بعد أكثر من ثلاثة أسابيع على اختطاف الدبلوماسي السعودي عبدالله الخالدي في عدن يظل مكان تواجده مجهولاً حتى اللحظة في ظل تضارب المعلومات الواردة من القيادات الأمنية والمحلية في المحافظة. ففي الوقت الذي تؤكد أعلى شخصية أمنية في عدن اللواء صادق حيد, مدير الأمن الإفراج الوشيك عن نائب القنصل السعودي وبالتزامن مع تأكيدات أعلى قيادة محلية في المحافظة المهندس وحيد علي رشيد عن وجود المختطف داخل عدن؛ تؤكد مصادر أمنية خارج المحافظة سيطرة عناصر من تنظيم "القاعدة" في محافظة شبوة على مصير الدبلوماسي السعودي.
يأتي ذلك وسط حرص القيادات الأمنية في عدن عن عدم البوح بأي معلومات لوسائل الإعلام المحلية؛ ما يضطر هذه الأخيرة إلى الاكتفاء بمصادر خاصة تخشى الكشف عن هويتها، فيما يتم التصريح للصحف السعودية بتفاصيل حادثة الاختطاف، في تأكيد صارخ على حالة التناقض التي تعيشها الأجهزة الأمنية في تقديم معلومات دقيقة حول ملابسات الحادثة؛ ما فتح الباب واسعاً أمام التكهنات الإعلامية المرتبطة بالشارع.
المعلومات الواردة من محافظة شبوة عن وجود الدبلوماسي السعودي فيها تحت رحمة "القاعدة" أكدتها – بطريقة غير مباشرة – الحالة الأمنية المشددة التي شهدتها قنصلية السعودية في عدن وسفارتها بصنعاء، بعد أن أغلق كل منهما أبوابه حتى في وجه المعاملات الإدارية الروتينية اليومية تجنباً لمزيد من المحاولات الأمنية أو التجرؤ على اختطافات أخرى - بحسب مصادر أمنية وعسكرية في محافظة عدن.
إغلاق السفارة والقنصلية سبقته دعوات من السفير السعودي في صنعاء علي الحمدان لكافة الدبلوماسيين السعوديين في اليمن بعدم التحرك دون حراسات أمنية بعد حادثة الاختطاف التي تمّت في مديرية المنصورة.
ووسط تضارب المعلومات حول مصير الدبلوماسي والجهة التي تقف خلف حادثة الاختطاف؛ أشارت مصادر عسكرية مطلعة إلى احتمالية أن يكون أنصار النظام السابق خلف عملية الاختطاف بهدف تشويه سمعة الحكومة الجديدة وإظهارها بصورة العاجزة عن أداء واجباتها وتحرير الدبلوماسي السعودي أو معرفة مصيره.
كما رجّحت ذات المصادر احتمالية أن يكون الجناح المسلّح لما يُعرف ب "الحراك الجنوبي" وعبر الاتفاق مع جهات إيرانية مشبوهة لتوسيع دائرة الاحتكاك مع السعودية من شمال اليمن إلى جنوبه، في حين نفت المصادر المطلعة أن تكون حادثة الاختطاف تمّت بدوافع عائلية أو زواج عرفي كما أشارت العديد من المصادر الإعلامية، مبررةً ذلك أن مثل هذه الدوافع والأسباب لن تجعل من مصير الدبلوماسي السعودي مجهولاً ومستمراً كل هذه الفترة.
ولعل ما يساعد على إماطة اللثام عن خلفيات الحادثة الغامضة حتى الآن هو عقد مكاشفة إعلامية مسؤولة تقودها القيادات الأمنية والمحلية في المحافظة وتؤكدها القيادات الدبلوماسية المعنية، قطعاً للتأويلات وإبرازاً للحقيقة الغائبة وفضح كل من يسعى إلى استمرار حالة اللا أمن واللا استقرار التي تتمرغ فيها عدن.