هبطت أسعار الذهب اليوم الاثنين إلى أدنى مستوى لها في أكثر من 3 أسابيع، مواصلة التراجع في ظل إقدام المستثمرين على عمليات بيع واسعة للمعدن النفيس لتغطية خسائر في تعاملات أخرى، وسط مخاوف من ركود عالمي بسبب تصاعد الحرب التجارية. وانخفض الذهب في المعاملات الفورية 0.4% إلى 3024.6 دولارا للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 09:47 بتوقيت غرينتش. وتراجع في وقت سابق من الجلسة بأكثر من 1% ليصل إلى أدنى مستوى له منذ 13 مارس/آذار الماضي. وصعدت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.3% إلى 3045 دولارا. ونزل الذهب أكثر من 3% يوم الجمعة، بعدما أحدثت الرسوم الجمركية -التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب والتي جاءت أكثر من المتوقع- موجة من الاضطرابات في الأسواق العالمية. وردت الصين بسلسلة من الإجراءات المضادة تضمنت فرض رسوم إضافية بنسبة 34% على كل السلع الأميركية وقيودا على تصدير بعض المعادن النادرة. وقال ييب جون رونغ خبير الأسواق بشركة "دي آي جي" إن "هناك كثيرا من الارتباك والضبابية في الأسواق بشأن إذا ما كان هناك مجال لخفض التصعيد في المستقبل، بالنظر إلى أن التوتر في ذروته الآن، ولا يزال كثيرون يجدون صعوبة في رؤية أي حل سريع في الوقت الحالي". ودفع انخفاض الذهب -الذي عادة ما يعد ملاذا آمنا في أوقات الضبابية- المتعاملين إلى التكهن بأن المستثمرين ربما يبيعون المعدن الأصفر لتحقيق أرباح وربما لتغطية خسائر أو نداءات هامش أصول أخرى. وأدت المخاوف من حدوث ركود عالمي إلى أن تخسر الأسهم الأميركية 6 تريليونات دولار تقريبا من قيمتها الأسبوع الماضي وإلى أن يهبط المؤشر نيكي الياباني نحو 9% اليوم الاثنين. وفي الوقت نفسه، عزز البنك المركزي الصيني احتياطاته من الذهب في مارس/آذار للشهر الخامس على التوالي. وقال تيم ووترر كبير محللي الأسواق بشركة "دي كيه سي إم تريد" إنه "من الواضح أن البنوك المركزية لا تزال حريصة على إضافة الذهب إلى احتياطاتها، مما يدعم المعادن النفيسة"، موضحا أن الذهب سيظل أصلا مفضلا لدى البنوك المركزية، وأضاف "ربما يساعد الإقبال على الشراء في إبقاء مسار الذهب صعوديا".