المقيته سبب للتمزق والانحراف في الفكر والسلوك..العصبية المقيتة نتاج طبيعي للجهل والتخلف وغياب الهدف السامي والمقصد النبيل ، وهنا دليل على نقصان عقل من يحملها ويتباها بها . انها ارث لعصور من الانحطاط والتخلف والجهل والاستبداد والظلم ، والتشبث بها تشبث بالجهل والتخلف . نذكر هنا على سبيل المثال بعضاً من نتائجها السيئة على الفرد والمجتمع ومنها :- 1. الانحراف في الفكر الذي يقود إلى افساد العقيدة ، فالمتعصب كالاعمى ودائماً يعمل كسب ثقافة تعزز عصبيته وتقويها وتخلق لديه قناعة بتصرفاته المتعصبة إلى درجة القناعة بالتصرفات السيئة وحمل المعتقدات الظالة والمنحرفة لنا من التاريخ شواهد كثيرة على ذلك إلى درجة أن العصبية قادت يهود المدينة إلى نكران نبوءة محمد صلى الله عليه وسلم رغم علمهم ويقينهم بنبوءته وصدقه وتآمروا عليه وحاولوا قتله وخاضوا حروباً معه انتصاراً للعصبيه ، وما رايناه من بعض قبائل العرب التي خاضت حروب مع مجرم ادعى النبوة كذباً وزورا رغم معرفتهم بسوء خلقه وكذبه لكنهم اتبعوه بالباطل عصبية حتى قالوا أن نبي مضر خيرً من نبي قريش وهكذا على مر التاريخ كم تعصب المتعصبون للمذاهب والطوائف إلى درجة الانحراف والقبول بالخرافة واستحلال دم من يخالفهم ، فالعصبية سبب لاتباع الهوى والانحراف عن الحق. 2. سبب للكبر والغرور والتعالي على الآخرين واحتقارهم والتفاخر بالاحساب والانساب وتضخم الانا الابليسية كما كانت عند ابليس قال تعالى (قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ ). 3. توجد الطبقية داخل المجتمع ، فلان ابن ناس والاخر لا .. ، فلان اصيل وفلان غير اصيل ..! ، حتى حَطة من قيمة الإنسان كإنسان ، واهدرت كرامته وآدميته عندما جعلت الكرامه لاناس دون غيرهم ولفئة دون اخرى ، وحقرت انا دون اناس ، متجاهلين قوله تعالى (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ ) فالعصبية هدمت القيم النبيلة والاخلاق الفاضلة تنظر إلى نسب الإنسان ولا تنظر إلى خلقه ونسأل عن نسبه لا عن رجحان عقله . 4. العصبية سبب رئيسي للقتل والفوضى ، وتعزيز روح الكراهية والحقد والبغضاء وتمزيق المجتمع وتوجد جو من التوتر وتوسع الخلاف ، بالعصبية تتحول القبيلة أو الفئة المتعصبة إلى قطيع موجَّه لا يدري إلى أين ، وتقتل لا تدري لماذا قتلت ، فكم ازهقت العصبية من ارواح واهدرت من اموال وضاعت الاوقات والاعمار وكم جلبت لاصحابها من هموم ومصائب ومن فرقت من اصدقاء وكم جلبت لاصحابها من هموم ومصائب وكم فرقت من اصدقاء وكم تسببت بعداوات بين الاهل والجيران وكم يشتت من شمل وفرقت من جمع وهدمت من عمران وكم تحمل الابرياء من تبعات الارث المشؤم نتيجة العصبية ودفعوا اثماناً باهضة لمواقف لم يكن لهم بها شأن ، مواقف لم يكونوا حاضرين فيها ولم يستشاروا أو يشاركوا فيها. 5. العصبية سبب لتعطيل المواهب والقدرات لان المتعصب يعطل عقله لانه تابع فالعصبية المقته اعمت بصيرته وافسدت عقله ، فكم خُدع اناس و ضُللوا استُغلوا وتاهوا في الحياة بسبب العصبية المقيتة. 6. تستغل من قبل اصحاب المصالح الخاصة ، ورافعة للانتهازيين والمتطفلين والمرتزقة فالعصبية تؤثر المصلحة الخاصة على المصالح العامة للوطن والشعب ، فكم استغلت من قبل إلا نتهازيين والمرتزقة واللصوص وتاجروا باسمها بالقيم والاخلاق والحقوق بسببها ضُيعت الأمانة وشهد الزور، ولقد خسرت الاوطان والشعوب خسائر فادحة عندما يفوز بمجلس النواب أو يعين للمنصب الحكومي من المهم صاحب العصبية لا صاحب الكفاءة والقدرة فكم اعلت العصبية من شأن السفهاء وكم اهدرت من حقوق أو ارتكبت من مظالم ونصرت فاسدين وظالمين .لقد استخدمت العصبية المقيته في كثير من الاحيان للتعاون على الاثم والعدوان.