ما هي إلا أيام قلائل وينتهي حوار طال أمده، لأكثر من عشرة أشهر، حوار بدأناه والمواطن اليمني يتسائل: من هم شركاء الحوار؟ وعندما انتصف سأل مرة أخرى: ما هي مخرجات الحوار؟ واليوم يسأل المواطن: من سيضمن مخرجات الحوار. إن البلد لم يعد يتحمل مزيداً من الفوضى والانفلات والمكايدات السياسية، وعلى أعضاء الحوار وهم في نهاية المطاف أن يخلعوا معاطفهم الحزبية والمناطقية، وأن يلبسوا ثوباً واحداً، هو ثوب اليمن فقط. على أعضاء الحوار أن يدركوا أن التفريط في المصالح العليا للبلد يعرضنا للفتنة والمقت، وأن الحفاظ عليها يجعلهم على أنصع صفحات التاريخ المعاصر، وعلى الشعب أن يكون رقيباً لما يجري، فهناك من لا يريد للحوار النجاح، وهناك من لديه شهية للدماء والمناصب، وهناك من يتبقى بقاء البلد في هوة سحيقة من الصراعات والاضطرابات، وهناك من يريد لليمن أن يخرج إلى بر الأمان. أما يكفي خمسون عاماً من المعانة ونحن نشاهد البلدان من حولنا تتقلب في أعطاف النعم وترف العيش؟! فلا سامح الله من يريد لهذا البلد المكلوم المجروح أي سوء أو فتنة، ونرجو الله تعالى أن يسعد هذا البلد وأهله في كل مكان.