في أبريل 2013 كان مستشارو الرئيس محمد مرسي العلميين قد بدؤوا في المراجعة النهائية لمشروع التنمية المتكاملة (النهضة سابقاً). فريق المستشارين ذو التخصصات العلمية المتنوعة ظلوا شهوراً يلتقون مع عشرات من الخبراء المصريين والأجانب في شتى مجالات التنمية المتكاملة.
الاجتماعات كانت ورش عمل على أعلى مستوى. لم يكن الفريق الرئاسي مكوناً من الإخوان فحسب، بل ضم علماء من دائرة محبي هذا الوطن الغالي مصر.
في أبريل حدد الفريق لنفسه موعد 30 يونيو 2013 لطرح المشروع النهائي على الشعب بغرض النقاش العام. وكان من المفترض أن يصادق الرئيس مرسي على المخطط النهائي قبيل الطرح العام.
من قُدِّر لهم الاشتراك في صياغة هذا المشروع التطبيقي العظيم، ومن اطلعوا على مسودات ملفات كالتعليم والصحة والإسكان والزراعة والإعلام، يعلمون جيداً كم كان الجهد رائعاً.
ظني الأقرب إلى اليقين أن فريق إجهاض الثورة وتجهيز الانقلاب كانوا يتجسسون (رسمياً) على فريق خبراء التنمية المتكاملة في مقرهم بالمبنى الملحق بالحرس الجمهوري.
ومن هنا يرى مراقبون أن مخططي الانقلاب وحلفاءهم قرروا قطع الطريق على هذا الإنجاز بتحديد يوم الثلاثين من يونيو موعداً للتظاهر الممنتج المتلفز.
واصل السيسي ورهطه الانقلابي فأعلنوا المؤامرة رسمياً في الثالث من يوليو. المتآمرون لم يختاروا الثلاثين من يونيو اعتباطاً. لقد "تغدوا" بمرسي قبل أن يقدم هو وخبراؤه للشعب مشروع التنمية المتكاملة.
المشروع كان من شأنه استعادة الرئيس كثيراً مما أفقدته إياه شبكة الدولة العميقة بمخابراتها وبعسكرها ورجال أعمالها، إضافة إلى شياطين العم سام وبني صهيون.
أبشع عقوق حركي
شهدت وعرفت وقرأت عن حالات من العقوق الحركي في العقود الأربعة أو الخمسة الماضية.
أظن أن حالة سالم عبد الجليل لم يشهد لها تاريخ الحركة الإسلامية المعاصرة مثيلاً. يمكن أن يبتليك الله بابن غير بار نعم، لكن أن يتسبب هذا الابن الموتور العاق في قتل وحرق وإصابة أبيه وإخوته وأطفال ونساء القوم، فهذا ما لم تعرف له مصر مثيلاً أو سابقة.
اللهم إن لم يتب عبد الجليل وأمثاله بعد هول ما تسببوا فيه وسوغوه، فاجزه يا رب في الدنيا بما يستحق وما يشفي صدور قوم مؤمنين.
الغامدية التائبة يا سيسي
نعم حدث أن شهد التاريخ المعاصر مذابح بشعة، ونعم قرأنا عن عذابات ضمائر عجائز وأبناء أو أحفاد مرتكبيها. في تلك الحقب لم تكن البشرية قد عرفت ما نحياه من لحظية التسجيلات المتلفزة والمبثوثة للكون كله.
أظن أن الله تعالى سوف يحيى الضمائر الميتة عند كثيرين ممن قتلوا وحرقوا المعتصمين المسالمين. سيعذبهم الله فلا ينامون الليل، ولن يتحملوا في النهار شرر نظرات الاحتقار والإدانة من كل المحيطين بهم. ستطاردهم الصور التي تكشف فظائعهم وحيوانيتهم، وسنسمع حكايات عن اكتئابات وحوادث انتحار، قبل أن تحين ساعات الحساب القانوني في المحاكم إن شاء الله.
طالبت كبيرهم السيسي في تدوينة على "فيس بوك" أن يتدارك نفسه ويحذو حذو المرأة الغامدية الزانية التائبة. سعت تلك المسلمة الخاطئة إلى تطبيق الحد عليها في الدنيا، إنقاذاً لنفسها من الخلود في عذاب جهنم في الآخرة. *الحرية والعدالة