قال الشيخ "عبد السلام الخديري" أن وجود دور القرآن الكريم في القرى والعزل والمديريات هو صمام أمان من الانحراف الأخلاقي والفكري ، مؤكدا في الوقت ذاته انه لا يمكن أن تتجسد الوطنية الحقيقية إلا من خلال هؤلاء الشباب والشابات الذي قال أنهم جيل المستقبل الواعد ، لا فتا إلى أن من لا يعرف ربه لا يعرف والديه ولا يعرف وطنه ولا يعرف مجتمعه ، كما لا يعرف لغيره إحسانا ولا جميلا . ووفي كلمته بحفل تخريج الدفعة الثانية من حفاظ وحافظات القرآن الكريم في قرية قرعد بمديرية الرضمة بإب يوم أمس الخميس قال الخديري إننا وإذا ما احبينا بلادنا فعلا فينبغي أن ندعم مثل هذا التوجه ، لأن هذا الجيل الذي تربى على القرآن هو وبلا شك صمام أمان . ودعا الخديري للتأكد من صحة ذلك لدى الإخوة العاملين في البحث الجنائي وأقسام الشرطة والنيابات حيث تنتشر الجريمة في الأماكن التي لا يوجد بها محاضن تربوية لأبنائنا وبناتنا ، داخل المدن أصبح مسجل لدى الأجهزة الأمنية حارات بأكملها ، حارات تقلق فيها السكينة العامة وتكثر فيها الجريمة الأخلاقية والجنائية وعندما تسأل تكتشف أن هذه الأحياء ليس فيها دار قرآن ولا مسجد فاعل ، خرج الأبناء إلى الشارع وتعلموا أخلاق الشارع أصبحوا أبناء شوارع فأقلقوا السكينة العامة . وفيما قال الخدري أن بلادنا اليوم بلادنا على مفترق طرق ، دعا الجميع للتعاون من أجل ديننا ودنيانا ومحاربة الأفكار المنحرفة والضالة التي قال أنها صارت تهددنا على حين غفلة من الآباء وانشغالهم بلقمة العيش التي طحنت البلاد طحنا وانشغال الأجهزة الأمنية والحكومية في البناء وتشكيل ملامح اليمن الجديد . وأوضح الخديري بقوله انه في ظل هذه القترة الانتقالية الحرجة والخطرة هناك أفكار ضالة ومنحرفة تتلقف أبنائنا وبناتنا وتدفعهم نحو تفجير أنفسهم تحت طائلة مكافحة أمريكا واسرائيل والموت لأمريكا واسرائيل ، وفي الأخير مات أبنائنا وقتل آبائنا وأمهاتنا وشرد اخواننا ودمرت مدننا وأشيع التخريب في بلادنا جراء هذه الأفكار أن يفجر أن الانسان ويقتل مسلما آمنا ثم يدعي انه سيدخل جنات تجري من تحتها الأنهار وهو يقرأ قوله تعالى "ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاءه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما " . وأن كانت التسمية فلن ينصر دين الله سواء كانت المسميات أنصار الله ، انصار الشريعة ، فالأسماء لا تغير من المسميات شيئا ولو كانت الأسماء تغير شيئا لسمى ابليس نفيه نبي الله وهو إبليس الملعون في كتاب الله تعالى . ودعا الخديري القائمين على تلك المحاضن التركيز على أن يترافق فيها الأنشطة التربوية لأن حافظ القرآن بلا تربية سيكون كشريط في مسجل يقرأ القرآن لكن لا يتأثر ولا يمكن أن يتخلق بأخلاق القرآن فقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يحفظون القرآن خمسا خمسا يحفظونها ثم يحفظون أهلهم ويعلمون بها قبل إلى غيرها . كما دعا إلى ضرورة أن يتعود الحفاظ على الحديث والإلقاء وأن يكونوا منارات هدى للمجتمع قوارب نجاة ، أنابيب إطفاء، فجيل القرآن هو جيل التغيير كما تمنى أن يوجهوا بالتعلم بالمعارف الدنيوية فيكون حافظ القرآن متقنا للغة الانجليزية والكمبيوتر ، متقنا للمهن. وأضاف : نريد حافظ القرآن متقنا للمهن وأن لا يعتبر حفظهم للقرآن الكريم حرفة يقتات منها وإنما هي شرف يحمله اضافة إلى مهنته يقتات منها ويعمل منها . وقال الخديري : نريد أن نضع حدا للبطالة وأن يكون الجيل الصاعد هو جيل الذي سينتقل بمستقبل أوطاننا لنضعها في مصاف الدول المتقدمة لأن الجيل السابق والأنظمة الذين انهك الوطن العربي كله هم أولئك للذين تولوا مقاليد الأمور وليس لهم مقربة في القرآن ولا يعون ما الذي بداخل القرآن ونريد من أبنائنا وبناتنا الذين حفظوا القرآن أن يؤهلوا انفسهم فيكون منهم الطبيب والمهندس ومنهم الرئيس والوزير والسفير وغيره . وكان الخديري قد هنأ في مستهل حديثه أولياء أمور كوكبة الحفاظ والحافظات ببشارة النبي الكريم ، مؤكدا بأن حضور مثل هذه المناسبات هو شرف للإنسان أيا كان نوع حضوره معلما أو متعلما محبا أو منفقا. وكان قد ألقى الأخ "المقداد الهمداني" مدير الدار كلمة ترحيبيه أوضح خلالها جملة من الأنشطة والجهود التي قامت وتقوم بها الدار في سبيل تطوير الأداء والارتقاء منذ الوهلة الأولى حتى اليوم ، شاكرا كل الخيرين والمساهمين في انجاح تلك الجهود والوصول بها .إلى ما هي عليه اليوم . وكانت دار القرآن الكريم في قرية قرعد بمديرية الرضمة في محافظة إب اليوم الخميس بتخريج الدفعة الثانية من حفظة القرآن والبالغة عددهم 28 حافظا وحافظة في حفل رعاه محافظ إب القاضي "أحمد عبد الله الحجري" . . وفي الحفل قدمت "فرقة العين الفنية" باقة من الأناشيد الرائعة نالت اعجاب الحاضرين ، كما ألقى الشاعر "مجيب الرحمن غنيم" قصيدة شعرية أثنى خلالها على الحفاظ والحافظات وجهد الخيرين من أبناء المنطقة وخارجها على دعمهم للدار وتعليم القرآن الكريم والعلوم الشرعية ، فيما أقيمت احتفالية أخرى في الظهيرة حضرته المئات من النساء لتكريم الحافظات وتسليمهم شهادات التخرج . حضر الحفل المئات من وجهاء ومشايخ المنطقة وقيادات السلطة المحلية بالمديرية يتقدمهم مدير أمن المديرية المقدم "صلاح المقبلي" وممثلين عن مجموعة من دور القرآن بالمناطق المجاورة ومنظمات المجتمع المدني .