لو أن خلاف الحوثي مع اليمنيين خلافا سياسيا في إطار البرامج السياسية؛ إذن لكانت المسافة محدودة، و الفجوة بالإمكان ردمها. لكن المشروع السلالي لا يرى في المسألة إلا من زاويتين : الأولى : يرى أنه يمتلك صكا سماويا يخوله الحق الإلهي في الحكم ، و الثانية: أنه يرى في اعتقاده أن الشعب اليمني متمرد على ما يراه أنه حق له و يستحق بموجبه محاربته، و إخضاعه لإجباره على الطاعة و التسليم له بأحقية ما يدعيه حقا لا يجوز منازعته عليه ..!!
نعم .. الوضع الاقتصادي لليمن وصل إلى أسوأ مرحلة؛ و هو ما جعل أصواتا تتعالى بعضها بريئة، و بعضها ذات نوايا مبيتة؛ تتخذ من الوضع الاقتصادي مبررا لجعله فخا واسعا لسلق و تمرير اتفاق ( سفري) تصحبه أصوات موجهة تكون نتيجته التمكين للمشروع السلالي على شاكلة استوكهولم مضاعفا مليون مرة.
نتائج مؤتمر الحوار الوطني أساس لا ينبغي التقليل من شأنها ، و يكفي أنها حافظت على روح الثورة و النظام الجمهوري، و لا تسمح لتلك النزعات، أو النتوءات المتربصة بالحصول على مساحة ، تنشأ منها ، أو ثغرة تتحوصل فيها ، و حبذا أن من يكتب ، أو يدعو إلى حوار أو اتفاق؛ ألا يتجاوز التأكيد على تلك الثوابت، و نتمنى عليه ألا يذهب إلى ذلك بكتابات عاطفية سطحية ، هي أقرب إلى أحلام اليقظة ، و متجاهلة أطماع السلالة الحوثية التي لا ترى غير أن يأتي إليها اليمنيون مذعنين، مستسلمين.
بمقدور الحكومة، و القيادة السياسية أن تجمع أمرها في ميدان التحدي الاقتصادي، و تجاوزه بموقف تاريخي، و قرار جماعي سيسجل للجميع، و يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته القانونية و الأدبية ، و كذا أمام قرارات مجلس الأمن المتعلقة بشأن الانقلاب الحوثي.