لم يكن الانقلاب العسكري على الثورة المصرية مفاجئاً لأحد، فهو يرتَّب من أول يوم صعد فيه مرسي بل ومن أول يوم سقط فيه مبارك، ولم يقف الجيش مع الشعب في ثورة يناير إلا ليلتف عليها بتعاون من قوى دولية وإقليمية تزعجها استقلال الشعوب وحريتها ولهذا رأينا مبار كة عربية بل ودعما وصل حد التدخل بشون مصر من قبل هذه الدول وبدون أقنعة أو حياء، وكأنها معركتها هي، لا معركة الشعب المصري ....لقد أخطاء الجميع في (الحسبة) وأذهلهم الشعب المصري، لقد كان الانقلاب على شاكلة الحس الأمني للنظام السابق سجونا وتكميم أفواه وتجميع جماهير مستعارة للتمجيد بالانقلاب والمؤسف أن خلافا بين الثوار جعل بعضهم ينخرطون بعلم أو بلا علم في تغطية الانقلاب الذي لا يعني شيئا سوى ذبح الثورة من الوريد إلى الوريد، وعودة بيادة العسكر على الرؤوس!! لم يفلح كل هذا فقد امتص الشعب الصدمة وخرجوا بنفس اليوم، وبدت مصر وكأنها بدأت ثورة ثانية مستمرة، وهي كذلك وأجبروا العالم على تغطية الحشود، بينما ذهب الإعلام المصري الرسمي في تلفيق صور قديمة لميدان التحرير، بل وسرقة جموع رابعة ودبلجتها ،كي تبدو من التحرير وهو ما شكل فضيحة كبرى لهم.... الانقلابيون يعتمدون على الوقت، ونفاذ صبر الشعب الثائر، ونسوا أن صبر الثورات كبير وجبار، ونفَس الثوار طويل ...فقد العسكر أعصابهم فنفذوا اكبر مجزرة وأوحش مذبحة ضد المتظاهرين السلميين، وهم يسجدون في صلاة الفجر مع نسائهم وأطفالهم، وذهب عشرات الشهداء ومئات الجرحى.... كان الهدف هو إعمال صدمة تودي في النهاية الى فض الجموع كما كان هدف مجزرة الكرامة في صنعاء، والمصريين يشبهونها بمجزرة مسجد الخليل الإبراهيمي في فلسطين، حيث قتل اليهود الفلسطينين وهم يودون صلاة الفجر بوحشية مشابهه!!..مازال المستبدون لا يستفيدون، ومازالوا يفكرون بعقلية الستينات ولم يدركوا أن الشعب تغير والزمان تغير ...لم يهرب أحد ولم يخف أحد، بل نزلت الأمهات والآباء وكل الناس، وأشعلت المذبحه الثورة أكثر وامتلأت الميادين لتقول: إن الدماء إعلان لثورة تجتث كل أوهامهم وجرائمهم! وأصبح الشهداء هم القادة ...انتهى حاجز الخوف وارتفع هدير أصوات الملايين (مش هنخاف مش هنخاف... لسى الثورة لها أهداف) حقيقة الآن الانقلابيون في ورطة، وهم يلعنون اليوم الذي انقلبوا فيه، ومن أشار لهم بذلك من أوباش الداخل والخارج ....الثورة مستمرة وقوة المجتمع تتنامى ...
وما جرى من محنة ستتحول إلى منحة، بل إلى منح ستعود خيرها على حرية واستقلال كل الشعوب العربية، فهم باستهدافهم لمصر يستهدفون حرية كل العرب، وبسقوط المؤامرة في مصر ستسقط كل الأقنعة، ويبدأ فعلا عصر جديد للأمة العربية، بلا فلول، ولا انقلابات، ولا عبيد..... وكان أسوء من المجزرة هو الإعلام الرسمي، الذي مارس كذبا فاجرا، وحاول أن يقول إن المقتولين قد قتلوا أنفسهم وفروا!! وساعدهم بذلك قنوات عربية أبرزها قناة العربية، التي تتعامل مع الشعب المصري والدم المصري بعداء يفتقد الى كل قيمة أخلاقية وإنسانية، وهو كذب لن يجدي، إلا أنه يسوِّد وجوه الكذابين والفجرة. [email protected]