تبذل الجمعيات الخيرية في اليمن جهوداً لمساعدة الفقراء والمحتاجين في شهر رمضان، وتخصص أكبر مشاريعها في ذلك الشهر من أجل إطعام هؤلاء وتجنبيهم مد أيديهم . وتقيم هذه الجمعيات موائد الإفطار الجماعية والفردية في المساجد ومراكز مخصصة في أرجاء اليمن، فضلا عن توزيع المواد الغذائية على آلاف الأسر الفقيرة . وينظر الفقراء إلى هذه الجمعيات على أنها الملاذ الأخير لسد احتياجاتهم، ولو لشهر واحد في السنة، لاسيما أنهم يحصلون على مساعدات غذائية مجانية غير متاحة في الأيام الأخرى، إلا في أوقات محدودة . وبحسب الأممالمتحدة، فإن أكثر من 13 مليون شخص، أي أن أكثر من نصف سكان اليمن، بحاجة إلى مساعدات إنسانية. وتعد جمعية الإصلاح الاجتماعي الخيرية، التي تأسست عام 1990، من أكبر الجمعيات العاملة في المجال الخيري والإغاثي، وذات حضور بارز في تنفيذ مشاريع الخير الرمضانية في أنحاء اليمن . ودشنت جمعية الإصلاح الاجتماعي الخيرية بصنعاء مشاريع الخير الرمضانية التي يستفيد منها الآلاف من الأفراد والأسر الفقيرة والمحتاجين والمعوزين في عموم محافظات الجمهورية. وفي التدشين أوضح أمين عام جمعية الإصلاح الاجتماعي الخيرية يحي الدباء أن الجمعية تستهدف في مشاريعها الرمضانية خلال الموسم الحالي ما يقارب نصف مليون فرد وأكثر من 120 ألف أسرة فقيرة. وأشار إلى أن مشاريع رمضان تتميز عن غيرها بعموم نفعها ووصول خيرها إلى معظم شرائح المجتمع يستفيد منها الفقراء والمساكين والضعفاء والعجزة والأرامل وعابر السبيل والمسافر بالإضافة إلى طلبة العلم والأيتام والنازحين واللاجئين. وأكد الدباء أن مشاريع الخير الرمضانية تأتي في إطار تعزيز مبدأ التكافل والتراحم بين أبناء المجتمع والمساهمة في تخفيف معاناة الفقراء والمساكين خلا شهر رمضان المبارك. ووفقا لمكتب الأممالمتحدة في صنعاء، فإن الاضطرابات في اليمن على مدى العامين الماضيين، أدت إلى شبه انهيار في معظم الخدمات الأساسية، وكذلك إلى زيادة أكبر في مستويات الفقر ومعدلات مقلقة من انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية. ويقول الصحفي اليمني، المتخصص في متابعة النشاط الخيري, جبر صبر, إن ما تقوم به هذه الجمعيات "عمل محمود ومقدر خاصة أنها تستنفر جهودها لمساعدة الفقراء والمحتاجين ". واستدرك قائلا إن "هذا الدور يبقى موسمياً مقتصراً على رمضان بينما تختفي الأغلبية منه طوال شهور العام.. ولو أن تلك الجمعيات تعمل بالجهد ذاته على مدار العام لكان لها دور كبير في الحد من البطالة، وتخفيف المعاناة على الفقراء والمحتاجين والأيتام ". ويتجاوز عدد الجمعيات والمنظمات الأهلية بمختلف أنواعها في اليمن الستة آلاف منظمة وجمعية، بحسب وزارة الشئون الاجتماعية والعمل، لكن الأغلب منها ذات نشاط موسمي ومنحصر في العاصمة صنعاء فقط .