ما معنى أن يُعلن الغرب عن وجود القاعدة في سوريا في هذا التوقيت بالذات, وبالتزامن مع تصعيد نظام الأسد لعملياته الإرهابية ضد الشعب السوري؟ هل يريد تصديق وتأكيد مزاعم النظام بشأن الجماعات الإرهابية المسلحة التي فشل في إثبات وجودها لأكثر من عام من عمر الثورة؟ وهل يعني ذلك أن الغرب (الديمقراطي والإنساني) أعطى الضوء الأخضر لنظام الأسد للبطش بالثورة الشعبية وتصفيتها على طريقته؟ وأين ذهبت قيم الغرب التي طالما تبجح بها بشأن مساندة الديمقراطية والحرية والعدالة وحقوق الإنسان, وبخاصة في دول الربيع العربي؟ أم أن كل ذلك لا معنى له عندما يتعارض مع مصالحه وأهدافه الاستراتيجية, وبالتالي صار يتعين وضع تلك المبادئ جانباً وتعليقها على مشجب القاعدة؟ إنه مجرد تساؤل. ما معنى عودة الحديث مجدداً عن استهداف الطائرات المدنية من قبل قاعدة اليمن, عقب تصريحات رئيس الوزراء اليمني بأن اليمن ليست بحاجة للتدخل الخارجي للتصدي للإرهاب, وأنه لم يُعطِ الإذن لطائرات بدون طيار كي تقوم بتلك المهام. وكذا تصريح وزارة الداخلية اليمنية بأننا لن نسمح أن يتحول اليمن إلى وزيرستان قادمة؟ مجرد تساؤل. ما معنى أن يُكشف بين الحين والآخر عملاء مزدوجين لبعض أجهزة الاستخبارات الدولية والإقليمية في أوساط تنظيم قاعدة اليمن, يقومون دائماً بإنقاذ مصالح تلك الدول من هجمات إرهابية مفترضة في اللحظات الأخيرة؟ والأهم من ذلك, ألم يقل محمد العوفي, القيادي السابق في التنظيم ان أجهزة استخبارية- وبالتحديد إيرانية- هي من يدير تنظيم القاعدة في جزيرة العرب, وهو ما دعاه لترك التنظيم والتبرؤ منه حد وصفه؟ ومع ذلك, فالعملية الأخيرة التي ُكشف النقاب عنها في السادس من مايو الجاري بواسطة عميل مزدوج, بالإضافة إلى عملية الطرود المفخخة التي كُشف عنها في اكتوبر 2010 بواسطة عميل مزدوج آخر, تؤكدان بجلاء أن إيران ليست اللاعب الوحيد داخل تنظيم القاعدة في اليمن! وبالنتيجة, كيف يمكن وضع التوصيف الملائم لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب؟ هل هو منظمة إرهابية تستهدف مصالح الغرب وحلفائه, أم محطة استخبارية للغرب وحلفائه وأعدائه أيضاً؟ مجرد تساؤل. وبالنسبة لحرب الإرهاب في اليمن, لماذا يجري الزج بقوات الجيش النظامية غير المدربة في هذا المجال, وسوقها إلى محرقة القاعدة في أبيّن, في حين تبقى القوات المدربة في الحرس الجمهوري والقوات الخاصة والأمن المركزي, والتي صُرفت عليها ملايين الدورلات في منأى عن هذه الحرب؟ لماذا سكت الممولون على هذا الوضع المقلوب؟ ثم كيف استطاع هؤلاء الممولون الضغط على الرئيس هادي لحشد كل تلك الألوية العسكرية لمحاربة الإرهاب في أبيّن, في حين لم يستطيعوا القيام بالشيء نفسه تجاه صالح وعائلته, وهم من يمسكون بقوات مكافحة الإرهاب؟ مجرد تساؤل.... وفي حين أكد خبراء أمريكيون أن الوعظ هو الشيء الوحيد الذي كان يقدمه صالح لواشنطن والغرب, بينما هو كان يلعب من تحت الطاولة مع الجهاديين داخل بلاده في سبيل مساعيه من أجل البقاء في السلطة, وفي الوقت الذي حذر مسئولون أمريكيون من أن صالح وأفراد عائلته يقوضون جهود مكافحة الإرهاب في اليمن, إلاّ أنه على الرغم من ذلك ما تزال أيديهم طليقة في العبث بأمن واستقرار البلد, وحياكة المؤامرات من أجل إفشال الرئيس هادي وحكومة الوفاق, ومازالوا يعلنون تمردهم على الشرعية ويرفضون التنحي من المشهد السياسي رغم حصولهم على الحصانة, فيما التهديدات الغربية بالعقوبات ما تزال تراوح مكانها! فما السر وراء هذا التدليل الغربي غير المفهوم لصالح وعائلته؟ مجرد تساؤل. وفي حين تظل الجبهة الجنوبية مشتعلة طوال الوقت بذريعة الحرب على مايسمى بالإرهاب, واستعادة هيبة الدولة وسيادتها, وتعزيز سلطة النظام والقانون, لتحظى تلك الحرب بمباركة كل الأطراف في الداخل والخارج, فإن الجبهة الشمالية تظل خارج دائرة اهتمام تلك الأطراف! فهل من حق الدولة استعادة سيادتها وبسط سيطرتها على الشمال كما هو الحال في الجنوب؟ أم أن المصالح الدولية لم تجد بعد طريقها شمالاً لتقرر من ثم الإندفاع نحوه؟ مجرد تساؤل. ما معنى أن يقوم المجتمع الدولي بتقديم (8,5) مليون دولار للمضي قُدماً في عملية الاعداد والتحضير لمؤتمر الحوار الوطني, بينما تفتر همته تجاه قضية أهم وأخطر من ذلك وهي إعادة هيكلة الجيش والأمن وفقاً لما نصّت عليه الآلية التنفيذي للمبادرة الخليجية؟ ألم يقل جمال بن عمر أنه لا يمكن أن تنجح العملية الانتقالية إلا إذا كان هناك تقدم واضح وملموس في الملف الأمني وخاصة بإعادة هيكلة الجيش؟ مجرد تساؤل.. لماذا يستطيع الجيش القتال في أبيّن ودحر عناصر القاعدة المدججين بشتى أنواع الأسلحة, ولا يستطيع في المقابل التصدي لبضعة مخربين لا يزيد عددهم على أصابع اليد الواحدة من الذين يستهدفون أبراج الكهرباء في مأرب؟ مجرد تساؤل... ولماذا تقف الحكومة مكتوفة الأيدي وتتكبد خسائر باهظة جراء الاعتداء على الكهرباء تجاوزت الستة والثلاثين مليار ريال, وكان بمقدورها- على سبيل المثال- تجنيد (500) شخص من قبائل مأرب, من الجدعان, وآل شبوان, لحماية الأبراج, وتعطي كل شخص راتب شهري مقداره (100) ألف ريال, إذ مقابل هذا المبلغ المغري سيندفع الكثيرون للقيام بمهمة الحماية, وسنجد أن هؤلاء سيتقاضون عن عملهم هذا ولمدة سنة كاملة مبلغ وقدره (600) مليون ريال فقط. أليس هذا أفضل من خسارة 36 مليار ريال؟ مجرد تساؤل.