عقد مجلس الأمن الدولي، أمس الأربعاء، جلسة لمناقشة الوضع في اليمن، حملت خلالها بيانات عدد من ممثلي الدول الأعضاء في الأممالمتحدة رسائل حازمة ضد المليشيا الحوثية، ودعوات لتشديد العقوبات ومحاسبة داعميها، وعلى رأسهم النظام الإيراني. وأكد مبعوثو الدول، في إحاطاتهم، أن مليشيا الحوثي تواصل ارتكاب الانتهاكات داخليًا وخارجيًا، وتهدد الملاحة الإقليمية، وتمارس القمع بحق المدنيين والعاملين في المجال الإنساني، ما يستوجب موقفًا موحدًا وحازمًا من المجتمع الدولي.
وأشاروا إلى خطورة الوضع الإنساني في المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي. كما شددوا على ضرورة تمكين آليات التفتيش الأممية من أداء دورها، ومنع تدفق الأسلحة والوقود غير المشروع إلى الجماعة، ووقف دعم إيران العسكري والاستخباراتي لها.
- واشنطن: الحوثيون منظمة إرهابية يجب خنق مواردها: قالت السفيرة دوروثي شيا، القائمة بأعمال الممثل الأمريكي، إن الحوثيين لم يعودوا راغبين في استهداف السفن بعد أن استُنزفوا، مؤكدة أن الضربات الأمريكية أوقعت مئات القتلى في صفوفهم، وأطاحت بعدد كبير من قياداتهم البارزة.
وأضافت أن العمليات العسكرية الأمريكية عطّلت البنية التحتية التي يستخدمها الحوثيون لاستيراد الوقود، وهو الوقود الذي يدعم بشكل مباشر أهدافهم الإرهابية ضد اليمنيين والمنطقة والممرات البحرية الدولية.
وأشارت إلى أن الولاياتالمتحدة ترفض كليًا تهريب الوقود والمواد الحربية إلى منظمة صنفتها كإرهابية، معتبرة أن هذا السلوك يستوجب الرد القانوني القاطع من كل الأطراف الدولية.
وأكدت التزام واشنطن بتجفيف مصادر التمويل غير المشروع لمليشيا اللحوثي، واستهداف الميسرين الماليين والموردين الذين يمدونهم بالموارد المستخدمة في الحرب والإرهاب والاعتداء على الملاحة.
ودعت شيا الدول الأعضاء إلى الالتزام بالقانون الأمريكي الذي يُجرّم تقديم الدعم المادي أو الموارد لأي كيان صنفته واشنطن منظمة إرهابية أجنبية، في إشارة مباشرة إلى مليشيا الحوثي.
وأوضحت أن بلادها ستواصل فرض العقوبات بكل السبل المتاحة على الأفراد والكيانات التي تقدم دعماً مباشراً أو غير مباشر للمليشيا الحوثية، أو تشارك في تمويل أنشطتها الإرهابية.
وأكدت أن قرار مجلس الأمن رقم 2216 لا يزال ملزمًا، وعلى الدول الأعضاء تنفيذ بنوده التي تستهدف استعادة الدولة اليمنية ونزع أسلحة المليشيا وإنهاء الانقلاب.
واتهمت إيران بدعم مليشيا الحوثي عسكرياً ولوجستياً واستخباراتياً، ودعت مجلس الأمن إلى معاقبة طهران على انتهاكها قراراته من خلال تقديم الأسلحة والخبراء للمليشيا الحوثية.
وأشادت بآلية الأممالمتحدة للتحقق والتفتيش UNVIM، معتبرة أنها أداة أساسية في منع وصول الأسلحة لمليشيا الحوثي، ودعت إلى تحسين قدراتها وإنفاذ عملياتها بشكل أكثر فاعلية.
وطالبت الدول الأعضاء بتقديم الدعم المالي لتلك الآلية التي لا تحتاج سوى 11 مليون دولار سنويًا لتأدية مهامها الحيوية، مؤكدة أهمية التبرع المباشر لصالح عملياتها.
كما دعت إلى توفير أصول بحرية من الدول الأعضاء لمساعدة الآلية في منع مرور السفن غير الخاضعة للتفتيش، ومراقبة طرق التهريب الأخرى كالطرق البرية والسفن الشراعية.
- لندن: خطر الحوثيين مستمر ودعم الحكومة مستوجب: قال السفير جيمس كاريوكي، نائب الممثل الدائم للمملكة المتحدة، إن مليشيا الحوثي ما زالت تشكل تهديدًا مستمرًا لجيران اليمن، وإن خطوط المواجهة تشهد تطورات مقلقة قد تقود إلى التصعيد.
وأوضح كاريوكي أن المملكة المتحدة ستواصل العمل مع شركائها ضمن نهج دولي منسق لاحتواء قدرات مليشيا الحوثي، ومنعهم من مواصلة أعمالهم العدوانية داخليًا وخارجيًا.
وأكد أن الأمن البحري هو أولوية قصوى للحفاظ على استقرار المنطقة، مشيرًا إلى دعم بريطانيا المتواصل لخفر السواحل اليمني في حماية الحدود البحرية.
وأعلن عن تطلع بلاده لإطلاق شراكة للأمن البحري اليمني في يونيو القادم، بالشراكة مع الحكومة اليمنية والدول الداعمة، لمواجهة تهديدات الحوثي البحرية.
وأشار إلى أن الوضع الإنساني في اليمن لا يزال بالغ الخطورة، وأن تصرفات مليشيا الحوثي تجاه العاملين في المجال الإنساني تزيد الأمور تعقيدًا وتمنع الاستجابة للمحتاجين.
وجدد إدانة بلاده للاعتقالات الحوثية المستمرة لعمال الإغاثة، داعيًا إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المحتجزين، وإنهاء الانتهاكات ضد منظمات الإغاثة.
وشدد على أن بيئة العمل الإنساني في المناطق الواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي في تدهور مستمر بسبب احتجاز المليشيات للعاملين، في وقت يحتاج فيه أكثر من 20 مليون يمني للمساعدات بشكل عاجل.
وختم بيانه بالإشادة بجهود رئيس الوزراء اليمني السابق أحمد بن مبارك، ورحب بتعيين رئيس الوزراء الجديد سالم بن بريك، معبرًا عن تطلع بلاده للعمل معه.
وأكد التزام بلاده بدعم برنامج الإصلاح الذي تنفذه الحكومة اليمنية، بما يعزز مؤسسات الدولة ويخدم تطلعات الشعب اليمني نحو الأمن والاستقرار والتنمية.
- باريس: الحوثيون يقمعون المدنيين ويعرقلون وصول المساعدات: أكد المندوب الفرنسي جيروم بونافون أن الحوثيين، بدعم مباشر من إيران، يواصلون تنفيذ أعمال تخريبية داخل اليمن وفي البحر الأحمر والمنطقة، داعيًا مجلس الأمن إلى إدانة هذه الأعمال بصوت واحد وواضح.
وأشار إلى أن مليشيا الحوثي تعرقل وصول المساعدات الإنسانية بشكل ممنهج، وعبّر عن قلقه العميق إزاء تدهور الوضع الإنساني، خاصة على النساء والأطفال في مناطق سيطرة المليشيات.
ولفت إلى توقف عمليات الأممالمتحدة الإنسانية في محافظة صعدة منذ أكثر من ثلاثة أشهر، مطالبًا مليشيا الحوثي بالسماح باستئناف الأنشطة الإنسانية فورًا ودون شروط.
وأدان بشدة احتجاز الحوثيين للعاملين في المجال الإنساني، بمن فيهم موظفو الأممالمتحدة والمنظمات الدولية وأعضاء المجتمع المدني والدبلوماسيين، معتبرًا ذلك خرقًا صارخًا للقانون الدولي.
ورحب بالإفراج عن بعض المحتجزين مؤخرًا، لكنه أكد أن هذا غير كافٍ، وطالب بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع من يحتجزهم الحوثيون بطريقة تعسفية وغير قانونية.
ولفت بونافون إلى استمرار التزام بلاده في إطار سياسة الأمن الدفاعي للاتحاد الأوروبي "ASPIDES"، لحماية حرية الملاحة في البحر الأحمر والممرات الدولية من التهديدات الحوثية.
وجدد السفير الفرنسي التأكيد على دعم دولته الكامل للحكومة الشرعية اليمنية، داعيًا المجتمع الدولي إلى ضرورة مساندتها ودعم تحركاتها بما يساهم في تلبية تطلعات الشعب اليمني وتحقيق السلام.