أكد خبراء اقتصاديون أن مبلغ المليار دولار أميركي الذي أودعته السعودية في البنك المركزي اليمني مؤخرا سيحقق استقرارا في قيمة الريال اليمني مقابل العملات الأخرى، وتحسنا في ميزان المدفوعات. وكانت السعودية قد أودعت مليار دولار في البنك المركزي في مطلع أيلول/سبتمبر الجاري.
وقال الدكتور طه الفسيل أستاذ الاقتصاد بجامعة صنعاء لموقع الشرفة أن "تدعيم العامل النفسي له أثر كبير في استقرار أسعار الصرف وفي إعطاء مزيد من الثقة بالاقتصاد اليمني حيث أن غياب العامل النفسي في فترات من العام 2011 أدى إلى انخفاض كبير في سعر الريال اليمني أمام العملات الصعبة".
وشدد على أن الوديعة السعودية ستمكّن اليمن من الاستفادة من احتياطه النقدي إضافة إلى دعم استقرار العملة ودعم ميزان المدفوعات.
وحث الفسيل المانحين على اتخاذ خطوات مماثلة لخطوة السعودية باعتبار أن "ارتفاع الإيداعات سيكون له تأثير إيجابي على العملية الاقتصادية والاستثمارية برمتها وسيدعم استقرار العملة في ظل زيادة الطلب على العملة الصعبة لتلبية حاجة الاستيراد، مما سيؤدي إلى انخفاض معدل التضخم خصوصا مع الارتفاع العالمي لأسعار المواد الغذائية".
وقال مدير عام العلاقات العامة في البنك المركزي، يحي الكستبان، في حديث للشرفة إن ما قدمته السعودية لليمن سيدعم استقرار العملة ويدعم ميزان المدفوعات خصوصا وأن البنك المركزي تكفّل خلال الفترة الماضية بتغطية أنشطة الاستيراد للمواد والسلع الأساسية منذ العام 2011.
وأضاف الكستبان "إن المؤشرات تشير إلى أن عجلة التنمية ستعاود الدوران وأن ذلك سيتطلب من البنك جهودا إضافية لتغطية هذه الأنشطة، وبالتالي ستلعب الوديعة السعودية دورا محوريا في تثبيت استقرار العملة وتخفيف الضغط المتوقع على البنك في الأيام المقبلة".
وفي سياق متصل، استبعد اقتصاديون أن تساهم الوديعة السعودية في انخفاض سعر الريال، حيث قال الخبير الاقتصادي علي الوافي للشرفة "ليس المهم انخفاض سعر الريال باعتباره ثابتا وأية تغيرات فيه ستكون مقلقة للمستثمرين وللتنمية، بل أهمية الوديعة تكمن في دعم ميزان المدفوعات وتخفيف الضغط على الريال وتحقيق استقرار في أسعار الصرف".
وأضاف الوافي "لا أتوقع تحسن الريال ونحن لا نريد هذا التحسن لأن الريال مستقر منذ عدة شهور أمام العملات الأخرى، والارتفاع أو الهبوط لا يخدم عملية التنمية والاستثمارات ورؤوس الأموال".
ولفت الوافي إلى أن المؤشرات الأولية تفيد باستقرار سعر الصرف خلال الشهور الماضية، مؤكدا أن هذا مفيد ليس فقط لعمليات الاستثمار ومشاريع البنية التحتية، بل أيضا لعملية الاستيراد "حيث يستورد اليمن سنويا ما قيمته 10 مليارات دولار من السلع الاستثمارية والتجارية مما يخلق ضغطا كبيرا على الاحتياطي النقدي وميزان المدفوعات".
من جانبه، قال أستاذ الاقتصاد بجامعة صنعاء، الدكتور محمد الميتمي، للشرفة إن المؤشرات الاقتصادية تعكس حالة من التفاؤل بسبب وديعة المليار دولار السعودية.
وقال "هذا سينعكس إيجابا على تحسن أسعار الصرف ولو نسبيا، خصوصا في ظل التحسن المستمر في الحالة الأمنية والذي لا شك أنه سيعيد الثقة بالاقتصاد اليمني".
ويشهد سعر صرف الريال اليمني منذ عدة شهور حالة من الاستقرار، فيما يتوقع أن تسهم الوديعة السعودية لليمن في تثبيت استقرار العملة وتخفيف الضغط المتوقع على الاحتياطي النقدي.