تبرأت جماعة الإخوان المسلمين في مصر من العنف والإرهاب، وقالت إنها ترفض استباحة الدماء، وفصلت من يدعو إلى التكفير. جاء ذلك بعد يوم واحد من دعوة أطلقها الكاتب المصري والمفكر الإسلامي، فهمي هويدي، وطالب فيها أن تحسم جماعة الإخوان المسلمين موقفها من العنف والإرهاب. وقالت الجماعة في بيان لها، اليوم الأربعاء، وصل وكالة الأناضول نسخة منه،: "إننا جماعة نستمد أفكارنا ومبادئنا ومنهاج حياتنا من الإسلام الوسطي، ونتربى على حرمة الحياة الإنسانية وحرمة الدم، ومن ثم فمن كانت هذه عقيدته فإن من المستحيل عليه أن تمتد يده بالسوء لأحد، ولو امتدت يد الأخير إليه بالسوء". ومنذ الانقلاب العسكري على الرئيس مرسي، في يوليو/تموز الماضي، قامت سلطات الانقلاب بقتل المتظاهرين الرافضين لها واعتقلت آلافاً منهم. وأضاف البيان: "لقد تعرض الإخوان في السجون سنة 1954 وسنة 1965 لتعذيب وحشي، ذهب بحياة عدد منهم، وبعد خروجهم من السجون كان معذبوهم يسيرون أمامهم في الشوارع والطرقات فلم يتعرضوا لهم بقول أو فعل يسوؤهم، والآن وقد قتل آلاف من المصريين، وفي القلب منهم الإخوان المسلمون، في مذابح رابعة والنهضة وغيرهما، فلم يرفع أحد منهم سلاحا في وجه قاتليهم، واعتقل آلاف من قادتهم واعتدي عليهم بكل أنواع العدوان، فلم يدافع أحد منهم عن نفسه". وضربت الجماعة مثالا قالت فيه: "عندما ذهب بعض شباب الإخوان داخل السجون سنة 1965 إلى تكفير الذين يعذبونهم رفض قادة الإخوان داخل السجون فكرة التكفير، وخيروا الشباب المخالف بين أن يرجعوا عن فكرة التكفير، أو يفصلوا من الجماعة، وهو ما حدث بالفعل". وتابع البيان: "الإخوان تعرضوا لحملات اعتقال كبيرة في عهد (الرئيس الأسبق) حسني مبارك طالت حوالي خمسين ألفا منهم، وحوكم بعضهم محاكمات عسكرية، وتعرض بعضهم لتعذيب وقتل ومصادرة أموال، ولم ينجروا إلى عنف، ولم يحرزوا قطعة سلاح واحدة، وإنما ظلوا على سلميتهم". ولفت إلى أنه "عندما وقعت عملية تدمير برجي التجارة العالمية في نيويورك أدان الإخوان العدوان في نفس اليوم، وكذلك أدانوا الأعمال الإرهابية التي وقعت في السعودية (لم يحددوا لها موعدا)، وشهد لنا حسني مبارك سنة 1992 ليتحدث عنا لصحيفة فرنسية بأننا جماعة لا تنتهج العنف ولا الإرهاب، وإنما يخوضون الانتخابات المختلفة". وأشاروا إلى أنه "عندما انتشرت أعمال عنف في مصر في التسعينيات (من القرن الماضي) فإن الإخوان أدانوا ذلك بمنتهى الصراحة والوضوح، وخاض الإخوان مختلف الانتخابات، وشاركنا القوى السياسية لمؤتمرات متتالية تحت اسم (من أجل مصر)، ولا يتصور أن يصدر ذلك من جماعة إرهابية، ولا أن يستجيب السياسيون لجماعة إرهابية". وفي وقت سابق أمس، طالب الكاتب المصري والمفكر الإسلامي، فهمي هويدي، أن تحسم جماعة الإخوان المسلمين موقفها من العنف والإرهاب، وأن تمضي في مواصلة النضال السلمى لتحقيق أهداف الثورة، على أن يتم الإعلان عن هدنة من جانبهم للحفاظ علي الوطن. وتحت عنوان "ليحسم الإخوان موقفهم من العنف والإرهاب"، مضى هويدي قائلا، في مقاله اليومي بصحيفة "الشروق" المصرية الخاصة، الثلاثاء، "ما أدعو إليه هو إعلان موقَّع من قيادات الإخوان فى داخل السجون وخارجها يرفض العنف، ويدين ممارساته، ومواصلة النضال السلمى لتحقيق أهداف الثورة، جنبا إلى جنب مع فصائل الجماعة الوطنية الأخرى". وأشار إلى أن "الإخوان ومعهم تحالف الشرعية (الداعم لمرسي)، أصدروا بيانات، كما عبروا عن تصريحات ترفض العنف والإرهاب، فى مناسبات سابقة إلا أنها لم تكن حاسمة ولم تصدر عن قيادات الجماعة، فضلا عن أن التصريحات التي صدرت عن بعض أطراف التحالف بدت متناقضة معها".