مع اقتراب عيد الفطر المبارك، تزداد حالات الناس خوفاً وهلعاً، خشية أن يأتي العيد وأطفالهم بلا ملابس ويجاهد الكثير منهم لخلق الإمكانيات المادية المتاحة لرسم البسمة على شفاههم ولو بملابس بسيطة. وعلى الرغم من ذلك يصطدم أرباب الأسر بواقع مرير متمثل بتدهور الوضع الاقتصادي وارتفاع الأسعار إضافة إلى جشع التجار واستغلالهم لمواسم الأعياد، وشهر رمضان من كل عام. كل تلك الجهود التي يقوم أرباب الأسر تذهب مهب الرياح أمام واقع الأسعار في الأسواق وتدفع بالكثير منهم إلى الاستغناء عن شراء ملابس ومستلزمات العيد والاكتفاء في السعي نحو توفير احتياجات الأسرة الأساسية لأسرهم.
مواسم تجارة يقول المواطن فهد جواد أن هذه المواسم كرمضان والاعياد اصبحت للأسف الشديد مواسم تجارة عند بعض التجار لتحقيق المكاسب على حساب المواطن اليمني البسيط الذي يعاني من ارتفاع اسعار الملابس مع اقتراب عيد الفر المبارك. ويضيف فهد في تصريح خاص ل " الصحوة نت " أن قضية ارتفاع أسعار الملابس أصبحت كابوساً يؤرق حياة أرباب الأسر ويفسد عليهم فرحتهم بالعيد الذي يحل بعد أيام على الأمتين العربية والإسلامية. ويشير إلى أن أسواق محافظة عدن تشهد هذه الأيام ازدحاما كبيرا من الأسر التي بدأت تتوافد لشراء متطلبات واحتياجات العيد إلا أن الارتفاع الكبير في أسعارها جعل الكثير من الاسر تعود الى منازلها دون أن تشتري قطعة واحدة. ويؤكد أن هذا الوضع الذي تعيشه العاصمة المؤقتة عدن جراء ارتفاع أسعار الملابس وتفاقمها ناتج عن عبث وجشع تجار المبيعات في استغلال المواسم ورفع الأسعار لحقيق اكبر قدر من الفائدة على حساب المواطن البسيط . ويوضح فهد أن غياب الرقابة على هؤلاء التجار هي من شجعتهم على استغلال هذه المواسم ورفع الاسعار داعيا في الوقت ذاته مكتب الصناعة والتجارة في المدينة الى تنفيذ حملات خلال هذه المواسم لضبط الاسعار في السوق ومنع استغلال التجار.
أسعار جنونية بالقرب من أحد محلات بيع الملابس وسط العاصمة الموقتة عدن وقفت أم هيثم متحسرة من ارتفاع الأسعار بشكل جنوني الامر الذي أجبرها على العودة الى منزلها دون أن تتمكن من شراء كسوة العيد لأطفالها . وتقول أم هيثم في تصريح خاص ل " الصحوة نت " أن الظروف المعيشية وارتفاع الأسعار بشكل جنوني أجبرتها على العودة إلى منزلها ومنعتها من زرع البسمة على اطفالها السبعة بشراء الملابس الجديدة لهم خلال العيد. وتضيف أم هيثم أنها فقدت معيلها خلال الحرب وأنها تعمل بكل طاقتها لكي تتمكن من توفير مصدر دخل لتأمين لقمة العيش لأبنائها إلا أن الوضع لم يساعدها هذه المرة في تأمين احتياجات العيد لابنائها. وتوضح ام هيثم أن الأسواق في عدن هذا العام شهدت ارتفاعاً جنونياً وغير مسبوق في الاسعار مقارنة بالأعوام السابقة بالتزامن ذلك مع ظروف معيشية ومادية صعبة فرضتها تداعيات الحرب على المواطنين واجبرت الكثير منهم على الاكتفاء بالعمل على توفير الاحتجاجات الاساسية فقط وصرف النظر عن الاحتياجات الكمالية .
تدهور اقتصادي يرى التاجر كارم بانافع أن أسعار احتياجات العيد لهذا العام أغلى بكثير من العامين الماضيين وهو ما شكل عائقا كبيرا امام المواطنين وحد من قدرتهم الشرائية لاحتياجات العيد من ملابس وحلويات وغيرها . ويقول التاجر بانافع في تصريح خاص ل " الصحوة نت " أن ارتفاع الأسعار جاء بسبب تدهور الوضع الاقتصادي في البلاد وانهيار العملة المحلية امام العملات الأجنبية إضافة على انقطاع المرتبات وانعدام فرص الدخل لدى الاسر بسبب الحرب. ويضيف بانافع أن ارتفاع الأسعار هذا العام مقرونا ايضا بارتفاع أسعارها لدى تجار الجملة بشكل مبالغ فيه إضافة إلى احتكارهم لهذه البضائع وبالأخص الموديلات الجديدة . ويشير إلى أن تجار الجملة يقومون باحتكار البضائع ويطلبون مبالغ كبيرة ونقداً من تجار التجزئة في ضل غياب الرقابة عليهم وهو ما يجبر تجار التجزئة على الدفع واضافة هذه المبالغ على اسعار القطع. ويؤكد أنه في حال وجدت الرقابة على أسواق الملابس ستتحسن الاسعار قليلا وان ارتفاع إيجارات المحلات التجارية ايضا هي احد الاسباب التي اثقل كاهلهم وشكلت سببا إضافيا لارتفاع أسعار الملابس. ويوضح بانافع أن الأمر في الأسواق خلال هذه الأيام أصبح متروكا لضمير التاجر ليحدد التكلفة والربح والسعر النهائي للمستهلك بما يراعي منفعته وليس بما يراعي وضع الناس الاقتصادي والمعيشي.