جابت مسيرة حاشدة مساء أمس الأربعاء مدينة الحديدة احتجاجاً على الانطفاءات المتكررة للتيار الكهربائي لساعات طويلة في وقت ترتفع فيه درجة حرارة الطقس إلى أعلى مستوياتها. ورفع المتظاهرون في المسيرة التي انطلقت من ساحة التغيير بالحديدة الشموع تعبيراً عن استيائهم ومعاناتهم الشديدة جراء تلك الانطفاءات والتي أدت إلى مضاعفات شديدة لعدد من المرضي خصوصاً مرضى القلب والجهاز التنفسي، بالإضافة إلى تعطل عدد من الاجهزة الإلكترونية المنزلية.
وهتف المتظاهرون بهتافات منها «يا حكومة ياحكومة.. ليش الكهرباء معدومة».. «لاشمعة ولا ماطور.. يالله ارحل يامسؤول»، كما هتف المتظاهرون ضد قيادة محافظة الحديدة موجهين إليهم الاتهامات بالتقصير في حل مشكلة الكهرباء بصورة جدية والتي تعاني منها المحافظة منذ سنوات.
وتعاني الحديدة من عجز حاد في الطاقة الكهربائية بسبب انتهاء عقد تزويد المحافظة بالطاقة بين الحكومة وشركة مصرية لديها مولدات على متن باخرة على البحر.
ويجري مسؤولون في محافظة الحديدة ترتيبات لإعادة 10 ميجاوات من الطاقة الكهربائية كانت قد تم تحويلها إلى محافظة عدن خلال بطولة خليجي 20.
وكان مدير عام شركة الأهرام للطاقة أكد أنه في حال موافقة وزارة المالية على اعتماد المبالغ المخصصة للشركة والخاصة بقيمة ال10 ميجاوات الاسعافية سيتم تركيبها خلال أيام.
لكن وزير المالية صخر الوجيه رفض تجديد عقد الشركة المنتهي في 31 مايو من العام الجاري والتي تم إرساء المناقصة عليها عام 2009م وهي شركة الاهرام المصرية لتوليد الطاقة وجاء في العقد توليد ما قدره 70 ميجا وات منها 50 ميجا لمحافظة الحديدة و20 ميجا لمحافظة عدن وبتكلفة 35,974,972 $.
ويأتي رفض صخر الوجيه بحسب مصادر في السلطة المحلية بسبب التلاعب في الصفقة التي يقف خلفها رجل أعمال يدعى حسن عبده جيد وهو شريك لقريب الرئيس السابق علي صالح ووزير ماليته حينها علوي السلامي.
ويتجرع أبناء الحديدة منذ أشهر ويلات الانطفاءات المتكررة للتيار الكهربائي والتي ازدادت في الأيام الماضية بشكل متكرر تعدى في بعض المناطق العشرين ساعة متتالية يومياً في حرارة جو تتعدى ال40 درجة مئوية.
وتشهد كثير من الأحياء السكنية بالمدينة موجات غضب عارمة تقطع خلالها الشوارع الرئيسية وتحرق فيها إطارات مستعملة من قبل الأهالي تعبيراً عن سخطهم من الانطفاءات الذي تثقل كاهلهم خلال فصل الصيف الحار.