أحيا شباب الثورة في العاصمة صنعاء الذكرى الثانية لمجزرة جمعة الكرامة والتي راح ضحيتها 56 شهيداً ومئات الجرحى من شباب الثورة المعتصمين بساحة التغيير بصنعاء برصاص أمن وبلاطجة الرئيس المخلوع. واختار المتظاهرون أن ينظموا وقفتهم في الشارع الذي وقعت فيه " المجزرة " وأمام منزل أحد المتهمين. وطالب شباب الثورة في المهرجان الذي أقيم اليوم في جولة الشهداء بمحاكمة مرتكبي الجريمة بحق الثوار مطلع العام قبل الماضي . وأكد عبدالغفور المسوري في كلمة الشهداء على ضرورة محاكمة القتلة واسترداد الأموال المنهوبة ومواصلة الثورة حتى تحقيق كافة أهدافها التي راح ضحيتها خيرة شباب الثورة في مختلف محافظات الجمهورية . واتهم المسوري القوى السياسية المشاركة في الحوار تحت سقف واحد مع القتلة بأنهم متساهلون في محاكمة القتلة ، مطالباً رئيس الوزراء باستكمال مستحقات جرحى وشهداء الثورة . وناشد المسوري شباب الثورة لمواصلة ثورتهم حتى تحقيق كافة أهدافها وفاءً بما عاهدوا الله عليه ووفاء لدماء الشهداء الذين سقطوا في أحداث الثورة من أجل الوطن . وطالب المحتجون بنزع الحصانة عن الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح ومحاكمته مع معاونيه لقيامهم بإعطاء أوامر بقتل المتظاهرين. كما دعوا إلى إطلاق سراح الشباب المعتقلين على ذمة أحداث الثورة والقابعين في السجون حتى اليوم . وتشير منظمة هيومن رايتس ووتش إلى أن هناك مؤشرات على أن عددا من كبار المسؤولين السابقين والحاليين بالحكومة لعبوا دوراً في المذبحة ( جمعة الكرامة ) ثم لم يتم اتهامهم بشيء. وقالت في أحد تقاريرها أنه " بدأت محاكمة ضد القتلة المزعومين في سبتمبر 2012 لكن توقفت بعد أن طلب محامو الضحايا اتهام بعض كبار المسؤولين. هذا فضلاً عن قيام الرئيس السابق علي عبد الله صالح بإنهاء عمل النائب العام السابق عبد الله العلفي بعد ستة أسابيع من أعمال القتل، عندما طلب العلفي إحالة المشتبه بهم الأساسيين إلى الاستجواب، وبينهم مسؤولون حكوميون ". وتابعت " ما زال أكثر من نصف المدعى عليهم ال 78 المتهمين بأعمال القتل، غير خاضعين للاحتجاز ويُحاكمون غيابياً في محكمة غرب أمانة العاصمة صنعاء الابتدائية. ومن بين الهاربين من العدالة الشخصان اللذان يعتبران العقل المدبر للهجوم، وهما ابنا محافظ محافظة المحويت الموالي لصالح وقياديان بجهاز الأمن، بل إن وزير العدل أعلن في الذكرى السنوية الأولى لأعمال القتل أن "الجناة الحقيقيون هربوا وليس في السجن غير المتواطئين والمساندين". وتعد مجزرة جمعة الكرامة نقطة تحول مفصلية في حركة التظاهرات ضد صالح,حيث انشق عن نظامه ضمن داعيات زلزالها القوي العشرات من المسؤولين الحكوميين والدبلوماسيين إلى الانشقاق والانضمام إلى جانب المعتصمين.