بالأمس أُعلن عن توقيع اتفاق ينهي الحرب والعدوان الإسرائيلي على غزة، برعاية الرئيس الأمريكي ترمب، لتسقط آخر الذرائع التي يتعلق بها الحوثي وعصابته السلالية، ليحولها إلى سياط على ظهور الشعب اليمني. دأبت مليشيا الحوثي منذ أن أطلت بقرونها على استخدام أي ذريعة، بداية من تمردها على الدولة اليمنية في كهوف مران، مروراً بحروب صعدة الست، ثم اجتياحها للمدن والقرى حتى اختطاف صنعاء عاصمة اليمنيين، وانقلابها على الدولة ومؤسساتها والإرادة الشعبية.
ويسرد اليمنيون في كل محطة، بشكل لافت، الذرائع التي ساقتها مليشيا الحوثي الإرهابية، في عدوانها على الشعب اليمني، وحربها التي أشعلتها للسيطرة على اليمن، وإخضاعه للمشروع الإيراني، لا سيما منذ توظيفها لمطالب شعبية بإسقاط جرعة سعرية (1000 ريال في عبوة البترول 20 لتر) مروراً بالغزو على تعز ومحافظات الجنوب اليمني، وتدخل التحالف العربي بطلب من القيادة اليمنية، والذي اعتبرته عدواناً، بينما هي تعتدي على اليمنيين في المدن والقرى وتنكل بهم بصورة وحشية.
ولعل آخر الذرائع التي سقطت من قائمة العصابة الحوثية الكهنوتية، هي تمسحها بالمقاومة الفلسطينية، وادعاء مناصرتها، والتباكي على المجازر الوحشية التي ارتكبها الكيان الغاصب وحرب الإبادة، والتي جاءت فيما لا تزال مليشيا الحوثي ترتكب بحق الشعب اليمني ما يرتكبه الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، وفيما لا يزال الشعب اليمني يقاوم هذا العدوان والحرب التي أداتها السلاح الإيراني.
الدور الإيراني المرسوم حاولت العصابة الحوثية أن تغرر بالقطيع من أتباعها، وتحشدهم لقتال أبناء اليمن، تحت عنوان مناصرة غزة وفلسطين، لكنها لم تكن تقوم بأكثر من الدور المرسوم من طهران، كما هو الحال مع حزب الله اللبناني الذي نعق أكثر مما يلزم، لكن يده كانت ترتجف حتى سقط غير مأسوفٍ عليه، وهو يزايد بغزة وفلسطين.
ويرى مراقبون أن ما قامت به مليشيا الحوثي، خلال نحو عامين، لم يكن سوى توظيف وقح للقضية الفلسطينية العادلة، لتحقيق أجندة إيرانية صرفة، تم خلالها تجريب أسلحة إيرانية، لم تنقذ واحداً من أهالي غزة، ولم تقدم للقضية الفلسطينية أي منفعة، كما أنها في الوقت ذاته، جلبت العدوان الإسرائيلي على اليمن ليدمر مقدرات الشعب اليمني وبنيته التحتية التي تحققت في العهد الجمهوري، أما اليمنيون فيرون أن العصابة الحوثية لم تفعل أكثر من استدعاء العدوان الإسرائيلي ليستكمل ما عجزت المليشيا الحوثية الإرهابية عن تدميره، ولتجعل اليمن ساحة احتراب وتصفيات بين مشروعين معاديين للأمة العربية.
وطوال العدوان الإسرائيلي على غزة، وقف اليمنيون والعالم على مشاهد دراماتيكية، تعكس مدى ذهاب الحوثي وعصابته السلالية في تنفيذ التوجيهات الإيرانية، تحت ذريعة مناصرة غزة التي تواجه عدواناً إسرائيلياً همجياً، كما مارس الحوثي تناقضات فاضحة تكشف زيف ادعاءاته، ضارباً باليمن ومصلحة اليمنيين عرض الحائط.
تبخر الأكاذيب الحوثية وأوهام النصر وبعد قبول الاحتلال وحركة حماس بخطة السلام التي قدمها الرئيس الأمريكي ترمب، يتبلور وضع جديد بسقوط آخر ذريعة حوثية وتبخرت آخر الأكاذيب، ومثلها الشعارات الزائفة، كما سقطت من قبل ذات الشعارات التي رفعتها إيران وحزب الله.
في بيانها الأخير، وهو البيان الحاسم للحركة، كونه يأتي في مرحلة مفصلية وهامة، عبرت حركة حماس عن الشكر للرئيس الأمريكي، ولم تحضر إيران ومليشياتها ومنها الحوثي في البيان، وكأنه مكاشفة تاريخية، وتعبير عن سخط الحركة المقاومة، من استخدام قضيتهم وتسخيرها لأهداف وأجندة لا علاقة لها بالمقاومة ولا نصرة الحق الفلسطيني ولا الدفاع عن شعبه، ولا حتى وقف إراقة الدم الفلسطيني، بقدر ما كان توظيفاً وقحاً لمشروع آخر يتربح ويتوسع على حساب القضية والدم. وبينما يستشرف الشعب الفلسطيني وخصوصاً في قطاع غزة المنكوب، مرحلة جديدة يتوقف فيها العدوان والحرب، وتتدفق المساعدات لإنقاذ الجوعى، سيتجه الحوثي إلى البحث عن ذراع جديدة، وابتكار أوهام عن انتصارات زائفة، وتوجيهها وتوظيفها لاستكمال معركة العصابة العنصرية في إخضاع اليمنيين، والاستمرار في تحويل اليمن إلى ساحة احتراب، وتوريط اليمنيين في مواجهة لا علاقة لهم بها.
تحت ذرائع متعددة شنت المليشيات الإيرانية، بينها مليشيا الحوثي، حروباً ونفذت انقلابات، وقتلت مئات الآلاف، ودمرت مدناً، رافعة شعارات العداء لأمريكا وإسرائيل، وتحت لافتة تحرير القدس وفلسطين، حتى إذا حان الوقت لإثبات ذلك، تلكأت إيران وتوابعها، وفضلت القعود، وأناطت بالحوثي مهمة التكسب بالقضية الفلسطينية، والمشاغبة في البحر الأحمر، تحت شعار نصرة غزة، التي لم ينصرها الفرع الأكثر قرباً من الأراضي الفلسطينية المحتلة، فقد فضلت مليشيات حزب الله إلقاء صواريخ على أراضٍ خالية.