قالت القائمة بأعمال السفير الأمريكي بصنعاء كارين ساساهارا أن انتهاء مؤتمر الحوار الوطني يمثل انتصاراً حقيقياً لجميع اليمنيين، الذين قضوا فترة 10 أشهر لمناقشة القضايا والاتفاق والاختلاف بشأنها، وكانوا في كفاح متواصل للتوصل إلى أرضية مشتركة تتعلق بمستقبل اليمن. وأكدت –في مؤتمر صحفي عقدته اليوم الاثنين- بمقر السفارة بصنعاء أن الحوار الوطني في اليمن ناقش المستقبل والدولة التي يتطلع الإنسان اليمني لرؤيتها، ويطوي صفحة 33 عاماً، وبما يمكنهم من تشكيل حكومة أفضل يمكن أن يتم مسائلتها، وكذا بناء مؤسسات يحترموها ويثقوا بها، دون أن تكون وسيلة للآخرين ليزدادوا بها ثراءً ونفوذاً سياسياً. ولفتت ساساهارا إلى أن الوضع في اليمن اليوم ليس مثالياً، لكنها قالت أن العمل الحقيقي سيبدأ الآن، بحيث يحتاج اليمنيون إلى وقت لتنفيذ ما ورد في وثيقة الحوار الوطني وتحويله إلى دستور، وهي المرحلة الثانية من الفترة الانتقالية، التي وصفتها ب "المثيرة، والمحبطة أحياناً، وربما محفوفة بالمخاطر". وأوضحت أن المبعوث الأممي جمال بنعمر حدثها أن تقريره الذي سيقدمه غداً الثلاثاء إلى مجلس الأمن سيكون مختلفاً، حيث أنه سيتعاطى مع الحوار الوطني منذ بدايته وحتى انتهائه، ويقدم نتائج اختتام المرحلة الأولى من المبادرة الخليجية. وأضافت "بالرغم من اختتام مؤتمر الحوار بنجاح إلا أنه ما تزال عناصر لا تدعم نتائج هذا الحوار وتعمل على عرقلته، لكن اليمنيون يرفضون ذلك كما يرفضه المجتمع الدولي" مجددة دعم الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية في دعم المبادرة. وتابعت "اليمن تذهب اليوم إلى نيويورك منتصرة مقارنة مع بعض الأحوال المزعزعة التي نراها في المنطقة، لكن اليمن تمثل نموذجاً عن كيفية انجاز الأمر بدقة، بواسطة الحوار ونبذ السلاح، كنموذج ملهم" وعن الجهات المعرقلة أكدت أنها ليست جهة وحيدة بعينها لكن هناك مجموعات تسعى لتحقيق مكاسب مالية شخصية، وتتذرع ببعض ما ورد في الآلية التنفيذية ليستخرجوا منها عناصر معيقة تبطئ بالتنفيذ بهذا الأسلوب"، مشيرة إلى أن رفض أي جهة لنتائج الحوار يعني رفضاً لإرادة الشعب اليمني، وأن على هذه الأطراف أن تقوم بالتواصل مع الشركاء للتفاوض بدلاً من الانسحاب. وقالت أن مجلس الأمن سيستمر في يقظته ومتابعته للأمور، خصوصاً أن قراره الأخيرة في 15فبراير الماضي كان أكثر ايجابية، خصوصاً أنه ذكر اسمين ضمن تطرقه إلى أنشطة المعرقلين، مرجحة أن يكون التقرير القادم أكثر ايجابية. ونوهت إلى أن هناك مستوى من الثمن والمبالغ المطلوبة، للتحول إلى النظام الاتحادي، وحاجة الأقاليم إلى ميزانية مناسبة وموظفين كفؤين، وهو ما تعمل المجموعات المصغرة على مناقشته خلال الفترة القادمة، لكنها قالت أن هذه اللجان تحتاج إلى استقدام بعض الخبرات الفنية للاستشارة، وهذا بحاجة لوقت مناسب لنقلها إلى البنية الجديدة، مؤكدة أن المجتمع الدولي سينتظر هذه التفاصيل ليقرر دعمه لها، وحجم الدعم. وشددت على أهمية الموازنة بين المهام التي يجب تنفيذها خلال المرحلة القادمة، والجدول الزمني الذي يتم وضعه، لافتة إلى ضرورة ان يتوصل الشعب والأحزاب السياسية إلى قرارات جيدة. وتطرقت إلى وضع المعتقلين اليمنيين في جوانتانامو، حيث أكدت التنسيق مع الحكومة اليمنية لإيجاد أفضل الطرق لإعادتهم لأسرهم في اليمن. وعن اتهام الحوثيين للمخابرات الأمريكية باغتيال الدكتور أحمد شرف الدين، عبرت ساساهارا عن اسفها لهذه الاتهامات دون اثبات، وقالت أن ذلك ينم عن عدم استشعار المسئولية، ودعتهم إلى أن يلعبوا دوراً في مراكز القرار والبرلمان والحكومة، وأن يكونوا مسئولين عن تعليقاتهم العلنية. وأشارت القائمة بأعمال السفير الأمريكي بصنعاء أن على دول الخليج دور كبير لتقوم به في دعم اليمن، نظراً للقواسم المشتركة، إضافة إلى الجوار، حيث أن ما يحدث في اليمن يؤثر فعلاً على هذه الدول، وقالت إن من الأهمية بمكان أن تتوصل اليمن والسعودية إلى فهم مشترك للاتفاق حول معالجة وضع العمالة اليمنية. وأكدت على حاجة المانحين إلى أن تأتي الحكومة اليمنية إلى الطاولة بتوافق حوال المشاريع الجيدة، ليتأكد أن هذه الأموال سيتم صرفها بحكمة، كون اليمنيون أكثر دراية باحتياجاتهم وحاجات الأقاليم.