فرح الصائم بفطره ودعا ربه القبول، والتقط الناس أنفاسهم بالعيد، وفرحت الأسر بلم شملها وابتهجت بالعيد برغم منغصات كثيرة سلبت العيد بعض مظاهره، فهجمات هنا واعتقالات هناك وحرمان ينشره الفساد في كل الأصقاع كل ذلك قلل من مباهج العيد. قريباً بإذن الله ستأتي أعياد يفرح فيها الجميع، وتستعيد فيها الأعياد كامل بهجتها وتمام أفراحها. ستأتي أعياد يفرح فيها الفقير يوم أن يجد لهيب الأسعار قد خمدت، وأنياب الغلاء قد تكسرت، ولصوص الثروة والمال العام قد ضرب على أيديهم. ستأتي أعياد يفرح فيها الموظف يوم يجد راتبه يفي بحاجته، لأن المسئولين ما عادوا تجار جملة ولا متاجرين بأقوات الشعوب ولا نهابة لخيرات المجتمع. ستأتي أعياد يفرح بها معنا المسئولون بفرحة العيد الحقيقية بعيداً عن تأنيب النفس ووخز الضمير، لأنهم ما عادوا يعيشون فرحتهم على حساب الفقير والمسكين، فتلك فرحة زائفة وخادعة. ستأتي أعياد يتحدث فيها المواطن عن القمع والملاحقات والفساد كتاريخ أسود لفترة مضت وانتهت ولا تذكر إلا كوصمة عار سوداء بائسة شوهت مسيرة الثورة والجمهورية. ستأتي أعياد يأمن فيها أفراد الأمن على أنفسهم والجنود على أرواحهم من عمل إجرامي هنا أو استهداف هناك. ستأتي أعياد تستشعر فيه المؤسسات الأمنية أن مهمتها بسط الأمن وليس فتح الزنازين وأن قمع المواطن واضطهاده وملاحقته واعتقاله لمجرد أوامر انتقامية تصدر لها ليست من مهامها. ستأتي أعياد تقف فيها السلطة بمسؤولية لاستعراض حالات الناس (عسكريين ومدنيين) والعمل على معالجة أوضاعهم المعيشية والحياتية بدلاً من استعراض المعسكرات لتحريضها وتعبئتها في المكان الخطأ. ستأتي أعياد يعمل معه (الحراكيون) على استعادة زمام الأمور إلى أيديهم بعد أن انفلتت منهم فأصبحوا هم الطرف المقود بدلاً من الطرف القائد وأن كثيرا من الممارسات النزقة إنما تخدم السلطة وتصب في مصلحة النظام. ستأتي أعياد تكون لغة الحوار الصادقة هي اللغة السائدة بعيداً عن ألغام حب التسلط والأنانية التي تتربص بالوطن والمشاريع الخاصة التي تكيد له. ستأتي أعياد لا تكون فيه اليمن مختزلة بفئة أو حزب أو فرد وإنما يمن يتسع حقيقة لكل أبنائه ويفرح به كل أبنائه (ويقولون متى هو؟ قل عسى أن يكون قريبا).