أقدم شخص يبلغ من العمر 25عاما على الانتحار عصر يوم أمس الأربعاء في منطقة بني حبش بمديرية الرجم محافظة المحويت، جراء ضغوط نفسية وعائلية كان يعانيها المنتحر بسبب حالة الفقر التي كان يعيشها. وأفاد شهود عيان ل "الصحوة نت" أن " بدر حيدر حنينة " - متزوج ويعول ثلاثة أولاد- أقدم عصر يوم أمس الأربعاء على الانتحار رميا بالرصاص. وأشاروا إلى أن المذكور كان يعيش أوضاعا معيشية غاية في الصعوبة والقسوة رافقها مشاكل أسرية نتيجة للعامل المعيشي. وكان شخصين قبل حوالي شهرين في مديرية الرجم بالمحويت أقدم على الانتحار للأسباب ذاتها حيث ألقى أحدهما بنفسه من على شاهق وتجرع الآخر كمية كبيرة من السم ، وكلاهما يعولان أسر كبيرة. وتشير تقارير رسمية إلى ارتفاع معدلات الانتحار في اليمن خلال الأعوام الماضية بسبب حالة الفقر والأوضاع المعيشية الصعبة التي وصل إليها غالبية الشعب اليمني . وأظهر تقرير صادر عن وزارة الداخلية أن عدد حالات الانتحار ومحاولات الانتحار المسجلة لدى سلطات الأمن في مختلف محافظات الجمهورية خلال الأعوام (2004 - 2005 - 2006) بلغ 1401 حالة. وأوضح التقرير أن عدد الوفيات من المنتحرين في الأعوام الثلاثة بلغ 765 شخصا من الجنسين من بينهم 624 شخصا انتحروا بواسطة أسلحة نارية و141 شخصا استخدموا وسائل أخرى كالسموم والشنق وغيرهما. ومنذ العام 1995 يتضح أن عدد الحالات التي تم رصدها حتى العام2006 تزيد عن 2612 حالة انتحار معظمها لشباب وفتيات لم يتجاوزوا العقد الثالث من العمر. ويبرر علماء النفس هذه الظاهرة بالظروف المعيشية الصعبة والاجتماعية المعقدة إضافة إلى الخلافات الأسرية المتفاقمة. ويؤكدون أن الانتحار عادة ما يكون ناتجا عن أفكار قهرية أو اكتئاب أو عوز أو فشل يفضى إلى شعور واعتقاد لدى الشخص المنتحر بان الموت هو اقصر الطرق للتخلص من مشاكل الحياة حسب الدكتور عبد الكريم جباري أخصائي الأمراض النفسية والعصبية في اليمن. ويرى الدكتور فؤاد الصلاحي أستاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء أن للانتحار أسبابا متعددة منها إدمان الخمور والمخدرات والتحول غير المدروس على الثقافة الغربية باتخاذها منهجا للحياة وهو ما يؤدى بالضرورة إلى حالة من التفسخ الأخلاقي والنفسي الذي يمكن أن يكون سببا وجيها لاختصار البعض حياتهم بالإقدام على الانتحار. فيما يرى مختصون "أن الشخص الفقير يزداد عنده الإحساس يوميا بالغبن والظلم فتتولد لديه حالات العداء للآخرين ويقدم على الانتحار بعد أن يشعر بالعجز الكامل".