سوف يلتقي أهل اليمن، لأن لهم في "التراث" شهامة على رقة قلوبهم، وأن للعد في ثقافتهم حدود. سوف يلتقون على طاولة الحوار الودود، وهم أقرب إلى بعضهم، وسيراهم الشعب صفاً واحداً ينبذون الخلاف ويجنحون للائتلاف. هذا قدر أهل اليمن.. يذوبون وجداً لمعنى "الأخوة" فلا يُفجرون في الخصومة، لأن طباعهم ليّنة، ومشاعرهم رقيقة مياسة، عنوانهم في التسامح أصيل.. "أتاكم أهل اليمن..". وحتى يبرز لكم ديوان اللقاء أيها المتحاورون، نتمنى عليكم أن تُخلصوا النيات من أجل اليمن.. تذكروا قبل أن تدخلوا البابا "واعتصموا.."، وأنكم أهل لمثل هكذا لقاء، لأن لكم في سفر التاريخ "الإيمان يمان..". وتذكروا أيضاً قلم الشاعر اللبيب أبو الطيب المتنبي أخذ يربت ذات مساء على أكتاف أهل العزائم منشداً: على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم إن الشعب يربأ بكم أيها الكرام أن يكون طرفاً منكم سبباً في توسعة الجرح أو زيادة في إيلام الوطن، بل تعالوا لإنقاذ بلدكم الذي يستصرخ فيكم "النخوة".. اجعلوه "سعيداً" حتى يبتسم ويصبح أهله على خير. إننا نحب أن نرى أحزاباً سياسية تتنافس في البرامج لبناء اليمن وازدهاره.. أحزاباً تتصالح لا تتصارع، حتى نعلم أن من يقول للحوار "لا" فقد عزل نقشه عن الجماهير، ورضي أن يكون مع "الخوالف"!! لأن الحوار سبيل "الأقوياء" الذين يتقون في أفكارهم، فلا يعجزون أو يترددون، ومن قال "لا" فقد أفلس في "الفكرة" وحق أن تسكب عليه "العَبرة"! فالتاريخ يا قومنا فضاح! ويسعدني في السطر الأخير من المقالة أن أهدي لعضو المشترك والحوثي وعضو المؤتمر والحراكي وكل الأشخاص والهيئات المتحاورة هذا المثل الياباني: "أن تكون على حق، لا يستوجب أن يكون صوتك مرتفعاً"!!