قال الباحث في جامعة عدن الدكتور "عبد العليم باعباد" أن الإصلاح كحزب سياسي ذي توجه إعلامي منذ تأسيسه تميز أداءه بالمسؤولية والعقلانية والمرونة فهو حزب وطني يكاد يكون مستوعب للأسر اليمنية كلها اجتماعيا وجهويا وسياسيا. و في مداخله له بندوة "تقييم مسار الاصلاح اعلاميا وسياسيا" التي نظمتها دائرة الإعلام بإصلاح الضالع قال باعباد أن ما تميز به الاصلاح خلال العقدين الماضيين هو أنه مسئولا بلا سلطة أو حكيما عندما وجد الآخر حاكما بلا مسؤولية وأن والإصلاح عامل توازن فكري وإقليمي ودولي فكونه ذي مرجعية اسلامية فهو عامل جذب لكل معتنقي الفكر الاسلامي وعامل تشذيب وتهذيب لهؤلاء الشباب من الغلو والتطرف وعمل على فلترة وتنقية كل المنضوين في لوائه .
كما أشار إلى أن الاصلاح وباعتباره امتداد للحركة الاسلامية المعتدلة فنتصور كيف سيكون علية حال الشباب الاسلامي ازاء ما عانوه وما يشعرون به من ظلم وجور ؟؟ وكيف لو ان هذه الحركة الممتدة من الشرق الى الغرب ومن الجنوب الى الشمال وبعدها وامتدادها الزمني .
وفي ورقة أخرى عن الدور الاعلامي للإصلاح تحدث الصحفي "عبد الرقيب الهدياني" رئيس تحرير صحيفة خليج عدن أشار خلالها إلى الدور الذي اضطلع به الاصلاح وإدراكه لأهمية الإعلام وتأثيره في المجتمعات ، لافتا إلى تقديم الاصلاح لعدد كبير من الصحفيين والاعلاميين الذين مارسوا المهنة بكل شفافية وانفتاح على مختلف القوى الوطنية بعيدا عن الانغلاق والتحيز.
ولفت الهدياني إلى ما مثلته محافظة الضالع التي قال أنها وبجهد عدد من الصحفيين تعد من أهم وأكثر المحافظات تفاعلا إعلاميا في العقد الماضي منذ تأسيسها في 98م ، مشيرا إلى أن 60% من صحفيي الضالع ينتمون للإصلاح وقد نقلو ما يحدث بدافع مهني بحت دون تعصب لحزبهم، موضحا إن أول صحيفة شهرية ثم تحولت إلى أسبوعية تصدر من الضالع هي صحيفة العطاء الإصلاحية التي تأسست في 1998م وقال الهدياني: انه يستطيع الجزم بأن القسم الأكبر من أرشيف الحراك الشعبي والسياسي والثقافي في محافظة الضالع ، هو بعدسات وصحفيين وصحف إصلاحية، ويكفي هنا التأكيد أن الصورة الأولى لأول تجمع لجمعية المتقاعدين وهي نواة الحراك كانت بعدسة صحفي إصلاحي في الضالع .
وقال الهدياني انه يكاد يجزم بأن الصندوق الأسود للحراك الجنوبي " الإرشيف" موجود لدى الصحفيين الإصلاحيين في الضالع ولحج وردفان وأبين وعدن وحضرموت ( أنيس منصور- ياسر حسن- سمير حسن- غازي العلوي- فؤاد مسعد – نصر المسعدي- منصور بلعيدي- وليد باعباد – ابراهيم علي ناجي – زكي السقلدي وغيرهم كثير).
وأكد الهدياني بأن صحيفة "العطاء" الأسبوعية الاصلاحية تعد الاولى بامتياز في الضالع وهي التي واكبت الحدث وعاشت هموم ابناء المحافظة وكان لها دور كبير في كشف الفساد وتعريته ونقل كل أحداث الضالع ونشر الثقافة الحقوقية للناس، وكانت هذه الصحيفة بمثابة مدرسة تجمع كل الأطياف وعلى رأسهم الحراكيين أنفسهم ونتذكر منهم الدكتور المعطري ومساهماته في الصحيفة .
الدكتور محمد عبد الكريم باعباد الأمين العام للمكتب التنفيذي للإصلاح بالضالع كان قد ألقى كلمة أشار خلالها إلى المراحل التي واكبت مسيرة الاصلاح خلال العقدين الماضيين وما قدمه من نموذج مع شركائه في الحياة السياسية في سبيل التحول الديمقراطي والتداول السلمي للسلطة وصولا إلى مرحلة الثورة السلمية التي ساندها الاصلاح بكل ما يملكه من امكانات مادية وبشرية.
وكان قد ألقى رئيس إعلامية إصلاح الضالع "محمد عبد المجيد باعباد" كلمة رحب من خلالها بالمشاركين في الندوة وكافة الحاضرين، مؤكدا ادراك الإصلاح حجم التحدي الكبير الذي يواجهه الوطن على مختلف المستويات .
وقال باعباد أن عملية القراءة والتقييم لمسيرة الاصلاح جانب مهم يعتقدون بضرورته ويفضلون أن يأتي ذلك من قبل الآخرين للاستفادة منها في مسيرة العمل الوطني المشترك .
وفي مداخلته قال الصحفي "احمد حرمل" أن الاصلاح هو الحزب الاسلامي الوحيد في الوطن العربي الاكثر تنظيما والأكثر انفتاحا على الاخر ، مشيرا إلى بعض الاخطاء التي رافقت مسيرة الاصلاح وهي في العمل السياسي وذلك من قبيل أن الاصلاح غلب العمل التكتيكي على الاستراتيجي في كثير من القضايا المهمة كما هو الحال في انتخابات الرئاسية 2006 حين غرد رئيس الحزب الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر خارج السرب بإعلانه تأييد مرشح السلطة علي عبد الله صالح ضد مرشح حزبه واللقاء المشترك المرحوم "فيصل بن شملان" وهو كذلك ما سرى على رئيس مجلس شوراه "محمد علي عجلان" الذي برر تأييده لعلي صالح بالحفاظ على جمعية خيرية يرأسها ويدعمها صالح .
الشاب فاروق صالح علي رئيس دائرة الشباب في تنسيقية قوى الثورة الجنوبية تعجب في مداخلته من البعض حين يتحدث عن الاصلاح وسرقته للثورة وعدم الافساح للآخر في الوقت الذي قال أن قيادات المعارضة وفي مقدمتهم الاصلاح لم يغادروا مقراتهم والغرف المغلقة في محافظة الضالع؟؟!!! فعم من يتحدث هؤلاء ، مشيرا إلى أن الشباب هم وحدهم وعلى رأسهم شباب الإصلاح في حقيقة الأمر من تجرع مرارات العذاب في الساحات ورابطوا الأشهر ولازالوا حتى اليوم .
حضر الندوة وقيادات الأحزاب وأكاديميين وصحفيين وممثلين عن منظمات المجتمع المدني ، إضافة إلى عدد من الشخصيات الاجتماعية والثقافية وقيادات نسائية .