إن أمن وأمان الشعوب إنما يتحقق من خلال إرادة سياسية حقيقية صادقة وإدارة واعية مخلصة وعارفة الأولويات وأوضاع شعبها ومؤثرة الشعب على نفسها ومتواضعة في عيشها دون تميز عن شعبها إدارة أو قيادة تجوع ليشبع الشعب وتسهر لينام وتتعب ليرتاح وتضحي من أجل الشعب تتحلى بالمسئولية وبالرعاية لشعبها تطبيقاً لحديث (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته...). أما متى ما أصبحت الإدارة تشبع لتجوّع شعبها وتنام ليسهر وترتاح ليتعب وتستأثر بالخيرات والثروات وتعبث بها وتتنصل عن رعايتها ومسئوليتها لشعبها ولا يهمها بأي وادٍ هلك الشعب ففي هذه الحالة فعلى الدنيا السلام وتصبح هوية الإدارة تتكلم عن المنجزات العظيمة وكلها وهم كما قال المثل (أسمع جعجعة ولاأرى طحيناً) .. إن الأمن والأمان والاستقرار لا يتحقق إلا من خلال توفير الأمن الغذائي والعيش الكريم والأمن العام (الذي أطعهم من جوع وآمنهم من خوف) .. ومن خلال إقامة العدل وإزهاق الظلم (عدلت فأمنت فنمت ....) كما قيل لعمر رضي الله عنه، فأين الأمن الغذائي والعيش الكريم والغالبية العظمى من الشعب أصبحت تحت خط الفقر؟ وأين فرص العمل الآمنة وغالبية الشباب بطالة؟ وأين الأمن العام والمواطن أصبح لايأمن على نفسه ولا على ماله؟ أين الأمن والعدل غائب والقضاء ينصر الظالم ولا ينصف المظلوم والضعيف لايصل إلى حقه وهذا هو الواقع الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم: (إنما أهلك الذين من قبلكم كانوا إذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد وإذا سرق فيهم الشريف تركوه) أين الأمن المائي والمواطن بدون ماء؟ أين الأمن الكهربائي والمواطن بدون كهرباء؟ أين الأمن الصحي والمواطن لايجد أبسط متطلبات الصحة وأمراض السرطان والكبد والفشل الكلوي وحمى الضنك تفتك بالشعب؟ أين أمن الاستثمار والمستثمرون تنهب أراضيهم وتصادر في عدن وتعز والحديدة والمكلا وغيرها؟ أين الأمن والأمان والريال يهرول بدون بريك وأصبح المستثمر والتاجر يتعامل بالعملات الأجنبية .. أين الأمن والأمان الأجور منذ خمس سنوات لم ينفذ فانضم الموظفون إلى الفقراء والمساكين .. أين الأمن وقانون والنضال السلمي يقمع بالحديد والنار .. أين الأمن والمواطن يجري ليلاً ونهاراً بحثاً عن الديزل والغاز .. أين الأمن وتهريب الأطفال أصبحت تجارة رابحة، أين الأمن والأمان والاختطاف والفدية صارت عرفاً عاماً أين الأمن والغاز يباع بثمن بخس للخارج والديزل يهربه المتنفذون والبترول لا يعلم كم المستخرج والمصدر .. أين الأمن وميناء عدن تؤجر بأرخص الإيجارات أين الأمن والأمان وفائض البترول ذهب إلى جيوب الفاسدين والمتنفذين أكثر من اثنا عشر مليار ونصف دولار أين الأمن والطائرات المحلية والخارجية تقصف الأبرياء في المعجلة ومأرب وشبوة أين الأمن في صعدة والمحافظات الجنوبية وغيرها. أين الأمن ورئيس الوزراء يهدد بانهيار الاقتصار المنهار والعملة المنهارة أين وأين وأين .. الأمن والأمان هو للمتنفذين في النظام في البروح الفارهة والسيارات الفاخرة والمعاشات العالية غير المنظورة والأرصدة الخارجية. لعل الأمن الذي يقصده النظام خارج اليمن في واق الواق.. نذكر النظام بالحديث: (إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخده لم يفلته). وتلا قول الله: (وكذلك أخذ ربك إذا أخد القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد).