مرت ثورة الشباب الشعبية السلمية على مدى عامين ماضيين بالكثير من المراحل التاريخية التى سيخلدها التاريخ فى ذاكرة الاجيال اليمنية ، فقد كتبت فى يوم 19 مارس 2011م مقالا نشر فى المواقع والصحف الثورية مجزرة شهداء التغيير كرت احمر لرحيل النظام وذلك بعد مجزرة جمعة الكرامة في 18 مارس 2011 الذي اهتزت فيه مشاعر كل الوطنيين من المدنيين والعسكريين وأعلنوا وقوفهم الكامل مع ثورة الشباب الشعبية ثم كتبت فى يوم 21 مارس 2011 م مقالا اخر بعنوان (هل أصبحت ثورة الشباب مغناطيسا لكسب مؤيديها) تم نشره فى مواقع وصحف يمنية وهو اليوم الذي أعلنت فيه قيادة أنصار الثورة بقيادة مستشار رئيس الجمهورية لشئون الدفاع والأمن حاليا تأييدها للثورة وتبعتها الكثير من ابناء القوات المسلحه والأمن بكل فئاتها وقد كان لدى قيادة انصار الثورة سابقا تكتيكاتها العسكرية فى إظهار التأييد لبعض المناطق وإخفاء البعض فى اكثر المناطق العسكرية رغم تأييدها ودعمها للثورة يوم 21 مارس 2011 اليوم الذي انحازت ارادة الجيش مع الشعب وليس مع الحاكم المستبد ومع ذلك تم التريث فى اعلان التأييد ، مما جعل النظام السابق آنذاك يشك فى ولاء الجيش والأمن وبخاصة قوات الامن المركزى والنجدة والحرس الجمهوري وشعر ان تلك الورقة قد كسبتها ثورة الشباب الشعبية ، فلجأ صالح الى ورقة القبيلة فلم تستجيب له مما جعله يلجأ الى ورقة البلطجة وإغرائهم بالمال والسلاح ولكنها كانت ورقة خاسرة أيضا ، فتعلق صالح بالمبادرة الخليجية حتى تكون له مخرجا من محاكمة الثورة وخوفا المال الحرام الذي كسبه طوال حكمه من حقوق الشعب المظلوم ، وقد كان يريد من انصار الثورة ومؤيديها من الاحزاب والمنظمات رفض تلك المبادرة حتى يكسب دعم الخليج لإفشال الثورة ، ولكن حكماء السياسة استطاعوا ان ينجحوا فى الايقاع به فى شباك المبادرة الخليجية والتوقيع عليها كونها تحقق مطالب التغيير بعيد عن الدماء والحرب الاهلية التى كان يعد لها الفرعون المستبد. ولذلك فإن من اهم الواجبات بعد قرارات النصر لثورة الشباب الشعبية هو التطلع الى تحقيق الحكم الرشيد والدولة المدنية لكي يقود اليمن الجديد الى طريق التنمية الشاملة وبناء الدولة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وتعليميا فكم نحن بحاجة اليوم الى إيجاد نهضة تعليمة شاملة لتعويض سنوات الضياع الماضية للأجيال والتحاقهم في سلك البطالة المقنعة . ولذلك جاءت القرارات الرئاسية الأخيرة كورقه أخيره للقضاء على الثورة المضادة التي بدأت تثير الفتن والمشاكل في بعض المناطق اليمنية سواء بين المدنيين او العسكريين مما جعل الرئيس هادي يستشعر بالخطر الذي قد يحدث لو لم يصدر القرارات الأخيرة والفاصلة لتحقيق تطلعات الشعب والثورة اليمنية في بناء يمن موحد قائم على اساس الحكم الرشيد والدولة المدنية فيه التعايش وثقافة الحوار ، فيه المواطنة المتساوية والشفافية ومكافحة الفساد والمشاركة المجتمعية في بناء الوطن . ومن أجمل ما في تلك القرارات هو تحويل مقر قيادة انصار الثورة الى حديقة 21 مارس 2011 اليوم الذي اعلن فيه الجيش دعمه ومساندته للثورة الشعبية وكان بمثابة اليوم الذي قصم نظام الحكم الفردي وزاد من الجذوة والمتانة والعزة والانضمام لثورة الشباب من كل فئات الشعب اليمن مدنيين وعسكريين وقبائل وغيرها فقد كان لاختيار هذا الاسم مكانه تاريخية وسيكون لهذه الحديقة العامة والتي نريدها ان تكون شبيهه بحديقة الازهر في القاهرة كما نرجو ان يكون هناك مكانا ومتحفا لجمعة الكرامة وشهداء التغيير من القوات المسلحة والشباب. كما نطالب ان تكون الحديقة عامة للمواطنين والزائرين من كل مكان تتبع امانة العاصمة ولا نريد خصخصتها لأي شركات عالمية كما في حديقة السبعين ، والتي اصبحت مطاعم وأماكن للأغنياء فقط بل نريدها مكانا لأبناء الشهداء والجرحى وذوى الاحتياجات الخاصة أي أجمل حديقة لكل اليمنيين . [email protected] *عضوا المجلس الرقابي لحماية الثورة الشعبية