كشف مدير إصلاحية السجن المركزي بحجة عن أوضاع السجن المختلفة وعن أسباب تفشي مرض الجرب والحكة الجلدية بين نزلاء السجن، كما كشف عن حقائق تؤكد ضلوع عدة جهات في انتهاك حقوق الإنسان في السجن وفي مقدمتها القضاء بمختلف جهاته والداخلية والصحة . وقال المقدم يحى المعلمي إن أوضاعاً إنسانية قاسية يعانيها نزلاء الإصلاحية المركزية بمحافظة حجة، وأن بعض السجناء لم تتحرك قضاياهم في المحاكم منذ 17 سنة ما جعلهم يصابون بالجنون.
وأوضح المعلمي في "حوار له نشرته صحيفة الجمهورية ""أن أسباب تفشي مرض الجرب بين نزلاء السجن نتيجة قصور في وجود الوحدة الصحية التي تكشف عن السجناء قبل دخولهم المصلحة لمعرفة ما إذا كانوا يحملون أمراضاً معدية من عدمه وفقاً للائحة المنظمة للسجون.
وتابع: للأسف الشديد لا يوجد سوى مبنى أو مرفق في السجن يسمى وحدة صحية، لكنه بلا أدوية أو مستلزمات طبية يمكن تقديمها للمرضى".
واشار إلى أن اكتشاف المرض كان قبل حوالي أسبوع أو عشرة أيام فجأة حين وجد عددا من السجناء مصابين بالمرض وتم في حينها إسعافهم أكثر من مرة إلى المستشفى السعودي وتلقوا العلاج، لكن دون جدوى، ما أن يعودوا إلى السجن حتى يعود المرض من جديد، مشيرا بأن الأطباء أكدوا أن كل من في السجن بحاجة إلى تلقي العلاج حتى يتم القضاء على المرض تماماً.
وأضاف المعلمي "السجن لا يوجد لديه كادر طبي سوى مساعد طبيب فقط ولا يستطيع تقديم شيء، كما أنه لا يوجد فيه مركز صحي بالشكل المطلوب".
وعن مواجهة المرض أشار أن منظمة ألمانية كانت تقوم بتوفير الأدوية اللازمة على مدى العام من خلال كشوفات يتم رفعها لهم في مختلف المجالات التي تحتاجها الإصلاحية والتي تقدر بأكثر من مليون ريال سنوياً، والتي كانت تغطي جزءا كبيرا في الجانب الصحي، إلا أنه للأسف بعد أن غادرت المنظمة من المحافظة هناك الكثير من القصور الطبي.
وقال المقدم المعلمي إن السجن يضم ستمائة وأربعة عشر شخصا، وهذا العدد اكثر من طاقته الاستعابية التقديرية والتي تقدر بمائتان وخمسون سجينا فقط إلى ثلاثمائة بالكثير، مشيرا بأن والإصلاحية تستقبل حالياً من كل مديريات المحافظة خاصة بعد أن تم إنشاء محكمة جزائية مختصة واحدة في مركز المحافظة، تستقبل القضايا من كل المديريات ولا يوجد لها سجن احتياطي للتخفيف على الإصلاحية المركزية بالمحافظة وهو ما سبب وجود زحمة كبيرة وضغطا كبيرا على الإصلاحية لدرجة أن بعض الحالات يقيمون في الطواريد وتحت الدرج لضيق المكان، كما أن الازدحام هذا يعد من الأسباب الرئيسية لانتشار ووجود مثل هذه الأمراض الخطيرة.
وفيما يتعلق بالتغذية والفرش أشار انه يتم توفيرها لكل فرد بحسب أعدادهم من المصلحة ، وقال بأن هناك مشكلة في جانب صرف الفرش والأغطية من المصلحة فمنذ سبع سنوات لم تصرف لهم بطانيات، فضلاً عن أن الأغطية والفرش الموجودة بحاجة إلى تغيير كامل، خاصة بعد إصابة السجناء بالمرض الأخير، وأصبح من الضرورة إحراقها لحماية المجتمع وتنظيف السجن من الوباء .
وطالب بتوسعة الإصلاحية كونها لم تعد سعتها بالحجم المطلوب ، مؤكدا بانهم قدموا مقترحا بهذا الخصوص ولم يخرج إلى النور إلى الآن ، مشيرا بأن محافظة حجة تعتبر الوحيدة التي لا توجد فيها سجون احتياطية، التي من شأنها التخفيف على الإصلاحيات العامة المركزية لأن السجون الفرعية الموجودة حالياً في مركز المحافظة ليست مؤهلة.
وعن البت قي قضايا السجناء من قبل القضاء أكد أن هناك تأخير في استلام صور الأحكام حيث يقول البعض بأن لهم سنتين وثلاث سنوات ولم يستلموا صورا لأحكامهم التي صدرت بحقهم وهذا يعد من المشكلات التي يواجهها السجناء وتعود متاعبها على السجن وخدماته هذا من أبرز العوائق التي تواجه السجناء، إلى جانب وجود بعض القصور لدى النيابات في البت في عدد من القضايا مما يؤدي إلى تأخر وجود السجناء وتراكمهم فوق بعضهم في ظل عدم سعة المبنى وقلة الاعتماد.
وقال لنا حوالي سبع سنوات لم ينقص عدد السجناء عن الخمسمائة سجين، بينما كان فيما قبل يحصل أوقات نشاط لدى النيابات فينقص أعداد السجناء من ستمائة إلى ثلاثمائة خلال فترة قصيرة.
وعن حالات الإعسار والجنون بالسجن أشار أن حالات المعسرين يصل عددهم إلى ثمانية عشر سجينا، وهم باقون في الحقوق الخاصة، وخلال العام الماضي لم يخرج من السجن سوى ثلاثة سجناء تقريباً.
وعن حالات الجنون بالسجن قال أن هناك سبع حالات اختلال عقلي من بينهم شخص له حوالي سبع عشرة سنة دون محاكمة حتى اليوم حيث يتم رفض قبول الملف من القاضي بسبب أنه مختل عقلياً (مجنون) لأكثر من مرة. وعن تأهيل السجناء اشار أن التأهيل يتم في بعض المجالات والتي أبرزها مجال الميكانيك والتطريز والحياكة، موضحا أن ميزانية السجن شهريا مائة وستة وثمانون ألف ريال فقط، ولا يدرون ماذا يواجهون بها ..قيمة الديزل والوقود أم النظافة التي تتطلب أضعاف هذا المبلغ فهو مبلغ ضئيل جدا ، مطالبا رئاسة المصلحة، والوزارة والمالية النظر إلى إصلاحية حجة بشيء من الاهتمام ، متسائلا كيف يمكن لإصلاحية تضم بين جدرانها أكثر من ستمائة سجين أن تواجه متطلبات واحتياجات وخدمات مختلفة لهذا الكم من البشر؟