يا سامري: نشأت في ظلال النبوة، اختصك "موسى" عليه السلام بالرعاية، حباك الله بسابغ نعمه. فنان موهوب أنت يا سامري، تنحت من الذهب عجلاً يموج بالحياة من دقته. عالم أنت يا سامري: "بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ" سيماء الصلاح بادية على محياك, تملك سحر الكلام وقوة التأثير. سخرت مواهبك في خدمة الرسالة فنلت الثقة والتقدير من قومك. ثم ........... ثم هويت بقومك من ذرى التوحيد الذي كنت تدعوهم إليه، إلى مهاوي الشرك. خنت الرسالة، ولم تصن عهد الرسول. سخرت مواهبك للتغرير بالبسطاء من قومك. وما زالت قصتك تتكرر، فأينما وجد الطمع والغدر والخيانة تجددت قصتك. المحنة التي تمر بها بلادي انبتت أمثالك يا سامري في كل شبر. أفسدوا الأرض، لوثوا الهواء. عن أي من أمثالك أخبرك يا سامري؟ عن الشاعر الذي أبكاني وهو يتحدث عن حب الأوطان!! الذي حبب إليَّ النضال من أجل الحرية وهو يردد "من أغاني مانديلا" صدقته وهو يقول: ثلاثون عامًا وسبع عجاف يبيعون فيك.. ولا يخجلون فلا تترك الفجر للسارقين فعار على النيل ما يفعلون. فحين قمت أسترد الفجر المسروق، حرض على قتلي!!! أم أخبرك عمن كان حديثه يملأ الفضاء، يشعرنا أن كل ذرة من كيانه تتحرك من فرط حماسته وهو يحدثنا عن......... "صناعة الحياة"!!! أم أخبرك عن أصحاب العمائم واللحى، وأصحاب التيجان والصلبان!!! أم أخبرك عن أمثالك من الساسة والإعلاميين، ممن نافسوك في مواهبك، وأدخلوا خوار عجلهم إلى كل بيت. هؤلاء جميعًا شاركوا في الترويج لعبادة العجل. أضلوا أقوامهم عن طريق الحرية، وهبطوا بهم إلى سفح العبودية والذل. أيها السامري: إن نهاية عجلك معلومة لدى المؤمنين: "لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا" أما أنت، فسيلفظك المجتمع، ويلعنك التاريخ "فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ". *اخوان اون لاين