قال المبعوث الأممي الخاص لليمن، هانس غروندبرغ، اليوم الثلاثاء، إن المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين تشهد تضييقًا واسعًا لمساحات المشاركة الفاعلة وبناء السلام، "إذ يتعرضون للاعتقالات التعسفية والتهديدات بالقتل والترهيب، خاصة في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون. وأضاف في إحاطته الدورية لمجلس الأمن الدولي مساء الثلاثاء، أن "أمن موظفي الأممالمتحدة أصبح في خطر متزايد" في مناطق سيطرة الحوثيين. وأردف: "كان هذا العام صعبًا بشكل خاص على موظفي الأممالمتحدة في المنطقة. في اليمن، لا يزال أنصار الله يحتجزون موظفي الأممالمتحدة، والعاملين في المجتمع المدني، وأفراد البعثات الدبلوماسية بشكل تعسفي". ودعا المبعوث الأممي الحوثيين "إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين تعسفيًا، بمن فيهم 17 من موظفي الأممالمتحدة - منهم أربع نساء وأحد أعضاء فريقي - وإنهاء حملة الاعتقالات". وأشار غروندبرغ إلى "تحدثه مؤخرًا مع العديد من منظمات المجتمع المدني ومجموعات النساء والناشطين وصناع السلام المحليين، وقد شاركوني كيف تأثروا بشدة من موجة الاعتقالات التعسفية الأخيرة التي نفذها الحوثيون". وقال إن "هذه الاعتقالات، المصحوبة باتهامات مبهمة وكاذبة وغياب تام لأي إجراءات قانونية عادلة، تهدف إلى تشويه السمعة وخلق بيئة من الخوف وانعدام الثقة". وأضاف غروندبرغ: "إن الإحالة الأخيرة لبعض المعتقلين إلى ما يسمى 'الملاحقة الجنائية' تمثل ضربة إضافية لجهودنا الجماعية لبناء السلام والاستقرار في اليمن. ولقد أوضحت مرارًا أن مثل هذه الإجراءات لا تعكس نية في التفاوض لتحقيق السلام". وحذر المبعوث الأممي من انزلاق اليمن أكثر وبشكل أعمق في التصعيد العسكري المستمر في الشرق الأوسط، جراء استمرار الحوثيين في هجماتهم على السفن في البحر الأحمر، وإطلاق هجمات مفترضة باتجاه "إسرائيل"، ورد الولاياتالمتحدة وبريطانيا بهجمات على أربع محافظات، وشن "إسرائيل" غارات على الحديدة. وتحدث المبعوث عن استمرار جهوده بشأن السلام، وقال في الجانب الاقتصادي إن مكتبه "قمنا بتحديد خيارات على المستوى التقني، ونعمل على حث الأطراف بأن التعاون في المسائل الاقتصادية هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار والاستدامة الاقتصادية". وأضاف غروندبرغ: "نبقى على اتصال وثيق مع أصحاب المصلحة الرئيسيين، خاصة في القطاع المصرفي، حيث يبرز احتمال انهيار أحد البنوك التجارية الرئيسية مدى أهمية التعاون العاجل". وفي ختام إحاطته، قال المبعوث الأممي: "أنقل تطلعات الشعب اليمني وأدعو هذا المجلس إلى التكاتف من أجل وقف نزيف الدم ودعم كل الجهود المبذولة لتحقيق السلام في منطقة بأمسّ الحاجة إليه".