قالت صحيفة "الخليج" الإماراتية, إن اليمنيين طووا الثلاثاء بانتخابهم عبدربه منصور هادي رئيسا للبلاد,صفحة من صفحات تاريخهم المثقل بالحروب والأزمات والمآسي، داعية إلى أن تكون فرصة يتعلم منها الجميع الدروس لتجاوز ما حدث وعدم تكراره. ورأت الصحيفة في افتتاحيتها اليوم الخميس,إنه "وبعد 33 سنة من حكم الرئيس علي عبدالله صالح، يقف اليمن أمام مهمة استثنائية برئيس استثنائي لمدة عامين ليحدد طريق مستقبله". وأشارت الصحيفة أن صالح لم يغادر السلطة طواعية أو زهدا,وإنما بفعل ضغوط الشارع الراغب في التغيير،وأن خليفته عبدربه منصور هادي كان واضحاً في الخطاب الذي وجهه إلى مواطنيه عشية إجراء الانتخابات، بمصارحته لهم بأنه لن يبيع لهم الوهم ويكيل لهم الوعود بتغيير حياتهم إلى الأفضل بين ليلة وضحاها. وعلقت الصحيفة على تدفُّقُ الناخبين الكثيف على مراكز الاقتراع، الثلاثاء، بالقول: "يمكن تفسيره برغبة الناس في إحداث تغيير حقيقي في حياتهم، بمن فيهم أنصار صالح، فقد عاش اليمنيون 33 عاماً في عهد رئيس احتكر كل شيء، السلطة بكل أركانها، القوة ممثلة بالجيش والأمن والمال والإعلام والوظائف العامة". ومع ذلك نبهت الصحيفة إلى أن صالح "خلّف وراءه إرثاً لا يمكن اجتثاثه بسهولة، لذلك فإن التصويت الكثيف للمرشح التوافقي عبدربه منصور هادي يعني في دلالته تصويتاً للتجديد، تصويتاً لرئيس لن يبقى في منصبه سوى عامين بغرض ترتيب أمور البلاد للانتقال إلى عهد جديد، لِيُبْنى يمن جديد يشارك فيه جميع أبنائه، مع تكريس مبدأ "المواطنة المتساوية" التي بُحّت أصوات المعارضين منذ ما بعد الوحدة وحتى أمس، من أجل تطبيقها لتجنيب اليمن مخاطر التمزق". وأكدت الصحيفة أن أمام القيادة الجديدة مهمة شاقة لإعادة الأمور إلى نصابها بل وأفضل من السابق،بما في ذلك أن تجعل المواطن يشعر بالفرق بين مرحلة انتهت برحيل صالح، ومرحلة مقبلة بقدوم هادي إلى سدة الحكم،وإلا سيكون السؤال مشروعاً: وماذا تغير؟ ومن أجل ماذا خرج الناس إلى الشارع وقدموا الضحايا من أجل التغيير؟ ومضت تقول:" يدخل اليمن عهداً جديداً، وعلى هادي استيعاب حاجة المواطنين إلى معالجة الظواهر السلبية التي عمل النظام السابق على تكريسها، وصارت تهدد مصير وحدة البلاد وأمنها واستقرارها". ورأت الصحيفة أنه سيكون أمام هادي مهمة الشروع فوراً بمد خيوط الحوار مع جميع القوى الحية في المجتمع من أجل إخراج البلاد من عنق الزجاجة، ومعالجة الانقسام في الجيش وجعل ولائه للوطن وليس للأفراد، وتجنيبه الدخول في تفاصيل صراع السياسيين، ومناقشة التشظّي في نفوس اليمنيين، الذي كرس رغبة كبيرة لدى قطاع واسع من أبناء المناطق الجنوبية في العودة إلى ما قبل الوحدة،مؤكدة أن هذا يتطلب صبراً للدخول في حوارات جدية مع اللاعبين الأساسيين لتقرير مصير البلاد من الشمال حتى الجنوب . وأثنت الصحيفة على هادي بعد خطابه الأخير وقالت:"لقد أرسل الرئيس الجديد رسالة شجاعة إلى مواطنيه كافة بقوله إن مؤتمر الحوار الوطني الذي من المقرر أن ينطلق خلال شهر مارس/آذار المقبل سيناقش كل مشكلات اليمن، وإنه لن تكون هناك "خطوط حمر" في هذا الحوار، وهو بذلك يضع اللبنات الأولى لبناء يمن جديد يشترك في صياغته الجميع بلا استثناء".