من متابعتي للضربة الإسرائيلية على قطاع غزة في نوفمبر الماضي، ومعرفتي بتحيز «الجزيرة» تجاه القطاع لم أجد أنها أعلنت عن استشهاد 14 شخصاً وإصابة 46 آخرين، في يوم واحد، كما أعلنت الداخلية اليمنية الأحد، عن حوادث الطرقات لليوم السابق السبت. وفي 17 يونيو 2010 أعلنت عن وفاة 127 شخصاً، وإصابة 825 آخرين، وفي نهاية 2009 أعلنت عن وفاة 3041 شخصاً، وإصابة 19828 آخرين، كحصاد وقرابين للطرقات، خلال ذات الفترة، وفي أكتوبر الماضي ارتفع الحصاد الرسمي لأرواح الناس إلى 258 شخصاً، بزيادة عن وفيات نوفمبر 2011 الذي وصلوا 207 أشخاص، وإصابة 902 آخرين. أما في 6 مايو 2012 فقد فرّحتنا الداخلية، وقالت: إن وفيات حوادث الطرقات من 2006 إلى 2011 بلغت 16832 شخصاً كلهم يمنيون، والمصابون بلغوا 94 ألفاً و491 شخصاً، فقط... العدد قليل لأن الدولة، وفي المقام الأول وزارتا الأشغال والداخلية حريصون على أرواح الناس، الله يحفظ المسئولين حقنا... بالثلاجة، والكهرباء تطفأ، يا رب. إذا جمعنا عدد القتلى خلال 2012 في أفغانستان والعراق وفلسطين، مضافاً لهم ضحايا العنصرية في ميانمار، لن يصل عددهم 2462 والمصابين 8187 شخصاً، لكننا وصلنا إلى ذات الرقمين في ضحايا حوادث العام الماضي، حسب إحصائية الداخلية التي أعلنتها أمس الاثنين. عباد الله اصبروا وصابروا ودعمموا، فقد قذف بنا القدر تحت عجلات احتلال شركات المقاولات، وكلها بمليكة رجال القبيلة، وتولت إحدى الشركات قبل سبع سنوات مناقصة مجاري مدينة القاعدة، وشوهت وجه المدينة، وحولت الشوارع إلى أخاديد، وعندما سألت مقاولها عن السبب، رد: اضغطوا على الحكومة تزيدني 800 مليون، فوق المليار الأولى، وأنا «عاكملها»، قال ذلك بعد أن كان أنكر معرفته، ورمى التهمة على الشركة الصينية، التي تولت المقاولة بنصف القيمة، وهي شركة من الباطن، خولها بالعمل. لا تنتظروا من أحد عمل شيء، لا حل إلا الفيدرالية، ليستلم المشائخ الأموال، وليتولوا المقاولات، ولكن من نصيب محافظاتهم، لا داعي لأن ينقلوا وباءهم إلينا؛ لأننا نعيش في عصر اللادولة، وإلا كيف كانت جميع الطرقات، بلا استثناء مخالفة للمواصفات والمقاييس المتفق عليها في عقد المقاولة. لو أن أحد الأرقام السنوية للضحايا ظهر في كامل دول الاتحاد الأوروبي لخرجت الشعوب تحرق زعماءها بالشوارع. في تاريخ الأساطير أن البحارة كانوا يقدمون الذبائح والتمائم، قرابين لشراء مرضاة آلهة البحر، حتى لا تغضب عليهم، وعلينا أن نقدم نصف الشعب اليمني قرباناً لفساد حكومتنا، وإرضاء للمبندقين، ملاك شركات المقاولات!. الجمهورية [email protected]