سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بازرعة:نريد الخروج بسياسات تفضي لبناء مؤسسات صحيحة للدولة تعالج مشاكل التنمية أكد أن الكثافة السكانية فرصة ذهبية إذا أحسن استغلالها وتأهيلها وتدريبها ..
يتربع الوضع الاقتصادي على رأس سلم المشكلات التي تعاني منها اليمن، وبالتالي فإن معالجة المشكلات الاقتصادية، وايجاد التنمية الشاملة أصبحت الهم الأبرز، والمقدمة لحلحة عدد من المشكلات الأخرى، خصوصاً في ظل استعداد المجتمع الدولي لتقديم مساعداته لليمن، لإيجاد تنمية حقيقية. ولا شك أن مؤتمر الحوار الوطني يضع الهم الاقتصادي ضمن أهم المشكلات التي يجب أن يضع لها الحلول والمعالجات، ولذلك فقد كان إحدى فرق العمل التسع المنبثقة عن مؤتمر الحوار هو فريق "التنمية المستدامة والمتكاملة والشاملة" الذي التقينا رئيسه رجل الأعمال أحمد أبو بكر بازرعه، وطرحنا عليه قضايا التنمية وتحدياتها، وما الذي سيقوم به فريقه من مهام من أجل التنمية والوضع الاقتصادي في اليمن.
حاوره/ عبدالله المنيفي * هل لك أن تطلعانا على مهام فريق التنمية في مؤتمر الحوار وما الذي يمكن أن يقدمه؟ - أولاً نشكر صحيفة الصحوة على تسليطها الضوء على فريق التنمية في الحوار، أما عن مهام فريق التنمية المستدامة والمتكاملة والكاملة والشاملة فهو معني بعشر قضايا كلها مهمة، ابتداءً من القضية الاقتصادية وترشيد الموارد والدعم الخارجي، والتعليم والصحة والتنمية البشرية، والتنمية الثقافية والسياسية والاجتماعية، ودور الدولة والقطاع الخاص والمجتمع المدني والأفراد في التنمية، هذا كلها قضايا كبيرة في الحقيقة ودسمة، وهي من حسن الطالع من القضايا التي تتحدث عن المستقبل ولا تتحدث عن الماضي، صحيح أننا سنقف على الماضي وعلى الواقع اليوم من باب استشراف المشاكل الموجودة والتعرف عليها واستطلاع أوضاعها، حتى تمكنك من وضع الرؤى والتصورات لنوعية الإصلاحات التي ستوضع في كل قطاع من هذه القطاعات.
* في إطار هذه المهام ما هي الخطوات التي قطعتموها؟ - بداية أول ما قمنا به في فريق العمل الذي يتكون من 80شخصاً، هو حصر الكفاءات والخبرات الموجودة داخل الفريق، وبفضل الله سبحانه وتعالى فريقنا زاخر بالعديد من الكفاءات في مجالات التعليم والاقتصاد، وفي الصحة، الكثير منهم تقلدوا مناصب مهمة في الحكومة، وبرلمانيين، أو في الشورى، وأساتذة جامعات ورجال أعمال، يعني اعتقد أن فريق التنمية هو أفضل فريق من حيث الخبرات والكفاءات.
* هل ترى أن هناك انسجاماً كافياً بين أعضاء الفريق لإنجاز قضايا كبيرة ينتظرها الناس؟ -اعتقد أن الانسجام بين أعضاء الفريق هو أمر طبيعي؛ لأن القضايا التي نتحدث حولها مساحة الخلاف فيها قليلة، يعني لا أحد سيختلف في أنه يريد تعليم جيد، وصحة جيدة للجيل القادم، فمساحة القضايا الخلافية جداً قليلة في هذا الفريق؛ لهذا أتوقع أن الفريق سيخرج بنتائج –إن شاء الله- طيبة.
* تم توزيع الفريق إلى مجموعات، تقف كل مجموعة على مجالات معينة من مجالات التنمية.. كيف تم ذلك؟ - وزع الفريق إلى أربع مجموعات، ووزعت القضايا العشر على المجموعات الأربع، بطريقة فيها نوع من التناغم والتقارب، ووضعت الخطط العامة من كل المجموعات الأربع، وكذا الخطط التفصيلية، ومن الفرق المصغرة تحت كل مجموعة، والآن بدأنا في التنفيذ، يعني بدأنا في القراءة والاطلاع وتكوين المعرفة في كل قضية من القضايا، بالاستماع إلى العديد من المسئولين والجهات، ومنظمات المجتمع المدني، من ضمنها نقابات وجهات حكومية، ومسئولين دولة، هؤلاء كلهم جاءوا واستمعنا إليهم، وما زال لدينا في الجدول هذا الأسبوع إلى منتصف الأسبوع القادم في استماع وفي مقابلات وقراءة، حتى يتعرفوا على حجم المشاكل ويبدأ بعدها التحليل لوضع كل قضية من القضايا، ثم نقترح المعالجات والحلول والسياسات التي نراها، ثم تعرض على إجمالي الفريق لاعتمادها ورفعها للمؤتمر.
* تقارير التنمية البشرية والمنظمات الدولية والمحلية تتحدث بالأرقام عن واقع مخيف للتنمية في اليمن، آخرها تقرير أكد أن 600ألف طفل يمارسون أعمال تفوق مستوى أعمارهم.. هل يعي أعضاء الفريق حجم المخاطر المحدقة؟ - ما ذكرته صحيح في أن هناك الكثير من التقارير، وهناك تراكم كبير جداً من الدراسات والبحوث والوثائق في كل قضايا التنمية، لكن نقطة يجب الوقوف عليها وهي الاستماع لبعض المختصين من باب تكوين الصورة، وأقول يجب أن لا نخلط، دورنا نحن ليس تقديم حلول الآن، نحن نريد أن نخرج بسياسات تفضي إلى بناء مؤسسات صحيحة للدولة التي تستطيع أن تعالج المشاكل هذه بصورة صحيحة ومنهجية.
* يعني هذا أن دوركم سيقتصر على وضع السياسات.. لكن الناس ينتظرون حلولاً عملية؟ - صحيح أن دورنا الأساسي أن نخرج بدستور، ونصوص دستورية تضمن معالجة للقضايا التي نتكلم عليها، لكن في الحقيقة يجب أن تنصب هذه النصوص الدستورية لبناء مؤسسات الدولة بصورة صحيحة؛ لأن الدولة هي المعنية بمعالجة كل مشاكل التنمية على المدى الطويل، يجب أن لا يتوقع الناس أننا نخرج غداً من المؤتمر نحل قضايا البطالة في يوم واحد، هذا غير ممكن، وكذلك مشاكل الصحة أو التعليم، نحن نريد أن نبني مؤسسات دولة بشكل صحيح وسليم وهي التي تقوم بمعالجات لهذه المشاكل، وإن شاء الله نتغلب عليها في فترة قياسية، لكن المهم هي آلية الرقابة والمتابعة لدولة المؤسسات، إضافة إلى المؤسسات التشريعية والتنفيذية، ومنظومة المؤسسات هذه هي التي تبني الدولة، الدول ليست هيكلا، لكنها عبارة عن منظومة مؤسسات تقوم بمتابعة قضايا واحتياجات الناس، وعليها آليات رقابية، وآليات الشفافية والمتابعة، هذه كلها منظومات متداخلة ببعضها.
* بعيداً عن تقييم المنظمات والتقارير المحلية والدولية، ما تقييمكم في الفريق كمعنيين لواقع التنمية في اليمن، وكيف ستعملون على إيجاد حلول حقيقية؟ - الواقع الحالي للتنمية لا يخفى على كثير من الناس، لكن النقطة الأساسية كيف نستطيع أن نتحرك من هذا الواقع في اتجاه المعالجات، وهذا ما سنقوم به، نضع السياسات، ونضع الأطر الصحيحة والمواد الصحيحة التي نعتقد أنها ستعالج هذه الاختلالات الكبيرة في قضايا التنمية، مثلاً النصوص الدستورية في الدستور الجديد، وهي التي ستقوم بالمعالجات، لكن هناك بعض القضايا تحتاج تدخلات عاجلة مثل قضايا الإعمار في صعدة، وهي لو شبهناها مثل الحريق في البيت، تبحث أولاً كيف تطفئ الحرائق، وهذا متاح ومن المتوقع أن يقوم المؤتمر ببعض المعالجات أو التدخلات المباشرة وبعض القرارات التي ستكون ملزمة للحكومات القادمة والبرلمان القادم، إضافة إلى صياغة الدستور الجديد، فهذه كلها ستنصب في نفس اتجاه قضايا التنمية.
* تحدث خبراء اقتصاديون أمام الفريق عن مهددات وعن فرص التنمية.. كيف تنظرون إليها؟ - والله أنا لست خبيراً في التنمية، لكنا استمعنا من الخبراء كلام كثير في هذا الخصوص، صحيح أن الواقع مؤلم ومشاكل كبيرة وخطيرة تتهد التنمية، لكن بالمقابل هناك فرص ضخمة جداً، أولها وأهمها العنصر البشري.
* لكن الحكومات السابقة كانت تعتبر الكثافة السكانية كمشكلة للتنمية ومهدد.. فماذا تعتبرها أنت؟ - أنا في تقديري أنها فرصة، وفرصة ذهبية إذا أحسن استغلالها وتأهيلها وتدريبها واكسابها المهارات المطلوبة وفقاً لخطط التنمية والتصورات الاقتصادية المستقبلية، هي فرصة والعالم كله ينظر لها بأنها فرصة، ويجب أن لا ينظر لها على أنها تهديد بأي حال من الأحوال.
* مجموعة التنمية التعليمية والثقافية الصحية كانت أولى المجموعات ضمن فريق التنمية.. ماذا يعني هذا؟ - اعتقد أنها لم تكن المجموعة الأولى على أساس أنها أولويات مقدمة على باقي القضايا، فالمجموعات الأخرى تضم بقية قضايا التنمية، ولا اعتبر أن هناك تعمدا في التسلسل، وفي تقديري أنها كلها مهمة، والتوقيت يشير إلى أن كل قضايا التنمية مهمة.
* كيف تنظرون إلى دور القطاع الخاص وممثليه في الفريق، ودوره بشكل كلي في النهوض بالتنمية الشاملة؟ - اعتقد أن وجود القطاع الخاص في الفريق عامل مهم، وإن شاء الله سيضيف لعمل الفريق إضافة نوعية، واتمنى أن نستطيع أن نخرج باستفادة من الخبرات المتراكمة من القطاع الخاص، والدور التكاملي للقطاع الخاص في قضايا التنمية المختلفة لا يخفى على أحد؛ لأن القطاع الخاص اليوم أصبح متواجد في كل مرافق التنمية، في التعليم والصحة والخدمات الأساسية، والمشغل الأول للعمالة اليوم هو القطاع الخاص، فدور القطاع الخاص وممثليه في هذا الفريق لا بد سيضيف إضافة إيجابية، وسيستفاد من خبراته في هذا الجانب.
* هل أمام الفريق وضمن خططه نزول ميداني، وما طبيعة هذا النزول؟ - نعم سيكون هناك نزول ميداني، وما زلنا نضع اللمسات الأخيرة لخططنا مع الإخوة في رئاسة المؤتمر؛ لأن الأمر يحتاج تنسيقا وترتيبا مع بعض الفرق، هناك ترتيبات لوجستية فيما يتعلق بالنزول، لكن بطبيعة الحال سيكون هناك نزول ميداني لفريق التنمية وهو أمر مهم.
* ما هي الآمال التي تحملونها كفريق معني بالتنمية في مؤتمر الحوار الوطني؟ - نحن متفائلون جداً إن شاء الله في أن نرسم الصورة الجميلة التي يتمناها كل مواطن يمني للمستقبل.
* رسالتك لكل أعضاء مؤتمر الحوار الوطني ولأعضاء فريقك، ولكل المعنيين بقضايا التنمية؟ أوجه رسائل لعدة أطراف.. الإخوة في فريق التنمية عليهم دور كبير دون شك، وهم مدركين أهمية هذا الدور، أمام مؤتمر الحوار وأعضائه دور تاريخي ومهام ومسئولية كبيرة جداً، والمجتمع اليمني كله يعول ويراقب عن قرب مخرجات هذا المؤتمر، فندعوهم أن يعوا حجم المسئولية، وأن لا يخيبوا أمل 25مليون مواطن، ينظرون إليهم بترقب، ويراقبون كل حركة وكل كلمة تصدر عن هذا المؤتمر. ونتائج مؤتمر الحوار في الأخير ستفضي إلى دستور، والدستور سينزل ليستفتى عليه المجتمع اليمني، فأتمنى أن يتفاءل المجتمع اليمني ويراقب سير وتطور المؤتمر ومخرجاته يوماً بيوم وخطوة بخطوة حتى يستطيعوا أن ينجحوا هذا الاستفتاء في الأخير، لندخل في المرحلة الأهم وهي مرحلة البناء.