يحتفي حزب التجمع اليمني للإصلاح بذكرى تأسيسه الخامسة والثلاثين، وتتجدد الشهادات من مختلف القوى السياسية لتؤكد دوره المركزي في حماية الحياة السياسية من الانهيار، وإبقاء جذوة التعددية حيّة رغم كل محاولات الإقصاء والتهميش. وفي هذا الاستطلاع الخاص ب"الصحوة نت"، نستعرض آراء عدد من القيادات والشخصيات السياسية من أحزاب ومكونات مختلفة، الذين أجمعوا على أن الإصلاح ليس مجرد حزب، بل مدرسة وطنية وفكرية ساهمت في تشكيل وعي الأجيال، ومواصلة دوره في مواجهة تحديات الحاضر واستشراف المستقبل.
ياسر الشيباني، عضو الهيئة التنفيذية للتكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية وممثل حزب البعث العربي الاشتراكي القومي، عبّر بهذه المناسبة عن خالص تهانيه وتبريكاته لقيادة وأعضاء وأنصار التجمع اليمني للإصلاح بمناسبة مرور خمسة وثلاثين عامًا على تأسيسه، مؤكدًا أن الإصلاح يمتلك مسيرة حافلة بالعطاء والتضحيات والمواقف الوطنية.
وقال الشيباني في تصريح خاص ل"الصحوة نت": إن الإصلاح شكّل ركيزة أساسية في الحياة السياسية اليمنية، وأسهم في ترسيخ قيم التعددية والشراكة الوطنية، وكان صوتًا دائمًا للدفاع عن الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، ومناصرًا لقضايا الشعب في السلم والحرب.
وثمّن الشيباني مواقف الإصلاح الثابتة وشراكته الوطنية، مؤكدًا أن الحزب سيظل شريكًا مسؤولًا يسعى لبناء دولة العدالة والقانون، ويقف إلى جانب القوى السياسية والاجتماعية لمواجهة التحديات الراهنة، وفي مقدمتها معركة استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب وتحقيق السلام العادل والشامل.
وعبّر عن تقديره العميق لتضحيات الإصلاح وإسهاماته الوطنية، متطلعًا لأن يواصل الحزب نضاله بما يعزز وحدة الصف الوطني ويخدم تطلعات الشعب اليمني نحو مستقبل أفضل.
شريك بناء الجمهورية
من جانبه، أكد عضو المكتب السياسي لحزب العدالة والبناء، صفوان سلطان، أن مسيرة الإصلاح لا يمكن فصلها عن تاريخ الحياة السياسية اليمنية، موضحًا أن الحزب خاض تجارب عديدة ومختلفة منذ قيام التعددية الحزبية، وشارك في الحكومات، وثورة 2011، وصولًا إلى مواجهة الانقلاب الحوثي.
وأشار سلطان إلى أن أبرز التحولات الأخيرة شملت توجه الإصلاح نحو تشبيب قياداته وفتح المجال للوجوه الجديدة، ما ساهم في تعزيز علاقاته مع الأحزاب والمكونات وتخفيف حدة الاستقطاب.
وأضاف أن مبادرة الإصلاح لتأسيس التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية شكلت محطة فارقة، إذ يمثل التكتل إطارًا جامعًا يعزز التنسيق الوطني ويؤسس لمرحلة جديدة يُؤمل أن تكون "الجمهورية الثانية" بعد إنهاء الانقلاب واستعادة مؤسسات الدولة.
وأكد سلطان أن مسيرة الإصلاح تتداخل مع مسيرة اليمن السياسية، وتحوّله نحو الانفتاح والشراكة الوطنية يعكس إدراك الحزب بأن المستقبل لا يُبنى إلا بتعاون الجميع.
ثبات ووسطية
بدوره، يرى صالح علي المصعبي، عضو هيئة رئاسة مجلس شبوة الوطني، أن تجربة الإصلاح خلال خمسة وثلاثين عامًا تمثل واحدة من أبرز التجارب السياسية في اليمن الحديث، منذ لحظة تأسيسه التي اعتُبرت من أهم الأحداث عقب إعادة تحقيق الوحدة.
ويؤكد المصعبي في تصريح خاص ل"الصحوة نت" أن الحزب رسّخ تجربة ديمقراطية وشوروية راشدة ومتوازنة داخل مؤسساته التنظيمية، كما عبّر عنها من خلال مشاركاته الانتخابية التنافسية مع بقية القوى السياسية.
وأضاف المصعبي أن الإصلاح، رغم ما واجهه من عراقيل وضغوطات واستخدام إمكانيات الدولة ضده، ظل متمسكًا بخيار التعددية السياسية، مؤمنًا بأن صندوق الاقتراع هو السبيل الوحيد للتداول السلمي للسلطة والحفاظ على الوطن بعيدًا عن إراقة دماء اليمنيين.
وأشار إلى أن الإصلاح تميز بانفتاحه على مختلف الفئات والشرائح المجتمعية واستيعاب النخب العلمية والثقافية، مرتكزًا على فكر وسطي معتدل يحارب الأفكار المتطرفة والمنحرفة، ومستندًا إلى هوية وطنية وإسلامية راسخة.
وأكد المصعبي أن الحزب، وفي كل المنعطفات التي مر بها الوطن، قدّم مصلحة اليمن العليا على مصلحته الخاصة، وظل ثابتًا في مواجهة المشاريع المعادية لأهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر، وفاءً للشهداء وحفاظًا على سيادة الوطن وحرية وكرامة أبنائه.
رافد وطني
أكد الدكتور عبد الله عوبل، الأمين العام لحزب التجمع الوحدوي اليمني ووزير الثقافة الأسبق، أن الذكرى ال35 لتأسيس التجمع اليمني للإصلاح تأتي والوطن يخوض معركة مصيرية من أجل استعادة الدولة وإعادة بناء ما دمرته الحرب، مشددًا على أن هذا الهدف هو ما يوحّد مختلف القوى الوطنية في خندق واحد لمواجهة مشروع الانقلاب الحوثي.
وأوضح عوبل في تصريح خاص ل"الصحوة نت" أن تأسيس الإصلاح ارتبط بالوحدة اليمنية وبناء النظام الحزبي التعددي، وكان لاعبًا رئيسيًا في مختلف المراحل السياسية، مؤكدًا أنه شكّل رافدًا حقيقيًا للعملية الديمقراطية ومدافعًا صلبًا عن النظام الجمهوري، وفاعلًا أساسيًا في التحالفات الوطنية سواء في موقع السلطة أو المعارضة.
وأشار إلى أن تجربة اللقاء المشترك، التي جمعت الإصلاح مع تيارات قومية ويسارية في إطار تحالف وطني تاريخي، تعد تجربة فريدة تستحق الدراسة والثناء؛ إذ تجاوزت تلك التجربة الخلافات الفكرية والإيديولوجية لصالح البعد الوطني الجامع، وأسست لرؤية واضحة نحو الدولة المدنية والنظام المؤسسي.
ولفت إلى أن الإصلاح قضى معظم تجربته السياسية في إطار تحالفات وطنية، ما جعله أكثر انفتاحًا على القوى الأخرى وأكثر قدرة على استيعاب النقد وقبول الحوار، وهو ما ميّزه عن كثير من الأحزاب والمكونات.
وأشاد عوبل بقيادة الإصلاح التي أثبتت قدرة سياسية كبيرة خلال محطات مفصلية، أبرزها الحوار مع النظام السابق، ومناقشات المبادرة الخليجية عقب ثورة فبراير، التي شارك فيها الإصلاح بفاعلية وصولًا إلى صياغة لائحتها التنفيذية.
وختم تصريحاته بالقول إن المهمة الوطنية اليوم تتمثل في استعادة الدولة من يد الحوثيين، مؤكدًا أن الإصلاح قدّم، كغيره من القوى الوطنية، شهداء في سبيل الجمهورية والدولة، ليبقى أحد روافد الحركة الوطنية اليمنية.