تغنت وسائل اعلام حزب " الحاكم" بتقرير البنك الدولي الذى اشار فيه الى ان سعر النفط فى اليمن الأقل عالميا ..وفى غمرة الاحتفاء تناسى هؤلاء ان المقارنة بين اليمن وغيرها من دول العالم كل العالم دون استثناء هي مقارنة ظالمة هذا ان كان التقرير بالفعل قد جاء بالصورة التى نقلتها وسائل الاعلام المؤتمرية. الأمر محزن الى درجة البكاء..ومؤسف الى درجة الكارثة ..ومخز الى درجة العار ..ان تتم مقارنتنا بشعوب العالم فقط فى رفع الدعم !! أليس من الأولى وقبل كل شئ ان نكون مثل " شعوب العالم" فى الرواتب وفى الخدمات الصحية والتعليمية والكهربائية والمائية والسكنية والأمنية ....الخ كيف يمكن ان يتحمل شعب رفع المشتقات النفطية التى تدخل في كل مفاصل حياتية اليومية ومختلف شرائحه من الموظفين المدنيين والعسكريين والعمال العاديين لايتجاوز راتب احدهم راتب خادمة فلبينية لا اقول ايضا "خادمة فى دول الخليج" بل خادمة فلبينية فى قصور بعض المسؤولين اليمنيين. وبالمناسبة ..تتقاضى الخادمة الفلبينية فى دول الخليج وغيرها من دول المنطقة راتبا شهريا صافيا لايقل عن 300 دولار امريكي "طبعا مع مجانية المأكل والمشرب والمسكن" الى جانب تذكرة السفر "كل سنتين" يتحملها الكفيل وهذا شرط الحكومة الفلبينية فيما يتعلق بتصدر عمالة منزلية الى المنطقة . مهلا..اليكم المزيد..رواتب موظفي النظافة من الأسيويين فى بعض دول الخليج يتعدى راتب المعلم اليمني ففي قطر مثلا يصل الى 1200 ريال قطري اي ما يعادل اكثر من 300 دولار..انا لا أقلل من شأن هؤلاء فهم ايضا يبحثون عن لقمة عيش ..بل هي مجرد مقارنة لا أكثر. وعليه..ندعو الى مساواتنا بغيرنا من شعوب العالم لتصبح المقارنة عادلة. نعم ..نريد من الحاكم ان نتساوى مع بقية شعوب العالم فى كل شئ وليس فقط فى رفع سعر البنزين والديزل والمشتقات النفطية الأخرى....نريد رواتبنا ان تكون مثل رواتب "بنى أدم " فى الدول العربية الاخرى التى تتشابه ظروفها وامكانياتها مع ظروف اليمن وامكانياته...نريد تعليما مجانيا يواكب التطور الذى يشهده العالم..لامؤسسات تعليمية لازالت اشبه بالكتاتيب..نريد خدمات صحية تغنينا عن شد الرحال الى دول الجوار ..وكهرباء وفق مبدأ " لصى لصي" وليس " طفي طفي" ..نريد امنا واستقرارا لاحروبا طاحنة كل عام..نريد سكنا لائقا.. ..لا مدن صفيح تأوي مئات الألاف من هذا الشعب المطحون.. نريد ماء لامدنا عطشى.... تلك ابسط حقوقنا ايها الحاكم..اضمنها لنا..وبعدها تحدث عن رفع الدعم..ام ان يرفع الدعم فى ظل هذا الوضع المأساوي فهو جرم حقيقي ترتكبه السلطة التى أدمنت ارتكاب الجرائم بحق شعب يعيش اكثر من 60 بالمائة منه على اقل من دولارين فى اليوم..وتتعدى فيه نسبة البطالة 40 بالمائة. ................. * صحفي يمنى مقيم فى الخليج – والمقال تلقته الصحوة نت عبر البريد الإلكتروني