بثت قناة اليمن الفضائية لأول مرة بعد منتصف ليل أمس الجمعة فيلماً وثائقياً عن حياة الرئيس الراحل إبراهيم الحمدي تناولت فيه حياته منذ الطفولة,في خطوة عدها مراقبون من ثمار الثورة الشعبية التي أطاحت بنظام الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح. وظهر في البرنامج الذي بث أول تقاريره عن الحمدي تحت عنوان "أعلام صنعوا تاريخ اليمن الحديث" عدد من أقارب وأصدقاء الرئيس الراحل إبراهيم محمد الحمدي الذين عاشوا معه منذ طفولته وتنقله في عدد من المدن اليمنية، من بينهم شقيقه الحاج محمد محمد الحمدي وعدد من أصدقائه ومن عرفوه خلال مراحل حياته.
وأشارت القناة إلى أنها ستبث في وقت متأخر من ليلة السبت، الأحد (حوالي الساعة 2) حلقة ثانية عن حياته تتناول الفترة التي تولى فيها رئاسة اليمن، وأسرار نجاحه في العملية التنموية في اليمن.
ويقول الصحفي الناصري,محمد شمسان,إن الفضل يعود في التطور الذي حصل في القناة الأولى للبلاد,هو للثورة الشعبية والتي يعد بث برنامج وثائقي عن الرئيس الراحل إحدى ثمارها في التحول السياسي.
واعتبر شمسان,وهو سكرتير صحيفة " الوحدوي ",الناطقة باسم التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري,ذلك تعبير حقيقي لانتصار الأهداف النبيلة لثورة التغيير التي أسقطت نظام صالح الذي صادر حرية الناس على مدى أكثر من ثلاثة عقود.
وأضاف في تصريح ل " الصحوة نت ", :لقد بات من الواضح أن النظام السابق لم يعد يمتلك زمام الأمور في اليمن السعيد والدليل أن يستعيد الموطن اليمني أجمل الذكريات مع الرئيس الشهيد إبراهيم محمد الحمدي هذا الرجل العظيم الذي أراد نظام الرئيس المخلوع أن يغيبه عن ذاكرة اليمنيين.
ولد الرئيس الراحل عام 1943 في قعطبة التابعة لمحافظة الضالع حاليا ومحافظة إب سابقا وتعلم في كلية الطيران، ولم يكمل دراسته وعمل مع والده القاضي في محكمة ذمار في عهد الإمام أحمد يحيى حميد الدين، وأصبح في عهد الرئيس عبد الله السلال قائداً لقوات الصاعقة، ثم مسؤولاً عن المقاطعات الغربية والشرقية والوسطى.
تعرض للإبعاد من اليمن إلى مصر في عهد دولة آل حميد الدين قبل أن يعود إلى اليمن عقب اندلاع ثورة 26 سبتمبر عام 1962م.
في عام 1972 أصبح نائب رئيس الوزراء للشؤون الداخلية، ثم عين في منصب نائب القائد العام للقوات المسلحة، وفي 13 يونيو 1974 قام بانقلاب عسكري أبيض أطاح بالقاضي عبد الرحمن الأرياني في حركة 13 يونيو 1974 و قام بتسليم سلطات الرئيس وأعضاء المجلس الجمهوري إلى القوات المسلحة التي اجتمعت ممثلة في القيادة لعامة وكبار الضباط .
انتهج سياسة معادية لمصالح شيوخ القبائل وحاول إخراج اليمنيين من ولاءاتهم القبلية و عمل على محاربة الفساد و إنهاء الفوضى السياسية التي كان يشهدها اليمن والتغيير النسبي الذي طرأ على اليمن مرده سياسيات الحمدي, فقد شهدت اليمن في عهده نهضة ثقافية واقتصادية استطاعت إخراجه من آثار الحكم الإمامي.
اغتيل في حادثة غامضة هو وأخاه عبد الله الحمدي في 11 أكتوبر 1977 عشية سفره إلى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية لإعلان بعض الخطوات الوحدوية في أول زيارة لرئيس شمالي إلى الجنوب.