تستمر الأبواق الإعلامية المحسوبة على بقايا النظام السابق في دس السموم من مطابخها الإعلامية بهدف عرقلة أعمال الرئيس المنتخب عبد ربه منصور هادي وحكومة الوفاق الوطني برئاسة محمد سالم باسندوة . يبدو أنها لا تعلم خطورة ما تقدم عليه، سواء بقصد أو بدون قصد، وما لها من عواقب قد تؤدي إلى المساهمة في خفض نسب إسهامات أداء الرئيس والحكومة للخروج باليمن إلى بر الأمان عبر تطبيق الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية وانتخاب الرئيس الجديد عام 2014 .
صحافة ورقية والكترونية فورية تبحث في عالم المعلومات عن كل ما هو سيء، وتنشرها في صفحاتها، كالذباب الذي يحلق فوق القاذورات، بل ويأكل منها .
أخشى من هذه الحملات التحريضية ضد الرموز الوطنية أن تكون مدروسة تندرج في سياق "مخطط" لبقايا النظام البائد في التخلص من كل ما هو جميل خلال المرحلة الانتقالية لليمن، هدفها الأساسي "إفشال المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية" !! .
مثال على ذلك: خبر لجثث جاهزة من شهداء الثورة وبالمقابل خبر يسيء إلى وزير التخطيط، كسبيل المثال، نشرت عدد من هذه الصحف والمواقع الالكترونية سابقا أخبار مفبركة ومطبوخة في عهد حكم العائلة والرئيس السابق بهدف إفشال الثورة السلمية، ومنها جثث شهداء الثورة في مسيرة مرت بجوار ملعب الثورة بصنعاء والتي راح ضحيتها العشرات كانت جثث جاهزة جلبت من مستشفيات أخرى، وكان نص الخبر "إن مسيرة المشترك التي سيرت أمس كانت جثثها جاهزة ومتوفية سابقا بحوادث مرورية حصلت عليها من عدد من المستشفيات الحزبية، مبينا أن تلك المسيرة سيرت بطريقة غير مرخصة" .
وما زالت هذه الصحف والمواقع الالكترونية تمضي في هذا السياق بعد توقيع المبادرة الخليجية في محاولة منها لعرقلة قدر ما تستطيع أعمال الرئيس وحكومة الوفاق الوطني .
كسبيل المثال أيضا، نشرت نفس الصحيفة الالكترونية التي تناولت خبر جثث شهداء الثورة الجاهزة من مستشفيات أخرى، بخبر نشرته الثلاثاء الماضي عن وزير التخطيط الدكتور السعدي وحضوره الاجتماع الوزاري ال 27 للاسكوا في مدينة بيروت، وبالدور الاعتيادي للصحافة اليمنية يتم تناول الموضوع بإبراز اسهامات الوزير وما جرى خلال زيارته الناجحة بصفته ممثلا للجمهورية اليمنية، وعندما تقرأ الخبر تجد العجب العجاب.
أدهشني كيفية تعامل الصحيفة الالكترونية مع الخبر الاعتيادي بغرض تشويه أداء الوزير، فوضعت تساؤلات عن وجود حرم الوزير وابنته في الوفد المشارك، وهل على نفقة الوزير الخاصة أم على نفقة حكومة الوفاق الوطني التي سمتها الصحيفة ب "الحكومية المتقشفة" ؟ القارئ للخبر يخرج بانطباع سيء عن أداء الوزير السعدي الذي يعطي وقته كله لخدمة وطنه وآخرها التحضيرات الأخيرة لمؤتمر أصدقاء اليمن في ال 23 من هذا الشهر .
وفي الحقيقة ومدعمة بصور الوثائق كما ورد عن المسؤول الإعلامي لوزارة التخطيط، أن سفر عائلة الوزير لم يكن على حساب الوزارة بل على حسابه الشخصي. ، وتذكر الوثيقة رقم - 1 - مذكرة الوزارة إلى الخطوط الجوية اليمنية لقطع تذاكر سفر لأعضاء الوفد اليمني الذي توجه إلى بيروت للمشاركة في اجتماعات منظمة الاسكوا وكما هو مبين لا تتضمن أسماء عائلة الوزير السعدي.
وفي الوثيقة رقم – 2 - الموجهة من وزارة الخارجية إلى السفارة اللبنانية لمنح تأشيرات دخول لأعضاء الوفد اليمني ولا يوجد أسماء لعائلة الوزير. وفي أسفل الوثيقة رقم – 2 - نسخ من تذاكر السفر والحجز التي تم شرائها من مجموعة شركات العالمية لزوجة الوزير وابنته وتم دفع ثمنها نقدا من الوزير شخصيا وعلى نفقته الشخصية ولم تدفع الوزارة ريالا واحدا. وعليه، نجزم أن من حرر ونشر الأخبار المفبركة للجثث الجاهزة لشباب الثورة من مستشفيات أخرى، هو نفسه من حرر ونشر أخبار تسيء إلى أحد وزراء حكومة الوفاق الوطني!!
ناطق المشترك: هذه المرحلة لا توجد سلطة ولا معارضة
عبر الناطق الرسمي لأحزاب اللقاء المشترك عبده غالب العدينى، عن أسفه من أداء الوسائل الإعلامية للمؤتمر الشعبي العام وحلفائه في هذه المرحلة بصورة لا تراعي مبدأ التوافق ومرحلة الوفاق الوطني.
وداعا العديني في تصريح خاص، المؤتمر بأن يكونوا عند قدر المسؤولية الوطنية حتى يعملوا جميعا في تهيئة الأجواء الملائمة للحوار الوطني .
وأكد ناطق المشترك، بأن هذه الفترة الانتقالية تعني كافة القوى السياسية وأنه لا توجد سلطة ولا معارضة، وإنما تسوية مشتركة أخلاقية ووطنية.
شمسان: الشعب ورعاة المبادرة لن يسمحوا لأحد بإفشالها
وحذر القيادي في المشترك ورئيس الدائرة السياسية للإصلاح سعيد شمسان، من يقود مثل هذه الحملات التي أسماها ب "الحملات المغرضة" ضد الرموز الوطنية الشريفة في حكومة الوفاق الوطني ممثلة برئيس الحكومة وبعض الوزراء الحريصين على تنفيذ القانون وعدم الخروج عليه، متهما بعض أطراف فلول النظام السابق بقيادة هذه الحملات .
وقال شمسان في تصريح خاص، بأن الشعب اليمني الذي خرج في الانتخابات الرئاسية وبإجماع منقطع النظير من أجل عملية التغيير، لن يسمح لهم بمزيد من هذه الممارسات والتصرفات، مؤكدا بأن عجلة التغيير قد بدأت وستستمر رغم محاولة هؤلاء المتمصلحين من بقايا النظام البائد.
كما أكد القيادي في المشترك بأن رعاة المبادرة الخليجية وآلتيها التنفيذية لن يسمحوا لأحد كذلك باستمرارهم في محاولاتهم المتكررة لإفشال المبادرة وآليتها .
ودعا رئيس سياسية الإصلاح هؤلاء بأن يعودوا إلى رشدهم وعدم الإدلاء بهذه التصريحات التي تسيء للوفاق الوطني والاتفاق، وعليهم فعلا أن يعملوا بكل ما أوتوا من قوة على تهيئة الظروف والمناخات ومتطلبات انجاح المرحلة الانتقالية وأن يخرجوا من العقليات التي سكنت فيها المناكفات والممارسات التي لا تخدم المصلحة الوطنية العليا بل تؤدي إلى تعميق الشرخ بين المكونات الوطنية المختلفة .
الصبري: باسندوة شخصية وطنية
وهاجم القيادي في المشترك محمد الصبري من يقف وراء الحملة العدائية لرئيس حكومة الوفاق الوطني الأستاذ محمد سالم باسندوة، وبأنهم يفتقرون للمسؤولية والأخلاق .
ووصف الصبري في تصريح خاص، الحملة العدائية بالحملة "القذرة"، مشيدا بوطنية باسندوة التاريخية، وقال بأنها "لن تضيف له إلا مزيدا من الثبات والتغلب على الصعاب"، وأن الشعب اليمني في حالة ثورة ولن يفلتوا من العقاب .
ودعا وسائل الإعلام تحري المصداقية وإلتزام المهنية والكف عن كل ما يسيء إلى مصلحة الوطن، وللصحافة الحرية الكاملة في تناولاتهم، ولكن بالنقد البناء، وليس بالاستهزاء والسخرية من الشخصيات الوطنية المعروفة لدى الجميع .
العزب: أكذب ثم أكذب حتى تصدق
وقال القيادي في المشترك ورئيس إعلامية الإصلاح د. فتحي العزب أن هذه الهجمة يتولى كبرها بقايا النظام البائد ل "علي صالح"، مضيفا : وبدلاً من أن ينتهجوا نحو الالتزام الوطني بتنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية فإذا بأقلامهم تطيش في أعراض الناس وفي مواقفهم الوطنية تخوينا وتشويها وهم الذين مارسوا أعمال القبح في حكمهم ضد شعبهم فأذاقهم الهوان والخزي ولا يسأمون من هذه الأعمال وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم "إذا لم تستحي فاصنع ما شئت".
وأشاد العزب في تصريح خاص، بأداء حزب الإصلاح ومواقفه الوطنية التي تحافظ على المصلحة الوطنية العليا، وتصطدم مع الكثير من المشاريع الصغيرة والضيقة التي تعتمد على المصلحة الآنية والتمزيقية لنسيج الشعب اليمني أو امتداده الجغرافي، مؤكدا بأنه لا غرابة لهذه الهجمة الشعواء الذي يتعرض لها الإصلاح كحزب أو أفراد وتلفيق الأحداث أو تشويه الوقائع معتمدين على مبدأ ميكافيلي أكذب ثم أكذب ثم أكذب حتى تصدق .
وأضاف: ومهما قالوا عن الإصلاح ورجالاته من إفك فإنها تتحطم أمام الشموخ القيمي للإصلاح فهو كثيرا ما يربى لنفسه عن دخول هذه المهاترات أو الانجرار في السفاهات وهو بهذا الموقف يصبر ويحتسب ويعلم أنهم يحملون الأوزار، قائلاً "وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون" .
بامطرف: الشعب اليوم قد عرف أعداءه
من جهته قال عبدالله عوض بامطرف رئيس الإصلاح بمحافظة لحج، أن بقايا النظام السابق عاد ليستخدم أسلوب الإشاعة لكي يشوه صورة حكومة الوفاق الوطني والمجلس الوطني لقوى الثورة، بعد أن عجز عن تحقيق غاياته باستخدام قوة السلاح والإرهاب وقتل الشباب في الساحات ومصادرة الحريات وتكميم الأفواه، وهذا يدل على مدى الإفلاس الذي وصلوا إليه.
ودعا بامطرف في تصريح خاص إلى الكف عن هذه الأساليب التي ما عادت تنطلي على أحد، مؤكدا بأن الشعب اليوم قد عرف أعداءه، وعرف من الذين يعملون لمصلحة هذا الشعب، وكل ما يقال اليوم إنما هو مجرد هراء لن ينطلي على أحد.
وأكد على أن هذه الحملة لن تنجح أبدا لأنها غير حقيقة وغير واقعية، وأنهم قد فقدوا كل هذه المعاني ولا يستندون إلى شيء إلا إلى حقدهم وكراهيتهم لهذا الشعب لأنه خذلهم حينما قال نعم لمرشح التوافق الوطني وخرجت الناس تتابع بالملايين إلى صناديق الاقتراع.
وعن رده بمن يهاجم حزب الإصلاح ورموزه قال رئيس إصلاح لحج: الإصلاح حزب رائد يهتم بقضايا الناس وكل هذه الإشاعات لن تغير وجهة نظر الناس للإصلاح لأنهم قد عرفوه.
الفقيه: الهدف إشغال الحكومة عن خطتها الرئيسة
بينما قال القيادي عبد الحافظ الفقيه رئيس الإصلاح بمحافظة تعز، جنوب غرب اليمن، بأن هدف الحملة الإعلامية جرجرت الإصلاح والمشترك إلى معارك جانبية، وأن تنشغل حكومة الوفاق عن خطتها الرئيسة في تنفيذ مهامها خلال المرحلة الانتقالية.
وأضاف الفقيه في تصريح خاص، بأن هذه الحملة هي طبيعية كردود فعل للنجاحات التي حققها الإصلاح مع شركائه في المشترك، وكذلك في ما حققته حكومة الوفاق من انجازات ميدانية وهم يريدون أن لا ينجح الإصلاح وأن لا تظهر البلاد أحسن مما كانت عليه، لذلك فهم يقطعون الطرق ويحطمون أبراج الكهرباء ويسعون لوضع العراقيل والعقبات أمام أي انجاز لحكومة الوفاق، مؤكدا بأن هذه الحملات لن توقف تنفيذ خطة الاتفاق التي تم التوقيع عليها حتى تحقيق الأهداف.