في قاعة موفمبيك يجري الحوار الوطني الشامل ويناقش أعضاؤه كل يوم ما يطرح في جدول أعمالهم ، في الشارع اليمني على امتداد البلد يتابع المواطن مجريات مؤتمر الحوار ولا يهنأ بقليل من المشاهدة حتى تنطفئ الكهرباء، يتوجه ذلك المواطن إلى أروقة مؤسسات الدولة في وحدته الإدارية فيعود ممتلئ بالإحباط مصحوباً بالسخط على نسبة الإهمال التي لم يقابل بها المواطن من قبل المتربعون على كراسي سلطاته القريبة منه ، ما يجري في صنعاء –ولو بإجماع الأطراف على أنه يسير للأمام- لا يعني للمواطن شيئاً ، إنه قريب من الدولة الحقيقية أو ما يعرف ب"الدولة العميقة" وهي المصالح المرتبطة بالمواطن واللصيقة بمصالحة وشئونه العامة منها والخاصة ، تتحدث أطراف متعددة عن تدهور سيئ خلال السنتين الأخيرتين وتؤكد تلك التوجهات المحسوبة على التغيير والرائدة فيه أن المواطن بات يلمس سلوكاً ممنهجاً من قبل السلطات المحلية تهدف إلى زرع اليأس وتشويه صورة التغيير في ذاته رئيس مركز الإعلام الاقتصادي مصطفى نصر كان من أوائل المتنبهين لخطورة هذا الوضع حيث صرح الأسبوع الماضي بأن حجم المخالفات في المجالس المحلية مهولة جداً وعلى إثر ذلك "طالب مصطفى نصر بنقل الثورة إلى المجالس المحلية في المديريات نظرا لحجم المخالفات والعبث بالمال العام في كثيرا منها، موضحا أنه من المحزن ان يتحول أعضاء المجالس المحلية المنتخبين ( البلديات) إلى عائق للتنمية وعدم مراعاة اولويات واحتياجات الشباب في الخطط التنموية على المستوى المحلي ، وأكد بأن الشباب هم قادة التغيير ولابد أن يفتحوا اعينهم للرقابة على أداء السلطة المحلية وجودة الخدمات المقدمة للمواطنين" "الصحوة نت " استطلعت آراء مراقبين حول خطورة تردي الأوضاع في المجالس المحلية والمحافظات وأثرها على عملية التغيير وماهي الآثار المترتبة على غياب الوفاق في إدارة المجتمعات المحلية فكانت تلك الحصيلة. منظومة مزورة محافظة الحديدة لا تراعي بساطة أبنائها ، إنها تصب على نار أوجاعها زيت الإهمال والفساد يقول الناشط الحقوقي والصحفي عبد الحفيظ الحطامي" من المؤسف ان المجالس المحلية التي بنيت على منظومة انتخابات مزورة ومطعون في نزاهتها ومفصلة على ما ارادها النظام البائد لا تزال تمارس نفس سياسات النظام الذي اوجدها ، وهي ضالعة في افساد الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وهي التي تتسبب اليوم في الكثير من اتساع دائرة الفساد ونهب المشاريع والتلاعب بمقدرات الناس وحقوقهم الخاصة والعامة ،" ويضيف الحطامي من خلال قراءته لملامح المجتمع ونقل أوجاعهم قائلا"اعتقد ان ثورة شعبية ومجتمعية ضد هذا الجرب المسمى المجالس المحلية يجب ان تكون لازالت ما يحدث من توسع بؤر للفساد والظلم والنهب ، المجالس المحلية المبنية على فساد ونهب وسياسة الماضي هو من يقود ثورة مضادة وهو من يعرقل مسار التنمية وهو من يسعى لتطفيش المواطن والتأكيد له انه لا تغير فالتغيير لم يغير شيئ من واقع الناس وهذا ما يحدث على الاقل هنا في محافظة الحديدة ومشاهد الفساد والظلم الاجتماعي وتشكل مظاهر الفساع واتساع رقعة القهر ونهب المشاريع وتدميرها كلها للاسف روزنامة ممارسات تريد ان تخلق ردود فعل سلبية عن الثورة الشعبية السلمية وجميعها تؤدي الى نمط حياتي يشبه مع النمط الحياتي الذي كان عليه الشعب اليمني" فساد ممنهج .. وانتقام من التغيير من محافظة ذمار يتحدث رئيس المجلس الثوري بالمحافظة أحمد حالة قائلاً"بالنسبة لمحافظة ذمار فهي حتى اللحظة لم تشهد أي تغيير إيجابي لصالح المواطن العادي الذي خرج في ثورة شعبية ضد الفساد والظلم والاستبداد والسلطة لمحلية لا تعيش بروح توافقية مطلقا ولا تتعامل مع الآخرين كشركاء في التحول التاريخ لليمن ولا زالت هذه السلطة مشدودة للماضي وما زالت تمارس سلوكيات النظام السابق فالفساد زاد أضعافا مضاعفة منذ الثورة الشعبية فهناك نهب للأموال العامة وتصرف لأشخاص بأعينهم دون رقيب أو حسيب فيما لا زال الفاسدون على رأس الوظيفة العامة ويمارسون أعمالهم دون أن يعملوا حساب لأحد ،" ويضيف مسترسلاً عن ما وصل إليه الحال" نلمس بأن الفساد يمضي بصورة ممنهجة من بعد التوقيع على المبادرة وتشكيل حكومة الفساد تسيء إلى عملية التغيير والتحول التاريخي وتسيء إلى الثورة الشعبية في محاولة من التيار المتمصلح بإيصال رسالة للناس أن التغيير كان للأسوأ " لكن رئيس المجلس الثوري بذمار يعود ليعول على المواطن الذي صنع التغيير بقوله" ولكن المواطنين يأملون خيرا في أن التغيير قادم لا محالة ويتطلعون إلى فخامة رئيس الجمهورية بسرعة تغييرات جذرية بالمحافظة ورفع الظلم عنهم وتوقيف تيار الفساد عن نهبه للمؤسسات وإعطاء المحافظة اهتمام من الرئيس والحكومة كونها محافظة مفصلية ، ونوقع أن تحدث التغييرات في المحافظة في القريب العاجل بغض النظر عن ماهية الشخص بقدر ما يهمنا تغير فعلي حقيقي يلمسه المواطن ونرحب بأي تغيير توافقي بشرط أن لا يحدث التغيير بأعاده إنتاج الفاسدين وتوقيفنا للفعل الثوري كان مشروطا لإتاحة الفرصة للحكومة برئاسة الوالد المناضل باسندوة لتحقيق برامجها دون ضوضاء أو تشويش ونحن لا زلنا متمسكين بهذه السياسة على أمل أن يتم تنفيذ الوعود التي وعدنا بها من قبل الحكومة مع دفعنا للثمن لكن إن لم يحدث تغيير فلدينا خياراتنا الثورية السلمية للتعبير عن رفضنا القاطع للسطة المحلية التي تسيء إلى أبناء المحافظة وجعلت ذمار في مربع الصفر بإهمالها لتنفيذ المشاريع الخدمية والحفاظ وإنا لمنتظرون ". حكاية فساد في مديرية الحداء بمحافظة ذمار ينتقل رفاد الفلاحي بمذكرة رسمية ممهورة بختم الجهات ذات العلاقة متجهاً إلى مكتب التربية والتعليم بالمديرية كمديراً بقرار تربوي لشغل ذاك المنصب ، لكن مبنى التربية بالمديرية يُغلق في وجه رفاد ، يقول الفلاحي أنه لم يفهم سبب اقفال المركز التعليمي وطرد الموظفين من قبل شخصيات نافذة أبرزهم ممثلي رفاد في السلطة المحلية أمين عام المجلس المحلي بالمديرية، يفترش مدير التربية بالحداء المعين الأرض وينصب خيمة أمام مبنى المركز التعليمي ويقوم بعمله من خيمته تلك منذ ستة أشهر أو تزيد ،"هناك من يقف أمام عجلة التغيير" ، العجز والشلل السلطات المحلية متوقفة ، هكذا يقول الواقع لكن المواطن يقول أن السلطات المحلية أضحت تمارس دورا خطيرا في زعزعة الأمن ، تتواتر الأخبار من محافظة صعدة عن هو المعاناة التي يعانيها المواطنين فالخوف أصبح سيد المكان هناك ، أكد المصادر بان الشاب "طه عبدالله محمد ياسين" تعرض الأحد للاعتداء عليه من قبل إحدى عصابات الحوثي بالمنطقة بقيادة المدعو زكريا ضيف عبدالله علي خبتي وبمعاونة المدعو عبدالكريم حسن مفرح جبران ، لا سلطة إذاً هنا في رازح تحمي طه ، لا أمن ولا مجلس محلي ولا محافظ أيضاً، بل أن التمييز في التعامل مع المواطنين ظاهر جلي ، في ذات نهار يقف فارس منّاع – المعّين محافظا من غير السلطات الرسمية- مستقبلاً جموعاً من الشباب التابعين للحوثي ويتحدث إليهم (في تسجيل صوتي بُث عبر اليوتيوب)مؤكداً على حفاوة استقبال الطلاب قائلاً "قمنا بإعداد محافظة صعدة منذ يومين للاستقبال والترتيب لكم، كما أن السيد يؤكد أيضاً وقد أكد إلينا وكلّفنا وكلّمنا وأرسل أبو كوثر للمشاركة وللاهتمام بتكريمكم.. فاجتمعت القيادة والسيد تكريماً.. وأبناء محافظة صعدة جميعاً تكريماً لكم" هكذا يتحدث منّاع بصوت متقطّع يخفت ويرتفع بين الحين والآخر ، صوت يعكس مشروعية الرجل الذي يغمض عينه عن الانتهاكات التي ملأت الكون ضجيجاً جرّاء أنين ضحايا الحوثي ويتلقى أوامر "السيّد" يقولها بلا خجل ويغفل عن عقله الواعي أن في محافظة صعدة نحو سبعمائة ألف مواطن يفترض أن تدار شئونهم من على الكرسي الذي يقعد عليه (منّاع) لا أن يتلقى أوامره من السيد أو أبو علي الحاكم. زراعة اليأس .. سلبية السلطات في ذمار ما إن يخيّم الليل حتى تبدأ عناصر يعرفها محافظ المحافظة ومدير الأمن كما يعرفون أبناءهم ، تبدأ بنصب البراميل في الشارع العام للمدينة لتحوّلها في غمضة عين إلى أرض خلاء يجد المسافر فيها نفسه بين فكّي عصابات تبدأ في نهب كل ما لديهم كما فعلت بالمغترب الرياشي قبل أشهر حين أخذت ما بحوزته من أموال وذهب من عائلته التي كانت بجواره في السيارة ، يقطع المغترب الرياشي آلاف الكيلومترات مع عائلته ويعبر الحدود بين المملكة واليمن ليصل إلى مدينة ذمار المكّونة من شارعين رئيسيين ليجد نفسه فريسة لعصابة نهبت أمواله وحُليّ عائلته حسب بلاغه للأجهزة الأمنية حينها ، لقد كانت هذه الحادثة في النصف الأول من الليل ، يلجأ الرياشي المغلوب على أمره صوب نقطة باب الفلاك التي تبعد عن موقع الجريمة أقل من خمسة كيلو متر لكنهم طلبوا منه التوجه نحو البحث الجنائي ، فينتظر حتى الصباح في تلك النقطة ثم يتجه إلى البحث الجنائي ويقيد البلاغ حتى اللحظة ، هكذا يستقبل المواطن في ذمار أخبار الأمن في مدينته ، إنه لا يجد مكاناً للأمل من التغيير ، فالاختلالات الأمنية المتدهورة تعزز لدى الفرد هناك رداءة الوضع حتى يكاد يصغي لمعزوفة المحافظ وحرسه القديم من المحسوبين على النظام السابق "خلو الثورة تنفعكم" يجمع الكل على أن الفساد ينخر في جسد الثورة وينهك وعي الناس ، ويكاد الجميع يتفق على أن وجوب تطهير المجتمعات المحلية من الفساد بات أكثر ضرورة وأشد وجوباً من ذي قبل .. حتى لا يتسع الخرق وينمو الوجع من جديد.