دانت نقابة الصحفيين بشدة الانتهاكات التي تتعرض لها صحيفة أخبار اليوم من عمليات مصادرة وحرق نسخها سواء في نقاط عسكرية على يد جنود، أو على يد مسلحين وأفراد، وتكبيدها خسائر باهظة، وتساهم في خنق الحريات الصحفية، وتكريس الإقصاء وفرض الرأي الواحد.. وعبرت النقابة في بيان لها عن قلقها الشديد من حملات التحريض التي سبقت ورافقت الاعتداءات على الصحيفة بمصادرة وإحراق نسخها، ثم إطلاق النار على مقرها في عدن، وترويع والزملاء المحررين والعاملين. وقالت :" إن هذه الأعمال والتصرفات العدائية ضد صحيفة أخبار اليوم لتعبر عن مواقف عدائية سافرة ضد حريات التعبير والصحافة، وتكشف عن نزوع شمولي إقصائي ومنغلق لا يقبل بتعدد الآراء والأفكار والاجتهادات". وجددت النقابة تضامنها الكامل مع صحيفة أخبار اليوم ومع طاقم محرريها، وتؤكد أن الصحافة ومن بينها (أخبار اليوم) كانت ولازالت في طليعة المدافعين عن حقوق وحريات المواطنين وقضاياهم، كما أن الصحافة والصحفيين كانوا ولازالوا في مقدمة من أسهموا في نشر وعرض القضايا والمطالب وعلى رأسها القضية الجنوبية. وتابع البيان:" وهي تعرب عن تقديرها لتعاون الأخوة في قيادات الحراك الجنوبي معها، لتدعوهم إلى إدانة واستنكار ورفض تلك الاعتداءات، وتهيب بهم التدخل وإيقاف من يعتدون على الصحيفة بالحرق والمصادرة والتحريض، باعتبار ذلك يسيء إساءة بالغة إلى القضية الجنوبية وعدالتها، ولسنا بحاجة إلى تذكير أنفسنا بالدور التنويري الثقافي والحضاري الرائد للجنوب وحاضرته عدن كحاضنة للتعدد والتنوع في الأفكار والآراء والمعتقدات؛ فلطالما كانت مدينة عدن وبقية مناطق الجنوب فضاء مفتوحا لعرض جميع المطبوعات والكتب والصحف والمجلات التي كانت تعبر عن جميع المشارب والاتجاهات ليس في الوطن وحده وإنما في منطقة الجزيرة والخليج كلها، وكان التسامح والتعايش والقبول بالمختلف هو سمة التعاطي معها". وحثت النقابة كل الأحرار والمناضلين، أصحاب القضايا العادلة، الساعين لبناء مجتمع مدني ديمقراطي تتجادل بحرية كاملة، وتتعايش في ظلّه الآراء والأفكار والقناعات المتباينة برقي ومدنية، ودعتهم إلى رفض كل مظاهر العدوان على الصحافة والصحفيين، وكذا استنكار وإدانة الاعتداءات المستمرة على صحيفة أخبار اليوم، والتبرؤ ممن يقومون بتلك الأعمال المناهضة لحرية التعبير والصحافة، ومحاولة كفهم عن الاستمرار في التحريض على الصحيفة ومحرريها، انتصارا لعدالة القضية الجنوبية ونبلها، وتهيب بهم إلى إعلان تضامنهم معها ومع حرية الصحافة مهما كانت هذه الصحافة تحمل أفكارا وسياسات مخالفة مع قناعاتهم وآرائهم. وناشدت النقابة الجميع إلى احترام وصيانة الحريات الصحفية والدفاع عن الصحفيين، وتمكينهم من القيام بدورهم في خدمة الرأي العام بتقديم الأخبار والمعلومات بموضوعية ومهنية، وتنويرهم بعرض الآراء والأفكار بتعددها وتنوعها واختلافاتها. وقالت :"إننا في حاجة شديدة اليوم، أكثر من أي وقت مضى، إلى استحضار وتمثّل المقولة المعبّرة عن جوهر مبدأ حرية الرأي والتعبير الذي أجمعت عليه كل مجتمعات العالم المتحضّر: (إني مستعد أن أموت من أجل أن أدعك تتكلم بحرية.. مع مخالفتي الكاملة لما تقول)".