قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان,إن ما لا يقل عن 66 شهيداً سقطوا اليوم الخميس بنيران قوات النظام السوري في أنحاء متفرقة من البلاد,في حين أسقط الجيش السوري الحر اليوم الخميس مروحية للجيش النظامي قرب دوما بريف دمشق بعدما حقق في الأيام الماضية تقدما ميدانيا في المنطقة الحدودية مع تركيا. وفي الوقت نفسه تجدد القصف جوا وبرا على حلب وحمص ودير الزور ومناطق أخرى مخلفا عددا من الشهداء. وقال التلفزيون السوري إن مروحية عسكرية سقطت في منطقة تقع جنوبي شرقي ضاحية دوما التي تتبع إداريا لمحافظة ريف دمشق, دون أن يشير إلى سبب تحطمها.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان بعد ذلك بقليل أن المروحية أُسقطت بنيران مقاتلي الجيش الحر في منطقة تل الكردي قرب دوما (13 كيلومترا شمال شرق دمشق).
وكان مقاتلو الجيش الحر أسقطوا في السابع والعشرين من الشهر الماضي مروحية للجيش في حي جوبر بدمشق بينما كانت تشارك في القتال.
قصف متجدد
وتجدد في الأثناء القصف الصاروخي والمدفعي منذ ساعات الصباح الأولى على أحياء حلب التي يسيطر عليها الجيش السوري الحر.
وقال ناشطون إن طائرات الميغ قصفت أحياء الصاخور والميسّر وطريق الباب والشعار, وتحدثوا عن جرح أربعة على الأقل بينهم طفل وامرأة بعد سقوط قذيفة قرب مخبز بحي الصاخور. وفي ريف المدينة, قتل ثلاثة أشخاص صباح اليوم في غارات جوية على بلدة بزاعة وفقا للجان التنسيق المحلية.
وقالت لجان التنسيق وناشطون إن الجيش السوري قصف صباح اليوم أحياء في مدينة حمص بينها حيا الخالدية وجوبر، مما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن شخصين وجرح العشرات. كما قتلت سيدتان في مدينة الرستن التي حاول الجيش السوري اقتحامها فجر اليوم تحت غطاء من القصف.
وقال الناطق باسم الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبد الله للجزيرة إن الجيش الحر الذي يسيطر على المدينة أفشل محاولة الاقتحام. من جهتها, ذكرت شبكة شام أن ثلاثة أشخاص قتلوا في قصف على مدينة تلبيسة بريف حمص أيضا.
وتحدث ناشطون أيضا عن غارات شنتها طائرات الميغ صباح اليوم على أحياء في دير الزور، مما تسبب في تدمير مبان وجرح عدد من السكان. كما تحدثوا عن قصف بلدة المزيريب في درعا, واقتحام بلدة إزرع في المحافظة ذاتها.
ووفقا للمصادر ذاتها فقد اقتحمت القوات النظامية اليوم حي القصور في حماة, في حين قتل طفل برصاص قناص في حي التعاونية بالمدينة. وفي بلدة عرطوز بريف دمشق, قتل شخصان أحدهما جراء التعذيب حسب شبكة شام.
مخيم اليرموك
وفي دمشق, تحدث ناشطون عن عمليات جديدة دامية للقوات السورية في مخيم اليرموك حيث سجلت أمس إعدامات ميدانية حسب المصدر ذاته.
وقال محمود نصار عضو التنسيقية المحلية للجزيرة إن القوات النظامية اقتحمت صباح اليوم حديقة فلسطين بالمخيم وأعدمت ثلاثة أشخاص واعتقلت خمسين آخرين.
وكان ناشطون قالوا إن القوات النظامية أعدمت أمس أربعين شخصا في حي الحجر الأسود ومخيم اليرموك في دمشق، وأكدوا أن بين هؤلاء خمسة عشر فلسطينيا.
مكاسب
ميدانيا أيضا, حقق الجيش الحر مزيدا من التقدم خاصة في المنطقة الحدودية مع تركيا.
وسيطر مقاتلو الجيش الحر في اليومين الماضيين على معبر تل أبيض (في محافظة الرقة), بعدما كانوا سيطروا في وقت سابق على ثلاثة من مجموع سبعة معابر, بينها معبرا السلامة وباب الهوى.
وقالت الكتائب التي سيطرت على معبر تل أبيض إنها قتلت 15 جنديا نظاميا وأسرت ثلاثين آخرين. وذكرت تقارير أن القتال استمر حتى مساء أمس حيث يسعى الجيش السوري إلى استعادة المعبر.
وفي حلب, قال الناطق باسم المجلس الثوري لحلب وريفها أبو عبد الله الحلبي للجزيرة إن الجيش الحر استعاد السيطرة على حي صلاح الدين الذي كان خسر أجزاء مهمة منه في الأسابيع القليلة الماضية.
وفي مقابل المكاسب المحققة عند الحدود مع تركيا, انسحب مقاتلو الجيش الحر من أحياء العسالي والقدم والحجر الأسود بدمشق وسط تصاعد كبير لوتيرة العمليات العسكرية للقوات النظامية وفق ما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس.
كشف تقرير استخباري غربي النقاب عن استخدام إيران طائراتٍ مدنية في نقل عسكريين وكميات كبيرة من الأسلحة إلى سوريا عبر الأجواء العراقية, لمساعدة الرئيس بشار الأسد في مواجهة معارضيه.
وقال التقرير -الذي اطلعت رويترز على نسخة منه من مصدر دبلوماسي في الأممالمتحدة- إن الطائرات تطير من إيران إلى سوريا عبر العراق بشكل شبه يومي حاملة أفرادا من الحرس الثوري الإيراني وعشرات الأطنان من الأسلحة لقوات الأمن السورية والمليشيات التي تقاتل المعارضة.
وتحدث التقرير عن طائرتين من طراز بوينغ 747, وقال إنهما تستخدمان في عمليات نقل الأسلحة, وكانتا ضمن 117 طائرة شملتها عقوبات فرضتها وزارة الخزانة الأميركية. وجاء في التقرير الذي بثته رويترز نقلا عن دبلوماسيين غربيين أنه جدير بالتصديق وأن إيران أبرمت اتفاقا مع العراق لاستخدام مجاله الجوي.
ورجح الدبلوماسيون أن طهران وبغداد لم تعقدا أي اتفاق رسمي "وإنما تفاهمًا غير رسمي على عدم طرح أي أسئلة بشأن احتمال وجود عمليات نقل أسلحة إلى سوريا".
جاء ذلك بينما أوصت لجنة الخبراء في الأممالمتحدة بإضافة شركة الطيران الإيرانية "ياس إير" إلى القائمة السوداء الخاصة بالأممالمتحدة لمساعدتها طهران على التغلب على حظر السلاح الذي تفرضه المنظمة الدولية.
وكانت تقارير لجنة الخبراء تتحدث في السابق عن شحنات من الأسلحة الإيرانية إلى سوريا عبر تركيا وليس عبر العراق. وفي هذا السياق, قال تقرير المخابرات الجديد إن مثل هذه الرحلات الجوية عبر المجال الجوي التركي توقفت.
وكان مسؤولون أميركيون قد قالوا في وقت سابق من الشهر الجاري إنهم طلبوا إيضاحات من العراق بشأن الرحلات الجوية الإيرانية, وهدد السناتور الأميركي جون كيري بإعادة النظر في المعونة الأميركية لبغداد ما لم توقف مثل هذه الرحلات.