. وتقول "أم يسرى" كنا في شهر رمضان نجتمع على طاولة واحدة لتناول طعام الإفطار وتبادل الحديث ،منذ ان جاء الحوثيين فقد رمضان جماله وروحانيته واصبح شهر الهم والخوف من عدم توفر المتطلبات، اسال الله ان ينتقم ممن جعلنا بهذه الحال وان يعجل بالنصر على هؤلاء الشياطين". يذكر أن الأسواق اليمنية تشهد ارتفاعاً كبيراً في الأسعار خلال شهر رمضان وسط غياب تام للرواتب الحكومية وازمات مفتعلة في المشتقات النفطية بشكل غير مسبوق مما ساهم في كون الأسعار هذا العام أعلى من السنوات السابقة.