عبدربه منصور هادي هو الرئيس الشرعي لليمن، سواء اردنا ذلك او لا. اولاً قرار استقالته لم يبت به دستورياً. وهو يسقط خلال مدة محددة إذا لم يتم قبوله من البرلمان. ثم ان استقالته تسقط إذا اعلن انها جاءت تحت التهديد، اي التأكيد على عدم شرعية انقلاب الحوثي. اللعبة السياسية تعود إلى منطقة الصفر. لكن نجاح عملية نفاذ الرئيس هادي من الحصار المفروض عليه من الحوثي واقامته الجبرية، يؤكد ضعف الجماعة ووقوفها على ارض مختلة من السيطرة العسكرية التي لن تضيف لليمن إلا مزيدا من الصراعات والخراب. بالنسبة لليمنيين هادي الرئيس الشرعي، وخروجه اليوم، يعيد العملية السياسية التي سقطت تحت قوة السلاح. هادي هو الرئيس المنتخب، وواجه ضغوطات كبيرة، تحمل الكثير من الاساءات، والآن علينا ان نعيد الاعتبار ليس له كشخص، وإنما لموقعه كرئيس شرعي لليمن، نعيد الاعتبار للعملية السياسية، نتمسك بالدولة اليمنية التي مثلها هادي خلال السنوات الفائتة. نرفض الانقلاب العسكري. نرفض الاحتيال على الدولة لمصلحة ميليشيا طائفية لا تمثل إلا طائفة. نقف سوياً مع اليمن كجغرافيا وتاريخ. الحوثي لم يؤكد فقط على اخفاقه السياسي، لكن إلا عدم مسئوليته اتجاه اليمن كوطن وشعب. مقامرته بكل شيء. هوسه بالسلطة دون افق، إلا كتابع لايران. حتى لو كان حصوله على السلطة سيعني عزل اليمن، التي تعاني اقتصادياً، حتى لو عنى ذلك تجويع الناس. وكأي جماعة متقوقعة طائفية، تختصر اليمن إلى هويات صغيرة منقسمة لتهيمن على البلد. اختلال الحوثي، يظهر عبر ممارساته الجشعة والنهمة للاستبداد والتنكيل باليمنيين. لنتصور انه ضمن كل شيء وتخلص من كل خصومه، وقد صارت اليمن تحت هيمنته الكلية دون منازع. سيفعل كل شيء، ليس فقط التعذيب بحرق المؤخرات. لن يرحم احد، ولن يترك مال او ملك الا وحصل على حصة منه. هم جماعة متغطرسة وشكل عصبوي لا يعي شيء سوى نرجسيته القائمة على وهم الهي، والتي تحل له كل شيء، تملكه حياة الناس وافكارهم وحتى اوهامهم. الحوثي سيدوس كل شيء لانه هبة الرب وفي الحقيقة لا نرى سوى وحشية مفرطة، قد لا تصل لمرتبة القاعدة. لكن هذا التلميع على حساب الاسوأ او السيء، لا يمنع رؤية فرانكشتاين مشوه وقاتل باصرار. من صفحة الكاتب على الفيسبوك