ما تزال محافظة حضرموت تعيش أجواء كئيبة ومتوترة لاستمرار الانفلات الأمني واستهداف القيادات الأمنية والعسكرية واستهداف الأطقم بعبوات ناسفة ، فيما تضاربت الأنباء حول من يقف وراء هذه العمليات والهدف الذي يريدونه من هذه العمليات، فقد نفى مدير أمن ساحل حضرموت العميد فهمي حاج محروس الصيعري ما نشرته وروجت له بعض المواقع الإلكترونية عن سيطرة عناصر القاعدة على مدينة غيل باوزير بمحافظة حضرموت، وأكد في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن تلك الأخبار كاذبة ولا أساس لها من الصحة وتهدف إلى زعزعة الأمن وخلق حالة من الذعر والهلع في أوساط المواطنين. ودعا العميد الصيعري تلك المواقع إلى توخي الدقة في نقل الأخبار والمعلومات وعدم فبركتها بقصد الترويج والتهويل للوصول إلى السبق الصحفي. من جهته نفى العقيد سالمين العوبثاني مدير أمن مديرية غيل باوزير ما تناقلته وسائل الإعلام من سيطرة بعض العناصر على المديرية ، وأكد ل(الصحوة ) تواجدهم من خلال العناصر التي جاءت من أبين، ومن جانبه اعتبر مدينة غيل باوزير مفتوحة مما يصعب السيطرة عليها، مصرحا أن نشاطهم يتركز في المزارع خارج المدينة . وقال أحمد عوض بن همام المدير العام لمديرية غيل باوزير ل(الصحوة ): إن الأمن في مديرية غيل باوزير غير مستقر، وعناصر الأمن الموجودة في المديرية جيدة ولكن إمكانياتها محدودة، وما تناقلته وسائل الإعلام من سيطرة بعض العناصر على المديرية غير صحيح، ولكن يوجد هناك بعض الشعارات على الجدران، والوضع في مديرية غيل باوزير هادئ، ولا ندري من أين جاءت وزارة الخارجية بهذه المعلومات؟! وأشار الأخ محمد أحمد بالطيف رئيس الدائرة السياسية للإصلاح بحضرموت إلى أن حضرموت كغيرها من محافظات الجمهورية اليمنية تشهد إختلالات أمنية غير مسبوقة تهدف إلى زعزعة السكينة العامة وخلق جو وبيئة مناسبة لبروز الظواهر غير الصحية ولاوطنية في البلد بشكل عام وأن السمة الأبرز لعمليات الاستهداف هي زعزعة الثقة لدى المواطن في كفاءة الدولة وأجهزتها الأمنية المختلفة ويتجلى ذلك في الاستهداف الواضح للقيادات والكوادر الأمنية بصورة مباشرة . حضرموت ليست استثناء لما يحصل في البلد بشكل عام لكن ما يميز حضرموت عن غيرها ويجعل لهذه الاختلالات صدى أكبر هو طبيعة المجتمع والبيئة الحضرمية التي يندر فيها حدوث مثل ذلك وحينما يحدث يكون له صدى كبير . إن واجب أجهزة الدولة أن تقوم بما هو مطلوب منها ولا تقف مكتوفة الأيدي وأخص حكومة الوفاق التي يقع على عاتقا تسيير البلد خلال هذه الفترة الانتقالية. إن حضرموت ما تزال بصورة أو بأخرى خارج إطار التوافق الوطني مما أعطى لفلول النظام السابق مجالا واسعا كي يقوموا بما يرونه مناسبا لهم خصوصا في حضرموت دون رقيب ولا حسيب. وقال عوض دويدا نائب المجلس الثوري بوادي حضرموت، نحن كمجلس ثوري وأعضاء لقاء مشترك: نستنكر وندين ونستهجن الانفلات الأمني الحاصل في مديريات الوادي والصحراء بصورة خاصة وفي حضرموت بدرجة أساسية، حيث راح ضحية هذا الانفلات الأمني العديد من الكوادر والقيادات العسكرية التي لها باع طويل في الأمن والاستقرار، والتي كما عهدناها وسمعنا عنها أنها من العناصر الحريصة على أمن واستقرار المنطقة ومعالجة الكثير من القضايا ومتابعة الكثير من الاختلالات الأمنية وبالتالي فإننا نعتقد أن استهداف هذه الكفاءات إنما هو أمر خطط بليل من قبل بقايا النظام ومن قبل من يسير في فلكهم وأعوانهم السابقين من الجماعات الإرهابية التي لا يروق لها الأمن والاستقرار وتسعى دائماً الى إرباك الأمن من أجل الاستحواذ على المنطقة، وما تردد خلال الأيام الماضية من السعي للاستيلاء على حضرموت إنما يندرج في هذا الإطار. ونعتقد أن بقايا النظام في المحافظة تتواصل مع هذه العناصر، ولذا فإننا نطالب السلطة المركزية متمثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي ورئيس الحكومة بالتعجيل بإقالة بقايا النظام لأننا نجزم بأنهم أساس هذا الانفلات الأمني ومن يقف خلفه أو من ساعد في هذه العملية في الوادي والساحل، ونطالب المجتمع بأن يكون له موقفا مشرفا من هذه الأوضاع الأمنية.