بدأت مصر نهضتها قبل اليابان. انطلقت اليابان ودول أخرى نحو الحضارة ورفاهية المواطن ووصلت المريخ وبقت مصر والعرب في الحضيض؛ والسبب تغول العصابات الاستبدادية في الدولة وغياب الشعب وكرامته لكن الشعب ليس غائباً فهو أو جزء منه حاضرا للتبرير والتصفيق وصناعة الفراعنة وعرقلة مساحة الحرية والضوء المنتشرة بثبات مبهر وأسطوري؟ إنها الأمية الشاملة والذل المتوارث؟ جاءت ثورة 25 يناير لتعبر عن تطلع وحاجة الشعب للحرية والعيش الكريم؟ سقط الرئيس الملهم وبقت الدولة العميقة بتشابكات المصالح العميقة في الجيش وأجهزة الأمن والقضاء والإعلام وشلة فارغة من مدعي الليبرالية الذين لايملكون مشروعاً مدنياً وكل ما يملكونه هو النرجسية التي تكره الآخر حتى الموت باعتباره منافساً وهذا وجدوه في الإخوان المسلمين القوة الشعبية الصلبة والمنظمة بعد تجريف كل الكيانات السياسية وذوبانها... ووجد الانقلاب العسكري من قبل الانقلاب ضالته بهؤلاء ليركب عليهم وبسهولة اكتشف أن الوعي النخبوي مازال مسطحاً رغم كل ما جرى في ثورة يناير فلا كيان متماسك يحمل المشروع الوطني إلا الإخوان المسلمون الذي جرى الانقلاب ليس عليهم وإنما على الديمقراطية والثورة والكرامة الشعبية والشرعية الديمقراطية التي وجدت نفسها غريبة وسط غابة النظام القديمة الذي عومل بلطف باسم الثورة؟ مالا يعلمه الكثيرون أن الانقلاب والشيطنة والقمع ليس للإخوان لأنهم إخوان مسلمون بل لأنهم كيان شعبي وطني تحرري يحمل المشروع الوطني المستقل القادر على البقاء والنمو من قاع المجتمع بغض النظر عن الاختلاف والتفاصيل...وتم الحرب على الثورة باسم الحرب عن أهم كياناتها؟ لكنها الحقيقة ولو كان الاشتراكيون الأحرار أو أي قوة يسارية أو مدنية محل الإخوان ومكانتهم لتم شيطنتها ودمغها بالإرهاب، فهم يخافون خاصة في المنطقة العربية من الإسلام السياسي يعني من الإسلام الحي الذي يحمل مشروع دولة وفلسفة حرية الإنسان وارتباطه بالبعد القومي وبفلسطين تحديداً والبعد الإسلامي. بدليل أن للانقلاب ذراعا إسلاميا دينيا مثله مثل الذراع الإعلامي والقضائي والعسكري ومعمم وملتحي ويتحدث عن خوف ربنا في قذف الراقصة "سماء المصري" بكلمة ويسكت بل ويحرض لقتل النساء والرجال والأطفال في الشوارع والسجون، وهؤلاء موجودون في الأزهر وكثير من المشائخ والمفتون والأحزاب الإسلامية التي تسير في الزفة. بل يطرب الانقلابيون عندما يسمعون عالماً باسم الإسلام يصفهم بالمنقذين والرسل وهي خدمة يعجز تقديمها الآخرون.. قبل يومين تم الحكم ضد حركة 6 إبريل وحظرها وأصبحت الحركة المحظورة بجانب الجماعة المحظورة تماماً والتي ستتطور إلى إرهابية لو صمدت؟.. هذه الحركة شاركت في الانقلاب وإسقاط الرئيس مرسي .... هناك من لا يريد مصر قوية وحرة لأنها ضد مصالحه وأطماعه, لكن إرادة الشعب -صاحب الحق- وإرادة الله من ورائها هي التي ستنتصر والمسخرة التي تجري علامة انهيار ظهرت في أحكام الإعدام بالجملة بدون إجراءات وبالكيلو؟!! وهو سقوط مخزي يهدم الدولة العميقة ويمهد لسقوطها ولايصلح كورقة ضغط لأناس يعرفون أن حياتهم وقوداً لحرية شعوبهم وأمنية يطلبونها ..هناك صراع تاريخي يجري بين الحرية والعبودية بين الشعب العربي وبين الاستبداد والاستعمار. لقد أخرجوا كل الأوراق وما وراء الأوراق تحللوا من كل إنسانية وعقل وآدمية جعلت العالم الحر يستحي رغم مصالح البعض في ضعف الشعب العربي؟ وهي أفعال تدميهم وتقوي من الثورة الشعبية التي تبهر الزمان بصمودها والتي تتعثر عندما تتعثر بسبب مساحة الأمية السياسية والسلبية الشائعة بين أوساط الشعب نخبة وعامة وليس بسبب قوة الانقلاب.