شهدت المحافظات الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي الإرهابية، خلال الأسبوعين الماضيين العديد من الجرائم والانتهاكات وأعمال القتل والتهجير والنهب والبسط التي تمارسها الميليشيا وعناصرها المتحكمة بمؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية والقضائية، وهو ما انعكس سلبا على حياة المواطنين وسلامتهم وأمنهم الغذائي والدوائي. وارتفعت بشكل مضطرد معدلات الجريمة المنظمة في الأيام القليلة الماضية، والتي تغذيها ميليشيا الحوثي بإجراءاتها غير القانونية، إضافة إلى إصدارها عشرات الأحكام وأوامر القتل خارج إطار القانون عبر عناصرها المتحكمة بالسلطة القضائية والتي تحولت إلى أداة لقمع المدنيين ومصادرة حقوقهم، بما في ذلك حق الحياة. يستعرض موقع الصحوة نت في سياق هذا التقرير، الجرائم والانتهاكات التي شهدتها المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيا المدعومة من إيران، بما في ذلك انتهاكات الألغام المحرمة دوليا والتي زرعتها الميليشيا بشكل واسع في المناطق السكنية والزراعية على مدى السنوات الماضية. صنعاء العاصمة والمحافظة شهدت العاصمة المختطفة، صنعاء، العديد من الانتهاكات والجرائم سواء كانت بواسطة المليشيا وعناصرها المسلحة، أو بفعل الفوضى والفلتان الأمني الذي ترعاه المليشيا لتحقيق العديد من الأهداف والرغبات المختلفة. أبرز الجرائم التي شهدتها صنعاء الأيام القليلة الماضية كالتالي: 14 فبراير صنعاء.. مجهول يقتحم "مستشفى مغربي" ويجهز على أحد المرضى ويدعى "علي الهصيصي" من أبناء محافظة البيضاء، حيث أقدم على قتله طعنا بآلة حادة حتى فارق الحياة، ولاذ بالفرار عقب الجريمة. 14 فبراير مليشيا الحوثي تداهم منزل المواطن يحيى الرياشي، في حي الروضة، بعد أن فرضت طوقاً أمنياً عليه، لاختطاف والدة الرياشي ب صنعاء، مطلقة الرصاص الحي عشوائيا، ما أدى لإصابة طفلة عمرها 8 أشهر. 14 فبراير صنعاء: تعرض الناشطة المدنية "أرواد عبدالكريم قاسم الخطيب" للاعتداء على يد عصابة مسلحة، اعترضت سيارتها في أحد شوارع العاصمة #صنعاء، وقسم شرطة الوحدة بالأمانة، يقوم بصرفها دون تسجيل القضية. 17 فبراير مسلحون يقتلون الشابين "عصام عز الدين الأسدي" و "مختار عبدالخالق" في منطقة "ذهبان" شمال صنعاء ويلوذون بالفرار. 18فبراير بتوجيهات من قيادتهم، الحوثيون يطردون أولياء الأمور من احتفالية أقامتها مدرسة الثريا الأهلية في منطقة الصافية بأمنة العاصمة بذريعة الاختلاط. 19 فبراير نقابة المحامين اليمنيين في صنعاء تؤكد تلقيها بلاغ من المحامية "شيرين المريري" بتعرضها للتعدي العمد والاحتجاز من قبل عضو نيابة جنوب الأمانة صدام الزايدي وتفتيش هاتفها أثناء القيام بواجباتها المهنية. أبناء منطقة "صرِف" في "بني حشيش" يواصلون اعتصاماً مفتوحاً منذ أسابيع أمام منزل شيخ أرحب الموالي لميليشيات الحوثي "نبيه أبو نشطان" للمطالبة بإنصافهم من حملة حوثية اقتحمت منازلهم وقتلت وجرحت عدداً منهم فيما اختطفت آخرين مع استمرار الحصار على منطقتهم. ميليشيا الحوثي تواصل اختطاف وإخفاء ثلاثة عشر شخصاً من أهالي منطقة الجاهلية بمديرية همدان، شمال #صنعاء، منذ نحو شهرين، مانعة أقاربهم من زيارتهم أو معرفة أماكن احتجازهم، فيما أبلغت قيادات حوثية بعض الأهالي استعدادها للإفراج عن ذويهم مقابل مبالغ مالية. 20 فبراير بهدف سرقة دراجته النارية.. الشاب "رضوان محمد" يتعرض للطعن بالخنجر "جنبية" من قبل مجهول حاول سرقة دراجته النارية، في أحد شوارع صنعاء. ميليشيا الحوثي تستبدل اسم مدرسة الشهيد عبدالعزيز عبدالغني في مديرية بني الحارث بصنعاء باسم "مدرسة شهيد القرآن" مع صورة زعيمها الهالك حسين الحوثي. إب في محافظة إب وسط اليمن، زادت معدلات الجريمة وأعمال القتل بصورة يومية، حيث شهدت المحافظة خلال أسبوعين، أكثر من 17 جريمة قتل وإصابة بعدد من مديرياتها العشرين، بالإضافة إلى وقوع أكثر من مائة جريمة وانتهاك مارستها المليشيا بمديريات المحافظة التي كانت عنوانا للسلام والسكينة قبيل سيطرة مليشيا الحوثي عليها في أكتوبر 2014م. انتهاكات وجرائم المليشيا في محافظة إب، هي الأخرى من ضمن السمات الأبرز للمحافظة التي تتخضب بلون الدم بدلا من سمتها البارزة باللواء الأخضر، وصارت عناصر وقيادات المليشيا تمارس جرائمها المختلفة بجميع المديريات. وكان لمديرية حزم العدين غربي المحافظة النصيب الأوفر خلال العشرة الأيام الماضية، حيث قامت الميلشيا، بقتل مواطن وإصابة ستة آخرين، وخطفت أكثر من سبعين شخصا في عزلتي الأبعون وجبل حريم ومناطق أخرى بعزل مديرية حزم العدين. ذمار في محافظة ذمارجنوب العاصمة صنعاء، واصلت مليشيا الحوثي انتهاكاتها التي طالت العملية التعليمية داخل أروقة جامعة ذمار. حيث حرمت الميلشيا العشرات من طلاب كلية الهندسة من حقهم في "الامتحانات" وقامت بفصل تعسفي لعدد من الطلبة بقسم "الميكاترونكس". ودفعت ممارسات الميليشيا بحق الطلاب، إلى تنظيم احتجاجات واسعة في الجامعة، حيث نفذ الطلاب وقفة احتجاجية تنديدا بما تمارسه قيادات حوثية داخل الجامعة أدت لتردي العملية التعليمية في الوقت الذي ندد المحتجون بالعبث الذي تمارسه القيادات المعينة من الميليشيا داخل أروقة الجامعة والتي لا تمت بصلة للعملية التعليمية التي تراجعت بشكل كبير منذ انقلاب المليشيا على الدولة في سبتمبر 2014م. وفي ذات المحافظة، هاجم مسلحون من مليشيا الحوثي منزل مواطن في وصاب بمحافظة بهدف نهب أرضه، فيما تواصل المليشيا إيقاف محطة كهرباء "وصاب السافل" منذ أشهر في خطوة اعتبرها الأهالي محاولة لمعاقبتهم على خلفية رفضهم الزج بأبنائهم للقتال في صفوف المليشيا المدعومة من إيران في حربها ضد قوات الحكومة الشرعية. محاكمات وإعدامات واصلت مليشيا الحوثي، جرائمها التي تستهدف المختطفين الذين يتعرضون لعمليات تعذيب نفسي وجسدي في سجونها بمختلف المحافظات، ولم تكتفِ بجرائمها التي ترتكبها خلف القضبان، إذ أصدرت خلال الأيام القليلة الماضية، سلسلة من أوامر الإعدام، إضافة إلى أصدر أكثر من عشرين حكما بعضها بالإعدام وأخرى بالسجن، بحق مختطفين وناشطين وناشطات يقبعون في سجون الميليشيا منذ سنوات. ومن بين تلك الأحكام إصدار المليشيا أوامر بإعدام خمسة مدنيين مختطفين منذ ثمان سنوات والسجن بحق 6 آخرين بتهمة "التخابر مع التحالف" وهي ذات التهمة الكيدية التي تلفقها بحق معارضيها. وبحسب المحامي عبدالمجيد صبرة، فيما أصدرت المليشيا حكما على المختطفة "حنان شوعي المنتصر" والتي تعرضت للتعذيب وأجبرت التوقيع على أوراق لا تعلم مضمونها، حيث قضت المحكمة الحوثية بسجنها 12 عاماً، في الوقت الذي تقبع خلف قضبان المليشيا منذ 4 سنوات وهي امرأة نازحة من تنتمي لمحافظة الحديدة وأم ل 5 أطفال. وفي ذات السياق، أغلقت محكمة حوثية في صنعاء المرافعة في قضية أربعة ناشطين من صانعي المحتوى (مصطفى المومري وأحمد علاو وحمود المصباحي وأحمد حجر) والذين يحاكمون على خلفية انتقادهم فساد وانتهاكات ميليشيا الحوثي وحددت 28 فبراير الجاري موعداً للنطق بالحكم. كما أصدرت محكمة حوثية أخرى في صنعاء حكماً جائراً بالمصادقة على حكم ابتدائي قضى بسجن المختطفة انتصار الحمادي ورفيقتها يسرى الناشري، 5 سنوات بموجب اتهامات ملفقة، إثر رفضهن العمل لصالح الميليشيات في الإيقاع بخصومها، الأمر الذي دفع المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان لوصف الحكم بسجن المختطفة انتصار الحمادي وزميلتها بشرى الناشري 5سنوات، ب"الأمر المشين مطالبا بإلغائه فورا". الأوامر والأحكام الحوثية بالإعدام والسجن دفعت عشرات المنظمات الحقوقية لتوجيه نداءً عاجلا لمجلس حقوق الإنسان التابع ل الأممالمتحدة بالتدخل العاجل لوقف المحاكمات السياسية بحق المعتقلين قسرا في اليمن، ودعت منظمة سام للحقوق والحريات للتوقيع على عريضة تطالب الاممالمتحدة بالضغط لوقف المحاكمات السياسية في اليمن. تفجير المنازل جريمة تفجير المنازل، من أبرز سمات وجرائم المليشيا الحوثية، فخلال الأيام القليلة الماضية فجرت ستة منازل في قرية الزور بمديرية صرواح غربي محافظة مأرب، تعود ملكية البيوت للمواطنين (أحمد ناصر الجهمي، وعبد العزيز الجهمي، وأحمد جروان). وقالت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات إن مليشيات الحوثي أقدمت خلال أسبوع واحد على تفجير 14 منزلا لمدنيين، بمديرية صرواح، غربي مأرب. جرائم القصف جرائم القصف الحوثية طالت المدنيين خصوصا الأطفال في مدينة تعز المحاصرة من قبل المليشيا منذ ثماني سنوات، حيث أصيب خلال الأيام الماضية، الطفل مؤيد محمد (10سنوات) وشقيقته ندى 3سنوات، بشظايا قذيفة حوثية استهدفت حي المستشفى العسكري شرق مدينة تعز. 14 فبراير مقتل طفل وإصابة اثنين آخرين بقصف حوثي من طيران مسير استهدف قرية في منطقة "مريس" شمال محافظة الضالع. 21 فبراير مليشيا الحوثي استهدفت بقصف مُكثّف تجمعات سكانية جنوبي مديريتي الجراحي والتحيتا وشمالي حيس جنوب محافظة الحديدة غرب البلاد. مليشيات الحوثي تشن قصف عنيف استهدف قرى سكنية في مديرية حيفان جنوبي محافظة تعز. حجز بضائع ومواد تجارية وتمادت المليشيا الحوثية بجرائمها التي طالت الجميع، حيث واصلت خلال الأيام الماضية، احتجاز العشرات من شاحنات نقل البضائع التجارية في منفذ جمركي مستحدث بمديرية نهم شرق صنعاء لإجبارهم على دفع جبايات مضاعفة والتوقيع على تعهدات بوقف الاستيراد عبر ميناء عدن. ومنذ أسابيع تواصل المليشيا منع ادخال مادة الإسمنت القادم من محافظتي لحج وأبين من الدخول للمحافظات الخاضعة لسيطرتها المسلحة، حيث أكدت مصادر تجارية أن المليشيا تواصل حجز أكثر من 400 شاحنة محملة بإسمنت الوطنية والوحدة في منافذ "عفار ونهم والراهدة"، مشترطة عدم الإستيراد من مناطق الحكومة الشرعية. الألغام والعبوات الناسفة واصلت ألغام مليشيا الحوثي خلال الأيام الماضية، حصد أرواح المدنيين بعدد من المحافظات، حيث تصدرت محافظة الحديدة غرب البلاد أعداد الضحايا في صفوف المدنيين خصوصا الأطفال والنساء، في ظل غياب أي دور للمنظمات الإنسانية والحقوقية وفي مقدمتها الأممالمتحدة التي لم تحرك ساكنا تجاه جرائم الألغام الحوثية ومخلفات الحرب التي أدت لمقتل وإصابة المئات خلال السنوات الماضية. وخلال الأسبوعين الماضيين بلغ عدد الضحايا بالألغام الحوثية 14 مدنيا أغلبهم أطفال، وتوزع ضحايا الحوادث الناجمة عن الألغام في محافظاتمأرب وحجة والبيضاءوالحديدة، حيث كان للأخيرة النصيب الأكبر من بين أعداد الضحايا ليس خلال الأيام القليلة الماضية وإنما خلال السنوات الماضية منذ انقلاب الميليشيات الإرهابية. وفي مثال على إرهاب الجماعة الحوثي أقدمت الميليشيا على تفخيخ خزان المياه بمديرية حيران بمحافظة حجة، وذلك بزرع عبوات ناسفة تزن أكثر من 30 كجم ومحشوة بمادتي C-4 وTNT بالخزان ومنزل أحد المواطنين في المنطقة المجاورة. وفيما يلي أبرز حوادث الألغام الحوثية وفق المرصد اليمني: مقتل مدني يدعى (حسن رمادي 19 عاما) نتيجة انفجار لغم حوثي بالقرب من منزله بعد أيام من عودته من النزوح إلى قريته بمنطقة "الجاح" مديرية بيت الفقيهجنوب محافظة الحديدة. مقتل امرأة وإصابة مدني بانفجار لغم حوثي في مديرية الحالي في أطراف مدينة الحديدة. مقتل طفلة تدعى (زهور سالم الفرجي 15 سنة ) نتيجة انفجار ذخيرة متفجرة أثناء رعيها الماشية (أغنام) في منطقة "وعالة" بمديرية ناطع في محافظة البيضاء. 13 15 فبراير مقتل طفلين اثنين (مفيد محمد زره 8 أعوام، ويعقوب نزهان فيصل 12 عاما) وجرح الطفل (عبدالملك حساني 13 عاما) بانفجار لغم لمليشيا الحوثي، في ملعب ترابي لكرة القدم بمنطقة "الخط الدائري" في مدينة حيس جنوب محافظة الحديدة. مقتل الطفل (علي راجحي مجملي 16 عاما) وإصابة طفلين آخرين بانفجار ذخيرة متفجرة في مديرية الدريهمي، أحد الجريحين يدعى (طارق علي الحاج) وهو نجل المواطن علي محمد الحاج الذي قتل بحادثة انفجار لغم حوثي في نهاية ديسمبر الفائت قرب منزله في الدريهمي في الحديدة. مقتل مدني بانفجار جسم حربي في مديرية عبس بمحافظة حجة، كما قتل طفل بانفجار قذيفة من مخلفات الحرب في مديرية رحبة في مأرب، فيما أصيبت طفلة بانفجار مقذوف في مديرية الحالي بمحافظة الحديدة. 19 فبراير إصابة امرأة نازحة (من مديرية مجزر) نتيجة انفجار لغم في منطقة "وادي السمرة" جنوب شرق مديرية مدغل في محافظة مأرب. وفي وقت سابق، أكد المرصد اليمني للألغام مقتل 42 مدنياً وجرح 61 آخرين منذ يناير الماضي وحتى منتصف فبراير الجاري، بانفجار ألغام حوثية بمختلف المحافظات، وهو رقم مرعب يشير لحجم الجريمة التي تطال المدنيين من قبل المليشيا التي زرعت أكثر من مليوني لغم خلال السنوات الماضية وفق تقارير حقوقية ومحلية عدة. ألغام وجرائم قتل في الحديدة لم تكن ألغام المليشيا كافية لاستهداف أبناء الحديدة والساحل التهامي، بل إن المليشيا تمادت في جرائمها بالاختطافات والتنكيل والمداهمات وهدم المنازل. إذ أقدمت الميليشيا على هدم منزل أحد المواطنين بعد تشريد النساء والأطفال بقوة السلاح في حي الربصة بمدينة الحديدة غربي البلاد. وتشهد المحافظة الساحلية انفلات أمني تغذيه الميليشيا الإرهابي، حيث قتل شاب يدعى عبدالملك ضيف الله فشخل، ينتمي إلى محافظة المحويت وهو عامل في مزرعة لشجرة المانجا، وعُثر عليه قتيلاً داخل المزرعة التي يعمل بها في مديرية الزيدية بمحافظة الحديدة. ملاحظات هذه الأرقام لا تشمل جميع حوادث وانتهاكات الميليشيات الحوثية في المناطق الخاضعة لها، إذ أن حجم الجرائم والانتهاكات يفوق ذلك، ومعظم تلك الانتهاكات والجرائم يتم التكتم عليها ولا يصل منها شيء لوسائل الإعلام بفعل القبضة العسكرية والأمنية التي تدير بها الميليشيات مناطق سيطرتها وإجبارها الضحايا وعائلاتهم على الصمت.
