قتل أحد مشايخ عتمة وأصيب عدد من المواطنين و جندي أمن في مواجهات جرت اليوم بمديرية عتمة بين مجاميع مسلحة من مواطنين بمدير وأمن المديرية على إثر عودة مدير الأمن الذي طرده الأهالي سابقاً. وأكدت الأنباء الواردة من المديرية أن المئات من المسلحين من أبناء عتمه تقاطروا منذ قبل فجر اليوم حين تبادر إليهم عودة مدير أمن المديرية الذي طردوه الأسبوع الماضي، وأن المسلحين قاموا بمحاصرة مبنى المديرية، وجرى على إثر ذلك مواجهات مسلحة مع جنود أمن المديرية، ما أسفر عن مقتل الشيخ "أحمد العتمي" وإصابة عدد من المواطنين– لم نتمكن من معرفة عددهم بدقة - كما أصيب جندي أمن حسب المعلومات المؤكدة. وفيما أكدت مصادر أن عدد المصابين لا يتجاوز 6 أشخاص أحدهم جندي أمن، فقد أكدت مصادر أخرى أن العدد أكثر من ذلك حيث سقط مصابين في الجهة الأخرى من المبنى المحاصر وتم نقلهم من المكان، مرجحة أن يكون العدد وصل إلى 11 بينهم 5 جنود أمن. وأضافت مصادر في المديرية ل"الصحوة نت" أن المواطنين فرضوا طوقاً على مبنى المديرية، الذي توجد إدارة الأمن في إطاره، بهدف كسر أي تعزيزات عسكرية قادمة من مركز المحافظة، وهو ما حدث بالفعل، خصوصاً مع التفاف جميع أبناء عتمه بمختلف توجهاتهم القبلية والسياسية على إمضاء قرارهم برفض مدير الأمن الذي لم يجد رادعاً من ممارساته المخلة. وحسب الروايات التي حصلت عليها الصحوة نت فإن مدير أمن المديرية الذي طرده مشايخ ووجهاء عتمه الأسبوع الماضي بالقوة، عاد في وقت متأخر من مساء أمس، برفقة عدد من الجنود بتوجيهات من محافظ ذمار يحيى العمري، الأمر الذي استنفر مشايخ عتمه، وتوجه مئات من المسلحين عند الفجر لمحاصرة إدارة المديرية، لتجري مواجهات عنيفة بين المواطنين وجنود الأمن أسفرت عن إصابات متفاوتة، وكان من ضمن الجرحى جنود أمن. وأضافت المعلومات أن الشيخ العتمي توفي في وقت لاحق متأثراً بإصابته، في الوقت الذي يجري فيه مشايخ عتمه وأعضاء مجلس النواب اجتماعات متواصلة لمواجهة المشكلة. وعبرت مصادر قبلية في عتمه عن أسفها لدور محافظ محافظة ذمار الذي أدى إلى أشعل الفتنة بقراره إعادة مدير أمن المديرية رغم إجماع أبناء عتمه على رفضه، وقيامهم بطرده الأسبوع الماضي، بسبب ما وصفوه تجاوزاته التي أخلت بأمن المواطنين، وانتهاكه لحقوق وحريات الناس، واعتداءه على ممتلكاتهم، وسلب حرياتهم، مضيفين أنهم كانوا يأملون من المحافظ أن يحيل مدير الأمن للتحقيق، وإلى أجهزة العدالة لينال عقابه الرادع، وأن يولي هذا المنصب من يحفظ الأمن واستقرار، ويحترم أبناء المديرية. وحملوا قيادة محافظة ذمار ومدير أمن المحافظة المسئولية عن الفتنة التي اشتعلت اليوم بسبب إصرارهم على إعادة مدير الأمن الذي أشاع أجواء الخوف في المديرية، مجددين رفضهم لعودة المذكور وفرضه بالقوة رغم انتهاكه للنظام والقانون، وتحويله مديرية عتمة إلى ساحة للبلطجة مستغلاً نفوذه وسلطته، وجنود إدارة الأمن الذين كان يوجههم لإهانة المواطنين، والاعتداء على أموالهم وإخافة الأطفال والنساء دون أي مبررات، أو تحت أعذار واهية. يذكر أن مجاميع مسلحة من مختلف مناطق مديرية عتمه بمحافظة ذمار كانوا اقتحموا في وقت متأخر من ليلة الثلاثاء قبل الماضي مبنى إدارة أمن المديرية وقاموا بطرد مدير الأمن، على خلفية اعتداءه على أحد المواطنين، برفقة جنود الأمن، ثم له حين كان يستقل سيارة نجل عضو مجلس النواب عبد الوهاب معوضه، وهو ما استفز مشايخ ووجهاء المديرية الذين قرروا طرده حينها وغادر في تلك الليلة مبنى المديرية، ليوقع مشايخ عتمه اتفاقاً على رفضهم القاطع لعودته تحت أي مبرر، بسبب ما أسموه انتهاكاته المتكررة، وتهجمه على المواطنين، وممارسته أعمال بلطجة – حد قولهم حينها- . وكانت مجاميع تتبع إحدى قبائل مديرية الحداء قد قامت نهاية العام المنصرم بالسيطرة على مبنى مديرية الحداء في مدينة زراجة، وطرد قيادة السلطة المحلية وموظفي فروع المكاتب التنفيذية، واستمرت السيطرة عليه لأكثر من ثلاثة أشهر، لم تعمل خلالها السلطة المحلية بمحافظة ذمار أي شيء يذكر بإتجاه حل القضية، بينما فشلت وساطات قبيلة في إنهاء سيطرة المجاميع القبلية على مبنى المديرية. واشترطت قبائل بني بخيت التي قامت بعملية السيطرة على المبنى بإقالة مدير أمن المحافظة الذي اتهموه بالتساهل أمام ما تشهده المحافظة ومديرية الحداء على وجه الخصوص من حروب قبلية وانفلات أمني وثارات مستمرة، ينتج عنها المزيد من الضحايا، في الوقت الذي يستأثر فيه مدير أمن المحافظة لنفسه بكامل الصلاحيات، حسب ما صرح به حينها نجل أحد مشايخ بني بخيت، الذي يشغل والده أيضاً نائب مدير أمن محافظة ذمار.