قال عضو الهيئة العليا للإصلاح,محمد قحطان إن التحالف بين بقايا نظام الرئيس المخلوع والقوى الإرهابية المسلحة في الجنوب من أهم التحديات التي ستواجه الثورة اليمنية وتطلعات الشعب اليمني في بناء الدولة المدنية الحديثة ، متهمًا بقايا العائلة بالتواطؤ مع تلك الجماعات. وفي ندوة "التحديات الراهنة لبناء الدولة المدنية الحديثة" في ساحة التغيير بصنعاء طالب القيادي في اللقاء المشترك بلجنة محايدة للتحقيق في الأحداث الدامية التي شهدتها محافظة أبين خلال اليومين الماضيين وسقط خلالها قرابة المائتان شهيد وسيطرة تلك الجماعات على العتاد والذخائر ومعاقبة المتورطين في تلك الأحداث باعتبار ما جرى يعد خيانة وطنية لا ينبغي السكوت عليها . وحمل قحطان القيادات العسكرية الموالية للمخلوع وفي مقدمتها قيادة المنطقة الجنوبية كامل المسئولية عن كل ما جرى في منطقة دوفس والكود في محافظة أبين . وأكد قحطان على فشل رهان التحالف بين بقايا نظام المخلوع والقوى الإرهابية والذي قال انه لن ينجح إطلاقا مهما كان حجم التآمر، مشيرا إلى أن الثورة الشعبية ستسقط ذلكم الرهان كما أسقطت كل الرهانات السابقة لبقايا النظام في التشبث بالسلطة . وفي رسالة لمن قال إنهم يحاولون القيام بثورة مضادة قال إن هؤلاء أحقر مما يتصورون هم أنفسهم لأنهم بذلك حسب قوله "لا يزيدون بذلك إلا سخط الشارع عليهم". وفي الندوة التي نضمها اتحاد شباب الثورة بمحافظة الضالع في ساحة التغيير بصنعاء يوم أمس الثلاثاء قال قحطان إن الإرث الكبير من الفساد الذي خلفه نظام المخلوع على صالح يعد من أهم التحديات التي تواجه الدولة القادمة . وفيما قال قحطان انه آن الأوان لأن يجلس اليمنيون على طاولة الحوار لإخراج بالبلاد إلى الوضع الطبيعي الذي ينشدونه جميعا ، قال أن القضية الجنوبية ستعالج بما يرضي أبناء الجنوب ، داعيا الحراك الجنوبي والحوثيين إلى سرعة ترتيب أمورهم والاتجاه نحو الحوار الوطني الشامل الذي من خلاله نستطيع معالجة كل القضايا الوطنية وفي مقدمتها القضية الجنوبية ومشكلة صعده . وقال القيادي الإصلاحي أن أبناء الضالع كان لهم الرصيد الأول في النضال السلمي والسعي نحو التغيير منذ فترة زمنية مبكرة وقد دفعوا نصيبهم من ضريبة التغيير في وقت سابق من ممارسات النظام البائد القمعية والإجرامية. من جانبه قال القيادي في الحزب الاشتراكي اليمني "محمد غالب أحمد" إن ثورة الشباب السلمية رفعت من شأن اليمنيين في الخارج وصار الناس ينظرون لليمني نظرة إكبار وإعجاب وهو شيء قال انه لمسه شخصيا في عدد من المحافل الدولية والزيارات التي قام بها مؤخرا بعكس ما كان في السابق . غالب الذي أشار إلى كونه لا يساوي "حذاء" شهيد - حد تعبيره - قدم روحه رخيصة لأجل الوطن وتخليصه للأبد من الاستبداد الفردي والعائلي، أوضح انه وعلى غير العادة لاقى من التكريم والحفاوة ما أثار دهشته ، مشيرا إلى انه وعند استفساره عن السر في ذلك قيل له أو لم تكن يمني وقادم من بلاد الثورة السلمية التي قدمت المئات من الشهداء الذين واجهوا آلة القمع بصدور عارية رغم امتلاكهم للسلاح. وحول المعالجات القادمة للقضية الجنوبية قال غالب إن التشطير فشل لسنوات طويلة ظل خلالها الناس في حروب وعدم استقرار ودخلنا في وحدة اندماجية وفشلت وسبق وأن طرحت الفيدرالية قبل الدخول في الوحدة من قبل علي عبد الله صالح ورفضت ، مشيرا أن على الجميع الاتجاه نحو دولة اتحادية لضمان أمن الوطن واستقراره وهي قضية سبق وأن قدمها الحزب الاشتراكي وهي رؤية قابلة للنقاش وليست ملزمة لأحد كما يقول . وأكد غالب أن لا أحد يستطع المزايدة على وحدوية أبناء الجنوب الذين كانت الوحدة بالنسبة لهم واقع مارسوه على الأرض لا مجرد شعار للتغني كما يفعل البعض ، لافتا إلى أن الشعب في الجنوب لم يكن يميز بين هذا وذاك وهذه المنطقة أو تلك و كان كثير من قيادات الدولة في الجنوب من أبناء الشمال وكان "عبد الفتاح إسماعيل" قد تقلد أعلى هيئة في البلاد وهي الرئاسة . وأوضح غالب أن الوحدة التي كان ينشدها الناس في الجنوب ودخلوا لأجلها في شراكة مع الشمال لم تتحقق بفعل ممارسات الشريك الانفصالية التي شوهدت الوحدة وصورتها العظيمة في الشارع الجنوبي . وفي تعليقه على أحداث أبين قال غالب نريد من تلك الأجهزة التي كانت تخرج علينا بين الحين والآخر لتتحدث عن مشاركة جنود من الفرقة الأولى مدرع في المسيرات والتظاهرات في العاصمة، نريدهم أن يقولوا لنا من يعبث اليوم في الجنوب ؟! ومن يصنع التفجيرات ؟! ودعا رئيس دائرة العلاقات الخارجية بالاشتراكي تلك الأصوات التي ترفع اليوم في الجنوب وتصف الحرب الظالمة في صيف 94م بأنها احتلال للجنوب التوجه للرئيس المنتخب "عبد ربه منصور هادي" والتفاوض معه باعتباره كان أول من دخل الجنوب في ذلكم الحين وهو من أبنائها . وفي إطار تعليقه على الأحداث والراهن السياسي في المحافظات الجنوبية وصف غالب أبناء الضالع بالمسلمين أيام الفتوحات الإسلامية ونشر الدعوة في البلدان والذين قال أنهم اتجهوا لنشر الإسلام في أرجاء مختلفة من الأرض ونسوا بلدانهم ، مشيرا إلى أن البعض من أبناء الضالع اتجهوا لمعالجة مشاكل المحافظات الجنوبية في الوقت الذي تجاهلوا قضايا ومشاكل محافظتهم أولا . وقال غالب أن الثورة الشعبية السلمية حققت العديد من المكاسب والمنجزات وأوجدت تحولا كبيرا لم يكن له ليحدث على المدى البعيد لو لم تكن الرياح قد تحركت وعلى الجميع الإنصاف . من جانبه قال الدكتور "محمد مسعد العودي" أن القضية الجنوبية وجهة نظر فالبعض يرى معالجتها في الفيدرالية وآخر يرى أن فك الارتباط هو خيار الجنوبيين الذي لا رجعة عنه والآخر يرى معالجتها في نظام اتحادي وآخر في إطار النموذج القائم للوحدة الحالية وهكذا . داعيا الجميع إلى احترام رأي الآخر ومواقفه والجلوس في طاولة واحدة للخروج بأنجع السبل الكفيلة بمعالجة القصبة الجنوبية ، مشيرا إلى انه ليس من حق أي طرف مهما كان حق ادعاء الوصاية على أبناء الجنوب وتمثيلهم والتحدث باسمهم ومصادرة حق الآخر مهما كان اختلافه. وتابع : لمن يتهمنا بخيانة القضية الجنوبية ودماء الشهداء حينما نبدي مواقفنا وآرائنا إزاء الوحدة ، نقولهم أن الوحدة كانت الخيار الاستراتيجي للشعب في الجنوب وظلت تدرس في مناهج التربية ونذكرهم بعبارة قالها الشهيد "صالح مصلح" أثناء مشاركة له بإحدى المؤتمرات الدولية تمنى خلالها بأن لا يموت إلا وقد شهد تحقيق الوحدة ورأي اليمن موحدا " كما دعا العودي من وصفهم بالبعض من هؤلاء الأخوة الرجوع لأنفسهم وإلى العادات والتقاليد وأصول مختلف القبائل اليمنية التي قال أنها نسيج اجتماعي واحد وهوية واحدة ، مشيرا إلى أن اليمن ليست بطيخة يمكن أن نضعها على الطاولة ثم نتقاسمها فاليمن هي وحدة أرض وإنسان من قديم العصور . وقال العودي إن النظام البائد هو الذي شوه صورة الوحدة وجعل من الناس في الجنوب يرونها على أنها السبب في معاناتهم ، مشيرا إلى أن النموذج الذي جعلها نظام العائلة تبدوا عليه سلب الجنوب خصوصيته باعتباره كان يملك دولة مدنية واعتاد الشعب في الجنوب على هذه الدولة .