لن يكون يوماً عادياً ولن يصبح هذا اليوم ذكرى عابرة . هناك أيام تفرض نفسها على الزمن . ويفسح لها التاريخ مكاناً في كتابه وصفحاته . حين يكون هناك فعل شعبي متميز يفرد له التاريخ صفحاته , ويفتح أبوابه , لأن التاريخ لا يجامل أحداً , حتى وإن تسللت أيادي التزوير والبهتان بطريقة ما لتكتب شيئاً في زاوية منه أو هامش في صفحة فيه فإنه سرعان ما يغسل الأكاذيب التي تسللت أو التزوير الذي تدسس إليه فيطرحه بعيداً عنه . لقد كتب التاريخ في متنه وبحروف واضحة عن يوم 26سبتمبر واحتفظ بهذا اليوم لأنه تميز بإسقاط الحكم الكهنوتي الفردي العفن , واحتفظت ذاكرة الناس وذهنية الشعب اليمني كله بهذا اليوم , لأنه اليوم الذي أنهى الحكم السلالي المتخلف , لكن التاريخ أهمل 5 نوفمبر الذي كان انقلابا على الرئيس السلال رحمه الله , ولم تحتفظ ذاكرة اليمنيين لذلك التاريخ بشيء . ومثله يقال عن 14 أكتوبر و30نوفمبر فقد احتفى التاريخ بهذين اليومين فالأول يمثل انطلاق شرارة الكفاح المسلح ضد الاستعمار والثاني كان اليوم الذي جلا فيه المستعمر وخرج مدحوراً مطروداً , وما يزال التاريخان و اليومان محفورين في ذاكرة الشعب اليمني كله لأنهما تميزا بفعل أقبل نحوه التاريخ مسجلاً عظمتهما وآثارهما . لكن التاريخ وحتى ذاكرة الشعب اليمني لم تحتفظ ليوم 22يونيو بشيء وهو اليوم الذي كان انقلاباً على الرئيس قحطان الشعبي رحمه الله . والشعب العربي اليوم في ثورة الربيع العربي لم يسجل في سفر التاريخ أياماً فحسب , بل سجل عاماً بأكمله حمل أسم عام الربيع العربي ولن ينسى أحد العام 2011م على مر التاريخ , أنه عام الربيع العربي الذي امتد بالفعل الشعبي من مغرب الوطن العربي إلى مشرقه عاصفاً بالطغاة ومؤذنا بإشراقة فجر جديد . ونستطيع أن نقول إن يوم 21فبراير لن يكون يوماً عادياً بل سيكون يوماً متميزاً لفعل شعب امتد طوال عام كامل يهتف لرحيل الفرد المستبد والعائلة المتملكة ,ذلك أن هذا اليوم سيكون هو يوم الإعلان الرسمي عن خلع الفرد المتسلط والحكم المستبد والعائلة التي كانت تمني نفسها بوراثة الوطن ومن عليه ! إنه يوم لا تغيب فيه فقط صورة الحاكم الفرد من ترويسة صحيفة الثورة أو صحيفة الجمهورية بل هو يوم يخلع فيه الشعب الحاكم الفرد بشكل نهائي بحيث لا يكون له أثر أو بقاء. وسيتميز يوم 21 فبراير بأنه اليوم الذي محا وشطب عهد الاستبداد الفردي بعد عام من الفعل الثوري الشعبي . ولن يكون هناك يوم مفروض على اليمنيين اسمه 17 يوليو , فقد تحطم هذا اليوم كوثن من عجين والى غير رجعة . سيسعى بالطبع بقايا العائلة وحلفاء المستبد وأصحاب المشاريع الخاصة الذين سيجدون أنفسهم في خندق واحد , سيسعى هؤلاء جميعاً لمحاولة إفشال هذا اليوم يراودهم حلم بقاء عفاش , لكن عزم الثورة والثوار الذي استمر طوال عام كامل دون كلل سيكون أمضى وأقوى بإذن الله وستنتصر إرادة الشعب بخلع المستبد ومن والآه .