استطاعت ثورات الربيع انتزاع الخوف من قلوب شعوبها بل القضاء عليه واستطاعت إزالة وهم أن الأنظمة المستبدة الفاسدة المفسدة قوة لا تقهر وأنها ستحكم مدى الحياة وستورث الحكم، وبثورات الشعوب وتضحياتها ظهرت أن هذه القوة قوة وهمية كرتونية وأن المال الذي بأيديهم والجيش العائلي تحول كسراب بقيعة, ولكن بقايا هذه الأنظمة وفلولها لم تيأس وتقوم باستخدام كل ما لديها من قوة وثروة وإعلام، للعودة إلى ما قبل الثورة، وهذا ما شاهدناه في الانتخابات الرئاسية المصرية من الدعم اللامحدود داخلياً وخارجياً لأحمد شفيق الذي مني بهزيمة منكرة أمام ثورة الشعب، وكان بقايا النظام في اليمن وغيرها يستعدون للاحتفال بنجاح شفيق فخيب الله آمالهم وحلمهم، وفي اليمن لا يزال المخلوع وفلوله يعمل ليلاً ونهارا للعودة إلى ما قبل الثورة وإفشال المبادرة الخليجية وإفشال الرئيس وحكومة الوفاق وذلك من خلال ما بقي معه من قوة في الحرس والأمن وحادثة وزارتي الداخلية والدفاع آخر أوراق المخلوع وعصابته، وما يبذله من المال الذي نهبه من أموال الشعب في شراء الذمم ودعم بعض القوى التي يقودها ويديرها بطريقة مباشرة وغير مباشرة كالقاعدة والحوثيين وبعض الحراك المسلح إضافة إلى بعض بقايا النظام الموجودين في المؤسسات الحكومية، كالكهرباء والماء والبلديات وصناديق تحسين المدن وغيرها والذين يقومون بتخريب الخدمات لإثبات فشل حكومة الوفاق ونشر اليأس وأنه ليس بالإمكان أحسن مما كان، إضافة إلى ما تقوم به الآلية الإعلامية للمخلوع والثورة المضادة من إشاعات كاذبة والإرجاف ونشر للفوضى وتعمد للاختلالات الأمنية ونشر للفوضى وتمجيد للفساد والمنجزات الوهمية ولا يزال المخلوع وعصابته يعيشون على وهم الزعامة والمنجزات العظيمة، ولكن هيهات هيهات هيهات أن يظن المخلوع أنه يستطيع خداع الشعب أو يعيد عجلة التاريخ إلى الوراء، فقد فاته القطار والثورة الشبابية الشعبية السلمية مستمرة وسائرة نحو تحقيق أهدافها يوما بعد يوم ابتداء من تشكيل حكومة الوفاق وانتخاب رئيس الجمهورية بإقبال وأصوات لم يسبق لها مثيل، ثم ما يتم من هيكلة للجيش والأمن وتحرير المؤسسات المالية من عصابة المخلوع كالمؤسسة الاقتصادية والتبغ والبنك المركزي وكاك بنك وغيرها وتحرير الأعلام المرئي والمقروء من قبضة العائلة ثم تحرير أبين وشبوة من قاعدة المخلوع، ويكفي أن يأتي عيد الفطر هذا العام بدون المخلوع صالح وعمار وطارق ومقولة والعوبلي وقيران والصوفي وغيرهم وأن يصوم الناس رمضان بدون أصوات المدافع والدبابات وبدون أزمة الغاز والديزل وغيرها ورغم كل العوائق التي يضعها المخلوع وعصابته إلا أن هناك أمورا تحققت في الواقع فعلينا جميعا أن نقف موقفا واحدا مع الرئيس وحكومة الوفاق حتى تتحقق كامل أهداف الثورة، وعلى المخلوع وعصابته أن يعلموا بأن تمردهم لن يعيدهم إلى الحكم ولكن سيقودهم إلى السجن ولن تنفعهم حصانة ولا غيرها ويعلموا أن جرائمهم ومؤامراتهم مرصودة ومكشوفة ومفضوحة، وعلى عقلاء المؤتمر أن يحددوا موقفهم ووجهتهم إما مع المستقبل أو مع المخلوع وماضيه المظلم الذي أصبح من خبر كان، وعلى الرئيس هادي وحكومة الوفاق أن يتخذوا القرارات الشجاعة والقوية التي تؤدي إلى اجتثاث كل مآسي وفساد الماضي، وأخيرا على المخلوع وعصابته ومن يقف معه من الثورة المضادة أن يوقنوا أنهم يعيشون أحلام الوهم وسيحصدون الأوهام الزائفة (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)، ورحم الله الشيخ العلامة محمد بن سالم البيحاني القائل: وأصل الخير أن يبقى دواما وأما الشر فهو إلى زوال