أكد رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة أن عدن كانت وستعود أفضل مدينة في المنطقة اذا ما اوليناها الاهتمام والرعاية اللائقة بها وبمكانتها وموقع مينائها الفريد.. مشيرا الى المكانة التي كان يحتلها ميناء عدن كثالث ميناء في العالم وأهمية إعادته الى هذه المكانة باعتباره المدخل لازدهار اليمن". وقال باسندوة في كلمته التي ألقاها في الحفل الفني والخطابي الذي اقيم اليوم بعدن احتفاء بذكرى 30 نوفمبر " إن عدن ستكون على موعد ونهضة كبيرة ان شاء الله في القريب العاجل". واستطرد قائلا "مدينة عدن لها مكانة خاصة في نفسي ففيها ولدت وولد أبي من قبلي فيها، وتحت ثراها يرقد أبي وجدي، فهذه المدينة فيها ترعرعت وتعلمت وعشت فيها اجمل ايام النضال، وفيها اعتقلت ومنها نفيت وكل أهلها اهلي، ولي ذكريات فيها اعتز بها". ولفت الاخ باسندوة الى ان عدن كانت زهرة المدائن في المنطقة كلها، واصابها للأسف الذبول، لكن سيذهب هذا الخريف ويعود ربيعها وتزهر عدن من جديد.. مؤكدا انه آن الاوان لمدينة عدن ان تستعيد بريقها فقد عانت هذه المدينة كثيرا. وقال" عدن هذه المدينة الجميلة احتضنت كل ابناء اليمن من الشمال والجنوب ومن خارج اليمن وبالتحديد من ابناء الكومنولث، لندرك ان الاحتكاك بحضارات العالم شيء ضروري". ولفت بهذا الخصوص الى التفاوض الجاري بين هيئة الاستثمار واحدى الشركات الخليجية الدولية لإقامة مشروع مدينة جسور الخير والذي يعتبر من اكبر المشاريع الاستراتيجية التي من شانها احداث نقلة نوعية في واقع المدينة واهلها. وتطرق رئيس الوزراء في سياق كلمته الى الافاق المستقبلية لليمن الجديد والدور المعول على الحوار الوطني في حل كافة قضايا الوطن.. وقال" انصح الجميع بحكم تجربتي وقد بلغت هذا السن ان نحتكم الى العقل وان تسود الحكمة والبصيرة، وان تكون مصلحة اليمن مقدمة على ما سواها من المصالح الذاتية والحزبية والمناطقية". وأشار الى مؤتمر الحوار الوطني الشامل المرتقب.. وقال " هناك مؤتمر حوار وطني سيطرح فيه كل شيء دون سقف محدد ولا خطوط حمراء، فلماذا لا يحضر الجميع ويشارك فيه ويطرحون مواقفهم ورؤاهم ووجهات نظرهم". وأضاف" من يتشبثون بمواقفهم المتشنجة سيضرون بالوطن ويجرون بلدهم الى الهاوية، فنحن لا نريد ان يكون احد مغلوب وواحد منتصر، نريد ان نكون جميعا منتصرين وينتصر الوطن". ولفت الاخ باسندوة الى ما اعلن مؤخرا عن اجتماع مرتقب لوزراء دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي مع المعارضة الجنوبية في الخارج والداخل باتجاه دعم الحوار الوطني والدفع بكافة الاطراف للمشاركة في المؤتمر.. وقال "علينا ان نستمع لنصائح من يحبون اليمن ويحرصون على امنها واستقرارها". وأضاف" بهذه المناسبة السعيدة التي نجتمع فيا يجب ان ننسى خلافاتنا وان نتسامح مع بعضنا ونضع مصلحة اليمن فوق كافة المصالح". من جانبه رحب محافظة عدن المهندس وحيد علي رشيد بالحضور واشار الى ان عدن التي كانت مطمع الاستعمار تواكب اليوم مرحلة البناء والانجاز .. مضيفا انه وبتكاتف ابنائها استقرت اوضاعها وتأمنت خدماتها بصورة مقبولة تدفع لبذل المزيد . وثمن محافظ عدن توجيهات رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء واهتمام اعضاء الحكومة في تخفيف معاناة مواطني عدن جراء الانقطاعات الكهربائية من خلال رفد المحافظة بالطاقة الاسعافية 60 ميجاوات والتخفيف من ازمة المياه بعد تركيب مولدات اسعافية قدرها 3 ميجاوات ومشروع حفر ابار جديدة . وقال ان هذه التوجيهات اثمرت ايضا عن دعم مطار عدن الدولي بمولدات كهربائية اخرى ومؤخرا تمت المناقصات للبدء بمشاريع الكهرباء بتكلفة 6 مليارات ريال ولم تعد مشكلة نازحي ابين عقبة امام التعليم .. لافتا الى ان مكتب التربية والتعليم استعاد 76 مدرسة من اصل 80 كان يقطنها النازحون الذين غادروها طواعية . ولفت محافظ عدن الى انه سيتم تزويد مستشفى الجمهورية بمختبر مناظير حديث بموجب توجيهات رئيس الجمهورية وان قطاع الصحة سيشهد مشاريع ترميم وانشاء مرافق صحية لتحسين الوضع الصحي .. مضيفا انه جرى قبل ايام تدشين العمل بالدفعة الاولى من اليات النظافة والتي وصل منها 24 سيارة نقل مخلفات بتكلفة 205 مليون ريال من اصل 47 سيارة . واشار رشيد الى انه يجري حاليا التحضير للمؤتمر المحلي الاول للنظافة المزمع عقده منتصف الشهر الجري والذي يهدف الى جعل النظافة قضية الجميع .. منوها بان مقترح الموازنة العامة للعام القادم 2013م تضمن عدد من مشاريع البنى التحتية والخدمية في مختلف المجالات . وأكد محافظ عدن اهمية ايلاء المحافظة مزيدا من الاهتمام خاصة في جوانب العناية بميناء عدن ليستعيد وضعه الطبيعي كميناء دولي في منطقة استراتيجية ومنح مجال الطاقة عناية استثنائية سواء في التوليد او الشبكة التحويلية والايفاء بالالتزامات فيما يتعلق بتزويد عدن بمائتي ميجاوات للعام 2013م وتأمين خدمات المياه وحفر وانشاء مشاريع استراتيجية بديلة لضمان استمرار وصولها للمواطنين وتحسين خدماتها خاصة مع تجاوز العجز اليومي 40 الف متر مكعب بالاضافة الى صيانة شبكة المجاري بصورة عاجلة وتنفيذ مشاريع جديدة في هذا المجال واستمرار دعم النظافة في المحافظة حتى تستقر الاوضاع . ونوه رشيد الى ان نوفمبر لم يحمل ذكرى الاستقلال فحسب ولكنه حمل ذكرى توقيع اتفاقية الوحدة في العام 1989م وكذا مرور عام على المبادرة الخليجية وما اعقبها من تحولات توجت بانتخابات توافقية لرئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي في 21 فبراير 2012م .. مؤكدا ان الواجب الوطني يحتم علينا اليوم تغليب مصلحة الوطن والعمل على انجاح مؤتمر الحوار الوطني لبحث كل المشكلات والخروج برؤية موحدة لحلها وتجنب اضاعة الوقت في مماحكات تضر بالوطني وتهدد امنه واستقراره .